ذكرت مصادر مطلعة، الخميس، أن هناك اتصالات جارية بين البيت الأبيض ومجموعة من رجال الأعمال الفلسطينيين المقربين من السلطة الفلسطينية والمؤسسات السياسية الفلسطينية بهدف فتح قنوات مع السلطة الفلسطينية.
وأكد المصدر أنه "في غياب اتصالات مباشرة بين البيت الأبيض والسلطة الفلسطينية، فإن قناة اتصال مع رجال الأعمال الفلسطينيين، وفتح قناة من خلالهم إلى القيادة الفلسطينية هو أمر منطقي وأفضل المتاح".
ويقاطع الفلسطينيون إدارة الرئيس ترامب منذ 6 كانون الأول 2017 بعد أن أعلن الرئيس الأميركي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها.
وبحسب المصدر الذي تحدث لصحيفة "القدس" و طلب عدم ذكر اسمه، فإن الحوار الدائر حالياً وراء الكواليس أُطلق بمبادرة من مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعملية السلام (وصفقة القرن) آفي بيركويتز، الذي حل محل مبعوث ترامب السابق للمفاوضات الدولية، جيسون غرينبلات في الخريف الماضي.
وبحسب المصدر، يأمل بيركويتز من خلال قناة رجال الأعمال الفلسطينيين في الضفة الغربية أو خارجها إعادة فتح قناة مباشرة مع السلطة الفلسطينية لإيجاد مخرج من مأزق الضم الذي يلوح في الأفق كما تعهد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، ويشمل كل مستوطنات الضفة الغربية، والمنطقة "ج" ومنطقة الأغوار.
وبحسب المصدر، فإن النقاط التي يحاول بيركويتز استكشافها، أو إيجاد بدائل لها، تشمل إرجاء ضم منطقة الأغوار، والمنطقة "ج" في الوقت الراهن، وتحويل أجزاء من المنطقة "ج" إلى المنطقة "ب" أو المنطقة "أ" التي تخضع للسلطة الفلسطينية نظرياً، وأن يخضع ضم المستوطنات إلى مبدأ "تبادل الأراضي المتفق عليه بين الفلسطينيين وإسرائيل بالأساس".
يجدر بالذكر أنه بحلول 25 حزيران الجاري، يكون مر عام على مؤتمر "السلام من أجل الازدهار" الذي نظمته الإدارة الأميركية، وقاطعه الفلسطينيون، في العاصمة البحرينية، المنامة، وتعهد بدعم الفلسطينيين اقتصاديا بمبلغ 50 مليار دولار، دون أي متابعة جدية.
وتزداد معارضة الضم من قبل الدوائر المناصرة لإسرائيل في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث انضم إلى ركب المعارضين للضم، صباح الخميس، منظمة "أللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة –إيباك"، اللوبي الإسرائيلي القوي، بإيعازها لأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب، خاصة الذين يعتمدون على دعم المنظمة لهم في حملاتهم الانتخابية "إن بإمكانهم معارضة الضم وأنهم أحرار في ذلك"، وأن معارضة "إيباك" هذه تتم عبر توجيهات هاتفية أو عبر الفيديو، الأمر الذي يعتبر غير اعتيادي، حيث إن "إيباك" ترفض أي انتقاد علني لإسرائيل مهما كان ضعيفاً، وبغض النظر عن طبيعته.
وقال مصدر آخر رداً على سؤال وجهته له "القدس" بشأن ما تفعله إيباك أن "هذه أوقات غير معتادة فق حدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم 1 تموز تاريخاً لضم أجزاء من الضفة الغربية، والوقت ينفذ، والناس في الداخل والخارج يقولون إن هذه الخطوة ستعيق أي جهود لإحلال السلام في المنطقة".
بدورها، علقت صحيفة "جيروسالم بوست" الإسرائيلية على هذه الخطوة بالقول: "مع تغلغل القلق بين أوساط اليهود الأميركيين مع اقتراب 1 تموز، تواجه أيباك سؤالًا شائكًا: هل تدعم قيادة إسرائيل بأي ثمن، أم تقر بأن هذا العمل يشكل خطراً على الإجراءات التي تعتقد أنها تهدد مستقبل الدولة اليهودية؟.
وتضيف: "حتى الآن، ظلت المجموعة صامتة علانية. ولكن على انفراد، تقول إيباك للمشرعين إنه طالما أنهم لا يطالبون بحد أو تقليص المساعدات الأميركية لإسرائيل ، فإن بإمكانهم انتقاد خطة الضم دون المخاطرة بدعم مستقبلي من اللوبي".
ومن غير المعروف إلى أي مدى ستدفع "إيباك" بمعارضة الضم، لكنها قلقة جداً من أن يؤدي الضم إلى التأثير السلبي على العلاقات الأميركية الإسرائيلية.
يذكر أنه على مدار الأسبوع الماضي انتقدت شخصيات يهودية أميركية بارزة، عملت سابقاً في مواقع رسمية أميركية مرموقة، مثل المبعوث السابق لعملية السلام دينيس روس، وزميله ديفيد ماكوفسكي، علناً، وعلى صفحات الصحف الأميركية الرئيسية، مثل: نيويورك تايمز وواشنطن بوست.