أمريكا تواجه أسوأ ضربة اقتصادية منذ 90 عام وترامب يشعر بالإحباط ويتنصل من المسؤولية

الجمعة 08 مايو 2020 08:58 م / بتوقيت القدس +2GMT
أمريكا تواجه أسوأ ضربة اقتصادية منذ 90 عام وترامب يشعر بالإحباط ويتنصل من المسؤولية



واشنطن / وكالات /

 في ما أعتبر نتائج كارثية لتفشي كوفيد-19 ، نشرت وزارة العمل الأميركية صباح الجمعة ، أخبار صاعقة عن وضع الاقتصاد الأميركي تظهر أن الولايات المتحدة خسرت 20.5 مليون وظيفة خلال شهر نيسان الماضي ، لترتفع نسبة البطالة إلى 14.7 بالمئة في أعلى مستوياتها منذ الثلاثينيات.

وجاءت هذه الخسارة نتيجة التوقف السريع للنشاط الاقتصادي لمواجهة كوفيد-19، حيث يعتبر هذا الرقم غير مسبوق في فترة قصيرة كهذه.

وقالت وزارة العمل في بيانها "لقد انخفض التوظيف بشدّة في جميع القطاعات الرئيسية، مع خسارة مهمة للوظائف خاصة في (قطاعي) الترفيه والفنادق".

وكانت وزارة العمل قد أشارت الخميس إلى أنّ أكثر من 3 ملايين شخص انضموا الأسبوع الماضي للمرة الأولى إلى لوائح المطالبين بتعويضات البطالة. ومنذ منتصف آذار الماضي، أصبح عدد هؤلاء يناهز 33.5 مليون أميركي.

واتصف النصف الثاني من شهر آذار باتساع نطاق إجراءات الحجر الهادفة إلى الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد. واضطرت على إثر ذلك المطاعم والمقاهي والمتاجر إلى إغلاق أبوابها، وكذلك المدارس. والجامعات ودور العبادة والمسارح ومعظم المصانع، فيما توقف السفر الجوي وتعطل الطيران التجاري بشكل كامل تقريبا.

كما فقدت العاملات في المنازل وجليسات الأطفال أعمالهن وكذلك سائقي سيارات الأجرة وغيرهم من السائقين الذين وجدوا أنفسهم فجأة بلا زبائن.

من جهته ، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، انه ليس من الإنصاف توجيه اللوم إليه في أسباب تراجع الاقتصاد، هو ليس المسؤول عن هذا التراجع، بل على الناس أن تتذكر أنه بنا أقوى اقتصاد بالتاريخ متعهدا أنه سيعيد بناء الاقتصاد بشكل سريع وأن الاقتصاد سيعود أقوى من السابق.

إلا أن مصادر من البيت الأبيض (وفق شبكة سي.إن.إن) تقول أن الرئيس ترامب يشعر بالإحباط ، خاصة وأنه منذ اللحظة الأولى التي بدأ يطغى الحديث عن انتشار كوفيد-19 في الولايات المتحدة في شهر شباط الماضي على المزاج الأميركي العام، حاول الرئيس التخفيف من وطأة الوباء، تارة يقول أنها بضع حالات، وأخرى يؤكد فيها أن هذا الوباء أمر عابر "سيختفي بسرعة وكأنه عمل سحري".

ويربط الرئيس- بحسب الخبراء – بين استفحال وباء كورونا المستجد ، وبين حظوظه السياسية في هذا العام الانتخابي، خاصة وأنه يدرك تماما أن تداعيات انتشار الوباء، وغياب الجهوزية الأميركية لمواجهته، سينال من قوة الاقتصاد الأميركي الذي كان ينمو بشكل غير مسبوق، وهي المسألة التي ركز عليها ترامب وتبجح بها منذ بداية عهده كرئيس، كورقته الرابحة سياسيا وطريقه للفوز بدورة رئاسية ثانية، فقد مكنه الاقتصاد الأميركي العملاق من تجاوز الأزمات التي واجهها مثل فضيحة تورط روسيا في انتخابه عام 2016 وعزله في مجلس النواب يوم 18 كانون الثاني 2019 ، ومحاكمة عزله في مجلس الشيوخ في بداية شهر شباط الماضي.

وتفيد التقارير أن ترامب ينظر بفزع كبير إلى الاقتصاد الأمريكي الذي يتراجع بدرجات غير معهودة منذ "الكساد الكبير The Big Depression " في ثلاثينات القرن الماضي، خاصة وأن أكثر من ثلاثين مليون أميركي انضموا إلى طوابير العاطلين عن العمل، فيما تستمر أوردة الحياة الاقتصادية الأميركية في الإغلاق، حيث يدرك الرئيس أنه حتى أشد الشرائح الأميركية إخلاصا له في مساعيه للفوز بدورة رئاسية ثانية في مواجهة الديمقراطي جو بايدن، قد تتخلى عنه إذا شعرت بانسداد الآفاق الاقتصادية أمامها.

كما يعتقد الخبراء أن أزمة كوفيد-19 أثبتت أن قدرات الرئيس القيادية في مواجهة هذه الأزمة الشرسة التي لقبها ترامب نفسه ب"عدو مجرم لا يبق ولا يذر" ليس كما يجب أن تكون. فقد أظهر الرئيس ارتباكا في العديد من الإيجازات الصحفية اليومية للإجابة على قلق الأمريكيين ، وظهر أحيانا أنه لا يعرف ما يقول، خاصة بشأن مستقبل الوباء، ويلجأ لترديد عبارات متكررة عن ضرورة العودة لانفتاح البلاد ، مطلقا تواريخ اعتباطية.

ووفرت إدارة الرئيس دونالد ترامب والكونغرس ما يوازي 669 مليار دولار على شكل قروض للشركات الصغيرة والمتوسطة بهدف مساعدتها على دفع رواتب الموظفين.

كما اتسع نطاق الحق في إعانات البطالة موقتاً ليشمل فئات لم تكن مخوّلة المطالبة بها على غرار فئة أصحاب المهن الحرة.

سياسيا ، يبدو أن أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد ألقت بظلالها على موقف الناخبين الأميركيين من الرئيس دونالد ترامب والمرشح الأوفر حظا لمواجهته نائب الرئيس الأسبق جو بادين.

فقد أظهر استطلاع للرأي أجراه موقع IBD/TIPP المعني بقياس أداء الرئيس الأميركي أن ترامب وبادين متقاربان في الوقت الحالي فقد حصل كلاهما على دعم 43 في المئة من الناخبين المسجلين في مايو.

وكان بايدن قد تقدم على ترامب بنسبة 47 في المئة في مطلع أبريل الماضي، ما يعكس حدوث تراجع في نسبة التأييد له.

كما أظهر الاستطلاع أيضا تراجع شعبية بايدن وسط الديمقراطيين إذ حصل على تأييد نسبة 83 في المئة مقارنة بـ89 في المئة الشهر الماضي.

وكان بادين الذي أصبح من شبه المؤكد أن يمثل الحزب الديمقراطي في معركة الرئاسة المقبلة قد واجه اتهامات بالتحرش الجنسي خلال الفترة الماضية.