يأمل أهالي قرية عزون عتمة، جنوب شرق قلقيلية، أن يستأنف أبناؤهم طلبة الثانوية العامة، وهم 23 طالباً وطالبة، جلسات الامتحان، بعد حرمانهم من أول جلسة عقب إغلاق القرية بعدما تبينت إصابة 9 مواطنين بفيروس كورونا، والأهالي والطلبة ينتظرون مساء غد الإثنين، نتائج العينات الأخيرة لفحوصات أُخذت من مخالطي المصابين، كي يتم إنهاء إغلاق القرية.
يقول ممثل لجنة أولياء أمور الطلبة في مدارس عزون عتمة عبد الكريم أيوب: "إن قرار منع الطلبة من التقدم للامتحان كان صادماً لأهالي عزون عتمة وطلاب الثانوية العامة، لقد عاش الطلبة حالة نفسية صعبة بحاجة إلى تدخل لتخفيف آثار الصدمة ورفع معنوياتهم".
وتابع: "القرار لم يكن متوقعاً، حيث اتُّخذ قبل 12 ساعة من موعد جلسة أول امتحان، لاعتبارات الحفاظ على الصحة العامة والسلامة، نحن لا نتدخل بالإجراءات والمعايير الصحية، لكن نفضل أن يكون القرار بوقت مبكر قبل يوم أو يومين".
ويدرس في عزون عتمة 35 طالباً وطالبة في الفرعين الأدبي والعلمي والصناعي، بينهم 22 طالباً وطالبة من القرية وطالب آخر من القرية في الفرع الصناعي، وقد حُرموا جميعاً من أداء الامتحان، فيما سُمح لبقية الطلبة، وهم من قرية بيت أمين المجاورة، بالتقدم للامتحان في قرية سنيريا.
ويشدد أيوب على أن تأجيل الامتحان كان صعباً على الطلبة والأهالي، بعدما كانوا مهيئين لبدء الامتحانات وانتهائها بموعد محدد، وقرار منع الطلبة "غير موفق"، لأنّ الإصابات والمخالطين في أماكن محدودة بالقرية، وقاعة الامتحان في القرية معقمة ومجهزة، و"نحن على استعداد لتوفير ما يلزم لسلامة الطلبة والمراقبين ومن يعملون على الامتحان".
ويشير أيوب إلى أن الأُمور حالياً تتجه نحو الحل، وهناك لقاء للطلبة مع وزير التربية والتعليم د.مروان عورتاني عبر تقنية زووم، السبت، ووعدنا إن رفعت حالة الإغلاق عن القرية أن تستأنف الامتحانات، ورفع الإغلاق مرتبط بآخر عينات أخذت للمخالطين وستظهر نتائجها مساء الإثنين، "أنا متفائل أن يعود الطلبة لاستئناف امتحانات الثانوية العامة خلال أيام".
من جانبه، يقول رئيس مجلس قروي عزون عتمة مطلق أحمد، لـ"القدس"دوت كوم، "نحن مقتنعون أن وزارة التربية والحكومة أخذوا بالإجراءات اللازمة من أجل عدم تفشي الفيروس، لكن الإصابات لدينا 9، وهم موجودون في حارة واحدة، والمخالطون أيضاً في حارة واحدة".
ويضف: "الطلبة أُصيبوا بالتوتر لما جرى، اقترحنا أن يتقدم في كل غرفة صفية أربعة طلبة فقط، والطلبة وأهاليهم لم يخالطوا المصابين أو المخالطين، نأمل أن تحل القضية، خاصةً أن لدينا طلبة متفوقين نراهن عليهم أن يحصدوا نتائج بين العشرة الأوائل على مستوى الوطن".
ويؤكد أحمد أن الأهالي والمجلس مستعدون لتقديم ما يلزم من تعقيم وإجراءات فحص للطلبة يومياً، والعمل ضمن البروتوكول الصحي العام للوزارة.
من جانبه، يقول مدير عام القياس والتقويم والامتحانات في وزارة التربية والتعليم د.محمد عواد، لـ"القدس"دوت كوم، "إن قرية عزون عتمة تخضع لإجراءات الحجر، وفق البروتوكول الطبي، ولا يتم عقد الامتحان لطلبتها في هذه الدورة، ويوم السبت، كان هناك اجتماع لوزير التربية والتعليم د. مروان عورتاني مع الطلبة عبر تقنية زوم، وطمأن الوزير الطلبة"، فيما أشار عواد إلى أن استئناف الامتحان مرتبط بإجراءات الحجر بحسب وزارة الصحة، وفي حال انتهت الإجراءات فإن الامتحان سيُستأنف.
وكانت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين، طالبت في بيان لها، الحكومة من خلال وزارتي التربية والتعليم والصحة، بتوفير بدائل ملائمة لطلبة عزون عتمة بأسرع وقت ممكن، من مبدأ تكافؤ الفرص لكافة الطلبة في تقديم الامتحان ضمن الجدول الزمني الذي أعدته وزارة التربية والتعليم.
وأشارت الحركة إلى أنه بعد التواصل مع المجتمع المحلي في قرية عزون عتمة تم التحقق من أن الطلبة وعائلاتهم غير مصابين أو ضمن دائرة المخالطين، ما يسمح لهم بالحركة وممارسة أنشطة الحياة اليومية بموجب البروتوكول الصحي العام المعتمد من وزارة الصحة.
وشددت "الحركة العالمية" على حق جميع الطلبة في الحصول على فرص متكافئة، وتوفير كافة الجهود لتسهيل وصولهم إلى قاعة الامتحان يوم الإثنين، إضافة إلى توفير سبل الوقاية للطلبة والمراقبين، لما يتركه حرمان أي طالب من حقه في تقديم الامتحان في موعده المقرر من أثر نفسي كبير عليه وعلى ذويه.
وأكدت الحركة أن نجاح الحكومة في إدارة أزمة جائحة "كورونا"، بالرغم من ضعف الإمكانات، هو محل تقدير على المستويين المحلي والدولي، وأنّ حسن إدارة ملف الثانوية العامة في ظل هذه الجائحة لا يقل أهميةً عن حماية الحق في الصحة.