بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها في مدن الضفة الغربية اليوم الثلاثاء، مع دخول قرارات الحكومة الفلسطينية حيز التنفيذ بإدخال سلسلة إجراءات تخفيف لتدابير مواجهة فيروس كورونا الجديد (كوفيد - 19).
وشهدت مدن الضفة الغربية الرئيسية حركة ازدحام غير مسبوقة منذ فرض حالة الطوارئ في الخامس من آذار الماضي، بعد سماح الحكومة بعودة التنقل بين المحافظات.
ولوحظ وجود حركة تجارية نشطة في مراكز المدن إثر السماح بعودة عمل المحال التجارية ومؤسسات القطاع الخاص فضلا عن إقبال عائلات على المتنزهات والحدائق العامة.
ومن المقرر أن يتم غداً الأربعاء استئناف العمل في الوزارات والمؤسسات الرسمية الحكومية في كافة مدن الضفة الغربية وسط دعوات للإبقاء على الالتزام بتدابير الوقاية العامة.
في هذه الأثناء، أعادت المساجد فتح أبوابها أمام المصلين ابتداء من صلاة فجر اليوم.
وقال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية حسام أبو الرب في بيان صحفي، إنه تم فرض ضوابط صحية وإجراءات احترازية ووقائية مشددة مع إعادة فتح المساجد.
وذكر أبو الرب أن المصلين يجب عليهم الالتزام بارتداء الكمامات والتعقيم الدائم حماية للأنفس وعدم إلحاق الضرر بالآخرين، وضرورة الالتزام بمسافة بين كل مصل وآخر، بما يحقق التباعد الاجتماعي.
وحث كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة ومن لديه ضعف مناعة على الصلاة في المنازل، حفاظا على أنفسهم ومنعا للاختلاط مع الآخرين.
كما دعا إلى اختصار القراءة في الصلاة، والاكتفاء بأداء الصلوات دون الجلوس بعدها للوعظ ونحوه، وعدم الإطالة في خطبة الجمعة، وإحضار كل مصل سجادة الصلاة الخاصة به.
وفي السياق ذاته، أعيد اليوم فتح أبواب كنيسة المهد التاريخية في مدينة بيت لحم.
ودخل رجال الدين إلى الكنيسة لأداء الصلوات والعبادة، فيما قرعت أصوات الأجراس وعلت الترانيم.
وقال المطران ثيوفيلكتوس الوكيل البطريركي لمدينة بيت لحم للصحفيين إنه ببركة العلي القدير وبعد 82 يوماً من مرض (كوفيد-19) تمكنا من فتح باب الكنيسة للزوار.
وأضاف ثيوفيلكتوس أن الكنيسة "باتت نظافة وخالية من المرض ويتمكن الآن جميع زوار العالم بزيارة المكان المقدس ومغارته والتبارك منه والصلاة فيه في جميع الأوقات".
من جهتها، اعتبرت وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، أن فتح كنيسة المهد حدث مهم جدا، مشيرة إلى أن الكنيسة وجهة لملايين السياح والحجاج من كل دول العالم.
وقالت معايعة للصحفيين في بيت لحم، إن فتح الكنيسة يعطي أمل للعالم بأن مرض (كوفيد-19) سينتهي، معربة عن أملها بعودة الكنيسة استقبال ملايين الزوار كما كانت قبل أزمة المرض.
وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر العام 330 ميلادي فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح.
ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريب يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما عام 383 م بترجمة الأناجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى 30 عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس.
وأعرب الخمسيني رائد الأطرش، عن سعادته بإعادة فتح أبواب الكنيسة أمام المصلين والزوار.
وقال الأطرش: إن "إعادة فتح أبواب الكنيسة مؤشر على عودة الحياة إلى طبيعتها بعد قرابة 3 شهور من حالة الطوارئ.
وأضاف الأطرش الذي كان يقيم القداس في بيته طيلة فترة الإغلاق، أنه بدءا من الأسبوع القادم سيصطحب عائلته إلى الكنيسة للمشاركة في الصلوات مع مراعاة الإجراءات الصحية.
ودعا السياح والحجاج حول العالم بالقدوم إلى الأرض المقدسة والصلاة في الكنيسة أملا بانتهاء المرض والانتصار عليه.
ويتواجد في مدينة بيت لحم 16 كنيسة ودير بما فيها المهد أغلقت أبوابها بعد إعلان حالة الطوارئ التي فرضتها السلطة الفلسطينية منذ الخامس من مارس الماضي.
وبحسب إحصائيات رسمية زار أكثر من ثلاثة ملايين ونصف سائح الأراضي الفلسطينية العام الماضي غالبيتهم كانت وجهتهم الرئيسية إلى بيت لحم، قبل أن يتم إغلاق المدينة حتى إشعار أخر على إثر أزمة مرض فيروس كورونا الجديد.
يأتي ذلك فيما أعلنت وزيرة الصحة مي الكيلة عدم تسجيل إصابات جديدة بمرض فيروس كورونا الجديد في فلسطين لليوم الخامس على التوالي في وقت تم تسجيل 8 حالات شفاء.
وذكرت الكيلة في بيان صحفي أن العدد الإجمالي للإصابات ما يزال 602 إصابة في جميع المحافظات، منها 319 في القدس، و228 في الضفة الغربية، و55 في قطاع غزة.
وأشارت إلى أن العدد الإجمالي لحالات الشفاء من مرض (كوفيد-19) ارتفع إلى 483 حالة، لتشكل نسبة التعافي 80.2 في المائة من مجمل الإصابات المسجلة.