عاد ما يطلق عليهم "الشبان الثائر" في قطاع غزة، لاستئناف إطلاق البالونات الحارقة تجاه المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.
وتوقف إطلاق تلك البالونات منذ أشهر طويلة، مع وقف مسيرات العودة وكسر الحصار في بداية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، بحسب ما أُعلن حينه من قبل الهيئة المشرفة على تلك المسيرات.
وأطلق الشبان بالأمس، عدداً من البالونات الحارقة، ما أدى لنشوب حريقين في منطقة ما يسمى "سدوت نيغيف" في النقب الغربي المجاور لحدود القطاع. بحسب مصادر إسرائيلية.
وقبيل ظهر اليوم الجمعة، أطلقت مجموعة تطلق على نفسها "أحفاد الناصر" مجموعة من البالونات الحارقة تجاه مستوطنات غلاف غزة.
وقال أبو مالك أحد الشبان لـ "القدس" : إن إطلاق البالونات من جديد جاء بقرار من قيادة "حركة المقاومة الشعبية"، كرد على جرائم الاحتلال ومخططاته التهويدية بالقدس والأقصى، وكذلك مخططاته لضم الأراضي الفلسطينية.
وأكد أن إطلاق تلك البالونات ليس مرتبطًا بمسيرات العودة فقط، بل هو عمل وطني هدفه الرد على جرائم الاحتلال، وتكبيده الخسائر بأقل الإمكانيات المتاحة، والعمل على استنزافه للتراجع عن مخططاته، وكذلك لإلزامه بتفاهمات الهدوء بغزة ورفع الحصار عن القطاع.
ولفت إلى أن هناك قراراً بالتصعيد التدريجي في حال استمرت جرائم الاحتلال، ومنها إلقاء البالونات المتفجرة، ومن ثم العودة للإرباك الليلي.
وقالت مصادر فلسطينية إن بعض الفصائل وخاصةً الجبهتين الشعبية والديمقراطية، تضغطان باتجاه عودة مسيرات العودة من جديد، فيما تحاول بعض الفصائل ومنها حماس تأجيل هذه الخطوة في ظل الظروف الحالية.
ووفقًا للمصادر، فإن حماس ترغب باستئناف المسيرات في حال نفذت إسرائيل تهديداتها بشأن مناطق الضم في الضفة الغربية، وأنها تريد الانتظار في هذا المضمار، بينما تضغط بعض الفصائل باتجاه العودة السريعة للمسيرات.
ولم يؤكد أو ينفي طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وأحد قادة هيئة مسيرات العودة، تلك الأنباء، مشيرًا إلى أن الهيئة تجتمع أسبوعيًا ومن المفترض أن تجري عملية تقييم لكل الفعل الجماهيري.
وقال أبو ظريفة : "علينا أن تقدم اقتراحات وبدائل كيف يمكن أن نواجه معًا سياسة الحصار وسياسة الضم، ونربط غزة بذلك، بحيث لا تكون بعيدة عن سبل المواجهة في مواجهة الصفقة ومخاطرها".
وأضاف: "إن مبدأ التمسك بمسيرات العودة قائم ولم يتغير، خاصةً وأن هذه المسيرات هي فعل كفاحي ونضالي جاء في إطار مواجهة إجراءات الاحتلال".
وبين القيادي في الديمقراطية، أن تلك المسيرات ربطت غزة بالمشروع الوطني الفلسطيني، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في الوقت الحالي هم أحوج لهذا الفعل الجماهيري في إطار مواجهة إجراءات الاحتلال بالضفة واستمراره في محاولات تمرير صفقة القرن والمضي قدمًا في عملية الضم.
وقال: " لتكون غزة جزءًا لا يتجزأ من المواجهة، يجب البحث الجدي في إطار الهيئة الوطنية في كيفية المواءمة بين الإجراءات المتعلقة بفيروس كورونا، وضرورة التفكير بعودة المسيرات بغض النظر عن الشكل والطريقة والحجم".
ولفت أبو ظريفة إلى أن أدوات المقاومة الشعبية تخضع أحيانًا لتقديرات نابعة من شيء ذاتي، أو من خلال خطوات منفردة، لكن جميعها تندرج تحت إطار الحق المشروع في استخدام كل الأدوات لسياسة الاحتلال والضم، خاصةً في الوقت الذي لم يلمس الشباب الثائر في بعض الأحيان أي التزام من الاحتلال برفع الحصار ووقف جرائمه.
وأكد المسؤول في الهيئة الوطنية أن الخطوات الأخيرة من الشباب الثائر هي فردية، وتندرج في إطار مواجهة سياسات الاحتلال.
ورفض ربط استئناف إطلاق البالونات بتأخير دخول المنحة القطرية، وقال: "لا يمكن أن نقبل أي مقايضات على مسيرات العودة ودماء الشهداء، لا بحلول اقتصادية، ولا بدخول أموال، رغم حاجة غزة لكل أنواع الدعم غير المشروط".