فوز ترامب في الانتخابات الامريكية القادمةأفضل للقضية الفلسطينية..محمد النوباني

الأحد 03 مايو 2020 12:20 م / بتوقيت القدس +2GMT
فوز ترامب في الانتخابات الامريكية القادمةأفضل للقضية الفلسطينية..محمد النوباني



محمد النوباني

لا يحتاج ألمرء لأن يكون خبيراً في ألشؤون الامريكية لكي يدرك بأن هناك ثابت في سياسة أمريكا ألخارجية إزاء الشرق الاوسط لا يمكن لأي رئيس أمريكي سواء أكان جمهورياً أو ديموقراطياً أن بتخطاه او ان يحيد عنه وهو تأييد ودعم سياسات اسرائيل العدوانية والتوسعية في المنطقة والعداء الشديد للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية العادلة للشعب ألعربي الفلسطيني.
وهذا الموقف من قضايانا له علاقة بعوامل استعمارية وعنصرية ودينية وتجاه اسرائيل له علاقة بإلتزام امريكي (أدبي وأخلاقي(بأمن اسرائيل وضمان تفوقها العسكري النوعي على الدول العربية مجتمعة و له علاقة بما يسمى بخصوصية النشأة حيث أن كلاهما أبصرا ألنور من رحم مشروع استيطاني كولونيالي عنصري،ومن شابه اخاه ما ظلم، وأيضاً له علاقة بمصالح وقيم مشتركة وقرابة دينية واديولوجية بين الصهيونيتين اليهودية و المسيحية، كما له علاقة بوجود لوبي صهيوني قوي ومنظم له سيطرة مالية وسطوة كبيرة على السياسيبن الامريكيين وتمويل حملاتهم الأنتخابية.
وقبل وصول ترامب إلى البيت الابيض كانت المعطيات المتوفرة لدينا تشير إلى ان اسرائيل واللوبي الصهيوني الداعم لها في داخل الولايات المتحدة الامريكية كان لهما سيطرة ونفوذ قوى على ظاهرة صنع القرار في الحزب ألديموقراطي ونفوذ اضعف على الحزب.الجمهوري.
ولكن وعلى ما يبدو فإن وصول الصهيو-مسيحي المتطرف دونالد ترامب الى البيت الأبيض في الإنتخابات الرئاسية ألأمريكية الماضية واعترافه بالقدس عاصمة ابدية موحدة لاسرائيل و نقل السفارة الأمريكية من تل ابيب الى المدينة المقدسة وتبنيه لمشروع نتنياهو المسمى بصفقة القرن قد أدى الى حدوث متغير في هذا الإتجاه بحيث أصبح الحزب الجمهوري اكثر تصهينأً وميلا،ً للمشروع الصهيوني من الحزب الديموقراطي.
ولعل هذا المتغير هو الذي دفع بالمفكر العريي الأردني فؤاد البطاينة في احد مقالاته الأخيرة التي نشرت في “رأي اليوم” إلى القول بأن الفرق ببن الحزبين الديموقراطي والجمهوري هو أن الديموقراطيين يعادون حقوقنا بينما الجمهوريبن يعادون حقوقنا ووجودنا.
وهذا يعني أن الحزب الديموقراطي يؤيد تسوية للقضية الفلسطينية على قاعدة تمكين اسرائيل من ضم معظم الاراضي التي احتلتها في حرب حزيران ١٩٦٧ وبقاء القدس الموحدة تحت السيادة الاسرائيلية عاصمة لها من دون أتخاذ اجراءات من شأنها ان تؤدي إلى ترحيل الفلسطينيبن عن وطنهم ولكن الحزب الجمهوري يتبنى الى جانب مشروع التصفية السياسية المتمثل بصفقة القرن مشروع إقتلاعي يؤيد هدم الاقصى وبناء الهيكل الثالث المزعوم على انقاضه.
وفي هذآ الاطار فثمة من سيخرج علينا ليقول بأن الحزب الديموقراطي هو اقل خطورة علينا من الحزب الجمهوري وبالتالي فإن فوز مرشحه جو بايدن في الانتخابات الرئاسية القادمة هو أفضل للقضية الفلسطينية من فوز ترامب ولكنني أعتقد أن هذا لييس صحيحاً فكلاهما على نفس المستوى من الخطورة بل ولربما بايدن اكثر خطورة من ترامب لانه سيعيدنا في حال فوزه الى مربع المفاوضات العبثية والراعي النزيه والحكم المحايد التي اضعنا عليها ٢٥ عاماً لكي نضيع عليها سنوات أخرى في مفاوصات عبثية.
والدليل على ان بايدن لا يختلف عن ترامب إلا في الأسلوب هو ما قاله قبل يومين في معرض حديثه عن قرار ترامب بالاعترف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة إليها فقد إدعى انه كان ضد ما اقدم عليه ترامب ولكنه لن يقدم في حال فوزه على إلغاء هذين القرارين بل سيعيد فتح القنصلية الامريكية في القدس الشرقية لتكون قناة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين تحت الرعاية الامريكية.
ولذلك فإنني كفلسطيني ورغم كراهيتي الشديدة لترامب انني اتمنى فوزه على بايدن في انتخابات للرئاسة الامريكية المقرر إجراؤها في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر القادم لأن فوز بايدن سيعني تمرير صفقة القرن الترامبية وتصفية القضية الفلسطينية تحت غطاء المفاوضات بينما بقاء ترامب في البيت الابيض لاربع سنوات قادمة قد يؤدي الى صحوة فلسطينية وعربية تطيح بها وتسقطها.
كاتب فلسطيني