قال كاتب إسرائيلي إن "الوصف المناسب لصفقة القرن الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو "شرك القرن"، التي سعت لإقامة دولة فلسطينية على 70% من مساحة الضفة الغربية، ولكن تم تهميشها بصورة مذهلة، رغم أن بنيامين نتنياهو وبيني غانتس رحبا بها، والآن عادت إلى الخطاب الإسرائيلي والأمريكي والشرق أوسطي، لكنها ربما تحولت إلى وعد كبير للصيد المحتمل".
وأضاف البروفيسور يوسي شاين أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في مقاله بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، ترجمته "عربي21" أن "نتنياهو أعلن هذا الأسبوع في اجتماع لحزب الليكود أن الضم المتوقع للضفة الغربية، يأتي وفقا لصفقة القرن، فيما قال وزير الخارجية الجديد غابي أشكنازي، إن الصفقة لها أهمية تاريخية، لكن مجلس المستوطنات الإسرائيلية يشيع رفض الصفقة لأنها خطيرة".
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة ما زالت تنزف من وباء كورونا بعد مائة ألف قتيل، ويتواصل إغلاقها الشامل، ويواجه ترامب ضعفا غير مسبوق قبل أقل من ستة أشهر من الانتخابات الأمريكية النصفية، بسبب عشرات الملايين من العاطلين الجدد، وفي هذه الحالة يسأل البيت الأبيض عما إذا كانت خطة الضم لنتنياهو جيدة أم سيئة بالنسبة للرئيس".
وأكد أن "جو بايدن المرشح الديمقراطي الباهت نسبيا، يعارض بشدة خطة الضم، داعيا إسرائيل للتوقف عن التهديد بتنفيذها، مع أن انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر تدور حول إرث ترامب، ويبقى الوضع الاقتصادي الأمريكي دائما هو الحاسم في نتائجها المقبلة، رغم أن الرئيس الحالي يتمتع بميزة مدمجة في طريقه إلى انتخابات ثانية، لكن الرئيس غير الناجح اقتصاديا، سيجد صعوبة في إعادة انتخابه".
وأعاد الكاتب إلى الأذهان "خسارة جيمي كارتر أمام رونالد ريغان بسبب الأزمة الاقتصادية، وكذلك خسر جورج بوش الأب، الذي انتصر في حرب الخليج الأولى 1991، أمام بيل كلينتون، إسرائيل تدرك ذلك، ويخشى نتنياهو الذي يعاني في المحاكمة عودة الديمقراطيين للبيت الأبيض، وربما في أغلبية بمجلس الشيوخ، لأنه جعل نفسه عدوا لهم، ويعتبره الأمريكيون كارها لباراك أوباما، وحليفا سياسيا لترامب واليمين الأمريكي".
وأوضح أن "بيني غانتس وغابي أشكنازي زعيمي حزب أزرق-أبيض، يبدوان أقل اهتماما بالانتخابات الأمريكية القادمة، وقد يكونان قادرين على البناء سياسيا بمساعدة حكومة ديمقراطية جديدة معادية لنتنياهو، صحيح أن الأخير بنى صيغة ولاء لترامب كأساس لتحديد التحالف الإسرائيلي مع الولايات المتحدة، لكن المفارقة أن اليمين الديني تذكر فجأة، وحتى ترامب، أن خطة الضم تشكل خطرا على صفقة القرن".
وأشار إلى أن "الجديد في هذا الموضوع أن يتم استبدال السفير الإسرائيلي في واشنطن رون درامر بالليكودي المقرب من نتنياهو، غلعاد أردان، في مسعى منه لمحاولة إنشاء لوبي يميني مؤيد للضم، وفي الغالب لإقناع من هم في الجانب الجمهوري ممن مازالوا مترددين إزاء خطة الضم، التي تثير القاعدة الإنجيلية في الحزب الجمهوري".
وأضاف أنه "طوال هذا الوقت، تتجه الأنظار في واشنطن وإسرائيل إلى دول الشرق الأوسط الأخرى، فماذا لو عارض حلفاء ترامب في الأردن والسعودية ودول الخليج بقوة خطة الضم، وماذا سيحدث إذا أدرك أبو مازن أن تهديده بإحداث انفجار في الأراضي الفلسطينية قد يتحقق، إن تم تنفيذ الخطة؟".
وأوضح أنه "بجانب هذه التطلعات، هناك أيضا مخاوف كبيرة، حيث يواجه الرئيس الأمريكي ترامب وفريقه معضلة بشأن نتنياهو وخطة الضم، حتى إن الدعائي المحافظ دانيال بايبس، وهو مشجع لنتنياهو وترامب، كتب في صحيفة نيويورك تايمز أن الأضرار التي ستلحق من خطة الضم أكثر من فوائدها".
وختم بالقول بأن "اليمين الإسرائيلي بدأ يتذكر ما سبق له رفضه، وهي صفقة القرن التي تحدثت عن إقامة دولة فلسطينية على 70% من الضفة، وتبقى 30% من الأراضي تحت السيادة الإسرائيلية، حيث يؤدي هذا المزيج من المصالح المتضاربة والتطلعات المتناقضة إلى حقيقة أن أي شخص قد يؤذي ترامب هو في الواقع صديقه نتنياهو، والعالم يعتقد أن خطة الضم ستساهم نهاية المطاف بهزيمة أصدقائها في البيت الأبيض".