أعلنت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في مؤتمر صحافي عقدته في مقر الأمم المتحدة بجنيف عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، اليوم الثلاثاء، أنّ الفيروسات التاجية، وبضمنها كورونا المستجد؛ "مخادعة وتطوير لقاح ضدها صعب"، فيما دعا عالم أوبئة أميركي، الصين إلى إبداء "شفافية" لتبديد الشبهات حول مصدر الفيروس.
وقالت هاريس: "إن أعمال تطوير لقاح ضد كوفيد-19 (فيروس كورونا المستجد) تجري بوتيرة أسرع مما عهدنا في تاريخ العلوم". لدينا أكثر من 100 لقاح تجريبي، ولكن الفيروسات التاجية مخادعة جدا، وتطوير لقاح ضدها من الصعوبة بمكان".
وأشارت إلى أنّ الكثير من العلماء في مختلف أنحاء العالم، يجرون الأبحاث حول مستويات المناعة ضد فيروس كورونا، من أجل التأكد فيما إذا كانت المناعة تحمي من الفيروس، وقالت إنّ هذا من المواضيع التي لم نتوصل لجوابها بعد".
ولفتت إلى أنّ لديهم طرق علاجية تحد من الفترة الزمنية للإصابة وشدتها، إلا أنهم لا يملكون شيئا يقتل الفيروس أو يوقفه"، بحسب ما أفادت وكالة "الأناضول" للأنباء.
وفي سياق آخر، دعا عالم الأوبئة الأميركي الشهير، لاري بريليانت، بكين، لإظهار "شفافية" أكبر وللسماح بفتح تحقيق دولي لإزالة أي شبهات، وسط الجدل حول مصدر الفيروس.
وتتضاعف الفرضيات حول مصدر تفشي فيروس كورونا المستجد الذي تسبب بوفاة نحو 300 ألف شخص في العالم خلال خمسة أشهر، بين حادث أو تسرب من مختبر أو إرهاب بيولوجي.
وأكد بريليانت الذي كان قبل سنوات أحد المستشارين التقنيين لمخرجي أفلام الخيال المتعلقة بعدوى الأوبئة: "يجب السماح لنا وأيضا للعلماء الصينيين بدرس مصدر الوباء".
ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن بريليانت، القول: "سأقول لأصدقائي الصينيين إنه من مصلحتهم إكتشاف مكان ظهور أول الإصابات وأن يتمتعوا بشفافية تامة".
وأضاف: "لا أحد سيستاء إذا كان حادث وراء انتشار الوباء" أو إذا تبين أن الفيروس كان يتفشى منذ أشهر في باقي أنحاء الصين قبل أن يُكتشف في ووهان في كانون الأول/ ديسمبر.
وأوضح أنه يرى أن جينوم فيروس كورونا المستجد مطابق بنسبة 95% للالتهاب الرئوي الحاد الذي تفشى في 2003، ما يسمح باستبعاد فرضية "السلاح البيولوجي".
وأضاف: "لو كان الأمر يتعلق بسلاح بيولوجي لكنا لاحظنا فوارق كثيرة ومن السهل ان نكتشف بأن هذه الفوارق مصممة"، وشدد على أن "الفرضية الممكنة ومفادها أن الفيروس بدأ يتفشى في الصين في تشرين الثاني/ نوفمبر أو حتى قبل ذلك وتنتقل العدوى بين البشر".
وليكون الفيروس تفشى على هذا النطاق منذ مطلع 2020 "إما أن يكون حادث كبير وقع في ووهان" نهاية 2019 سمح بانتشار الوباء على نطاق واسع أو "كان الفيروس قد تفشى في الصين قبل ذلك".
وهذه الفرضية الأخيرة تسمح بتفسير التحول الطفيف من فيروس كورونا إلى فيروس كورونا المستجد: "عندما ينتقل الفيروس من إنسان إلى آخر في كل مرة هناك تحول طفيف أو تغير جيني يحدث"، لكن "لا يمكننا إثبات هذه الفرضية بسبب السلوك الفظيع للحكومة الصينية (...) التي تتصرف بطريقة مشبوهة وخاطئة" من خلال منع "العلماء الصينيين من نشر أو حتى إجراء أبحاث لمعرفة مصدر" الوباء. وقال "هذا ما يثير الشبهات"، وفق بريليانت.
وذكر بريليانت أنه منذ البداية كان يفترض أن تقوم الدول بإجراء فحوص لكشف كل الإصابات ووضع كل المرضى ومن احتك بهم في حجر تام كما توصي منظمة الصحة. لكن العديد من الدول "تخلت عن هذه الخطة بسبب سوء إدارة قادتها. والآن أصبحنا في الخطة الألف".
وأجمع العلماء على أن الفيروس ليس من صنع الإنسان، لكن البعض يدعو إلى تسليط الضوء على مصدره وانتقاله إلى الإنسان.
وتدعو الولايات المتحدة وأستراليا إلى تحقيق دولي لكن بكين ترفض رغم الدعوات المتكررة من منظمة الصحة العالمية.
وتشتبه واشنطن أكثر وأكثر في احتمال وقوع حادث مخبري في معهد ووهان للأوبئة أتاح لفيروس كورونا بالانتقال إلى الإنسان.