وجهت صحيفة إسرائيلية الأربعاء، انتقادات شديدة للسفير الأمريكي لدى تل أبيب ديفيد فريدمان، على خلفية موقفه المؤيد لتنفيذ خطة ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية ومنطقة غور الأردن.
ووصفته صحيفة "هآرتس" العبرية في افتتاحيتها، بأنه "سفير الضم في إسرائيل"، مشيرة إلى أن "الاستطلاعات في الآونة الأخيرة تظهر بالكاد، أن ثلث الجمهور الإسرائيلي يؤيد عملية الضم، فخطة الضم عمليا، توجد في أسفل سلم أولوياته"، بحسب تقديرها.
وعلى المستوى الخارجي، قالت الصحيفة إن "هناك تحفظا جارفا على الضم الأحادي الجانب، والأمر لا يقف عند حد عدم وجود إجماع دولي، لكن دول الاتحاد الأوروبي تهدد بالعقوبات، وفرضية أن الدول العربية وتحديدا الخليجية تؤيد خطة الضم، تبينت كعديمة الأساس".
وذكرت الصحيفة أن "نتنياهو قرر الإعلان عن خطة الضم في الأول من تموز/ يوليو المقبل، إلا أن خريطة الخطة غير موجودة"، معتقدة أن "الولايات المتحدة لديها مواضيع أكثر اشتعالا، تتعلق بالوباء وموجة الاحتجاجات، اللتين تسبقان الانتخابات الرئاسية".
واستدركت الصحيفة: "سفير الولايات المتحدة لدى تل أبيب مؤيد للضم ويدفع باتجاهه، وبالتأكيد أكثر من رئيسي الوزراء الإسرائيليين (نتنياهو وشريكه الجنرال بيني غانتس)"، مؤكدة أنه "مصمم أكثر منهما على ألا يسمح لهذه الفرصة بالانتهاء دون ضم أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية".
وتابعت: "بهذا المفهوم ليس واضحا على الإطلاق من يمثل فريدمان، فموقفه متطرف أكثر من موقف الأمريكيين، أكثر من موقف حكومة إسرائيل، ومعاد للفلسطينيين".
ورغم هذا الموقف "المتطرف" من السفير الأمريكي، تجدر الإشارة، إلى أن "مجلس "يشع" (الاستيطاني)، ولأسبابه، يتنكر لخطة الضم، وهنا يتضح أن رفاقه المستوطنين لا يسندونه"، بحسب "هآرتس".
وقالت الصحيفة: "بدلا من أن يتوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، وبدلا من أن يدفع رئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) إلى العودة لطاولة المفاوضات، ينشغل فريدمان في الأسابيع الأخيرة في وساطة نشطة بين نتنياهو ورئيس الوزراء البديل غانتس".
وأكدت أن "الإجماع الوحيد الذي يتطلع إليه فريدمان كوسيط؛ هو إسرائيلي داخلي"، موضحة أن "إسرائيل تعاني جملة من المشاكل حتى بدون الضم، الذي يعرض استقرارها واستقرار المنطقة للخطر".
ونبهت إلى أن "تل أبيب وبكل تأكيد لا تحتاج إلى فريدمان كرئيس وزراء ثالث، يتجاوز نتنياهو وغانتس، وهنا يجدر بأحد ما أن يذكر فريدمان، بأن لا يتعدى حدود منصب السفير الأمريكي في إسرائيل".