نيويورك تايمز: "في ما يتعلق بالضم، الضوء الأخضر يتحول إلى أصفر خلال زيارة بومبيو إلى إسرائيل"

الخميس 14 مايو 2020 07:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
نيويورك تايمز: "في ما يتعلق بالضم، الضوء الأخضر يتحول إلى أصفر خلال زيارة بومبيو إلى إسرائيل"



واشنطن/ وكالات/

 أعد كل من ديفيد هالبفينجر ولارا جيكس تقريراً نشرته صحيفة نيويورك تايمز الخميس، 14 أيار 2020 تحت عنوان "في ما يتعلق بالضم، الضوء (الأميركي) الأخضر يتحول إلى أصفر خلال زيارة بومبيو إلى إسرائيل"، ورد فيه أن زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو التي استغرقت ثماني ساعات يوم الأربعاء (13/5) إلى القدس المحتلة في جولة خاطفة من اللقاءات مع الزعماء الإسرائيليين أثارت سؤالاً لم يتطرق إليه أحد للإجابة عنه: ما هو الأمر العاجل والحساس للغاية، وسط جائحة فيروسية، ليدفع كبير الدبلوماسيين الأميركيين إلى السفر لمدة 16 ساعة إلى إسرائيل بدلاً من مجرد التقاط سماعة الهاتف؟ وقال مسؤولون وخبراء إن المفتاح كان في التوقيت.

"فقد جاءت الزيارة عشية تعيين إسرائيل لحكومتها الجديدة، وهي حكومة تبدو منقسمة بشأن توقيت ضم حوالي 30% من الضفة الغربية المحتلة، والتي اعتمد عليها الفلسطينيون لتشكل دولتهم المستقبلية، كما جاءت أيضاً في الوقت الذي تواجه فيه إدارة دونالد ترامب الأميركية ضغوطاً متزايدة من القادة العرب حول الشرق الأوسط لكبح جماح خطط الضم الإسرائيلية" بحسب التقرير.

ويشرح التقرير أنه "على الرغم من أن بومبيو بذل قصارى جهده لتجنب التطرق علناً إلى مسألة الضم، رأى محللون أن الهدف من الزيارة هو تحذير القيادة الإسرائيلية من التحرك بسرعة كبيرة. وقد التقى بومبيو أولاً برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي شن حملته الانتخابية متعهداً بالمضي قدماً في الضم في أقرب وقت ممكن؛ وبعد ذلك مع بيني غانتز، رئيس الوزراء البديل في الحكومة الجديدة، الذي شن حملة انتخابية مناهضة للضم أحادي الجانب".

ويضيف التقرير وبدون الإشارة صراحة إلى حاجة نتانياهو وغانتس إلى إبطاء العملية، بدا أن بومبيو يلمح إلى نفس الأمر، قائلاً لصحيفة إسرائيل هايوم الموالية لنتانياهو إنه يتعين على نتانياهو وغانتس "إيجاد الطريق إلى الأمام سوياً".

يذكر أن غانتس، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق خاض الانتخابات ضد نتانياهو، الشهر الماضي على الانضمام إلى حكومة وحدة معه لمحاربة جائحة فيروس كورونا. ولكن اتفاقهما لتقاسم السلطة لم يمنح غانتز الحق في نقض قرار الضم كما كان يأمل مؤيدوه، بل ينص بدلاً من ذلك على استشارة غانتز فحسب.

وينقل التقرير عن عوفر زالزبيرغ، وهو محلل أول في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات، قوله: "بالنظر إلى تنازل غانتز عن حقه في نقض قرار الضم في اتفاق الحكومة الائتلافية، يعيد بومبيو هذا الحق إليه... فبومبيو يمنحه نفوذاً وسلطة عليه".

كما يلفت التقرير إلى أنه "إذا كانت الولايات المتحدة قد أعطت نتانياهو في مقترح الرئيس ترامب للسلام ضوءاً أخضر بشأن الضم، فربما يكون قد تغير الآن إلى ضوء أصفر" مستشهدا بما أشار إليه دينيس روس، المفاوض الأميركي السابق على "توقف معين" في نهج إدارة ترامب بعد سلسلة من المناورات الدبلوماسية التي بدت مُصممة للضغط على المسؤولين الفلسطينيين لإجراء محادثات جديدة مع إسرائيل.

وبحسب التقرير "قال روس إن قادة الدول العربية المجاورة يحثون إدارة ترامب على حجب موافقتها على ضم الضفة الغربية -بحجة أنها ستلغي الاتفاقات الأمنية الإقليمية، وتتسبب في تدفق جديد للفلسطينيين إلى الأردن، وستبدد في النهاية أي أمل في إجراء مفاوضات مستقبلية" وأن روس لذي قال للصحيفة إنه يتحدث مع مسؤولين عرب وإسرائيليين باستمرار، إن "عدداً منهم يشاركون برأيهم ويقولون ’لا تفعلوا هذا -أو على الأقل، لا تتسرعوا بالتأكيد في فعل هذا".

يذكر أن بومبيو نفسه بدأ يلمح إلى احتمال أن يؤدي الضم الفوري إلى عرقلة "رؤية إدارة ترامب للسلام"، وهي مخططها لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ورداً على سؤال حول الضم، قال لصحيفة إسرائيل هايوم، "تحدثنا عن طرق لدفع خطة السلام، خطة ترامب للسلام". وتابع: "لم نناقش مسألة الضم فقط، ولكن كيف نتصرف مع مختلف الجهات المعنية، وكيف يمكن للمرء أن يضمن أن يتم التحرك بطريقة مناسبة لتحقيق نتيجة تتماشى مع رؤية السلام".