أثارت الخطة الاقتصادية الإنقاذية التي أعلن تفاصيلها رئيس الحكومة حسان دياب والتي تتضمن مجموعة خطوات ومن ضمنها الاستعانة بصندوق النقد الدولي لضخ 10 مليارات دولار في البلاد أثارت ردود أفعال وتعليقات من القوى السياسية . ففي الوقت الذي اعتبرها رئيس الجمهورية ميشيل عون حدثا تاريخيا . قامت القوى السياسية المعارضة للحكومة بالهجوم عليها والتقليل من أهميتها، أما القوى الدولية المهتمة بالشأن اللبناني وتحديدا فرنسا والولايات المتحدة فاعتبرتها خطوة مهمة.
وترأس رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في “بيت الوسط” اجتماعا إلكترونيا لكتلة “المستقبل” النيابية واصدر المجتمعون بيانا اتسم بلغة هجومية على حكومة حسان دياب وعهد الرئيس ميشل عون.
وطالب البيان الحكومة بالكف عن ترداد معزوفة “الثلاثين عاماً” الممجوجة، والانصراف إلى تحمل مسؤولية تنفيذ ما تقترحه من حلول للأزمة الاقتصادية – المالية، عوضا عن الهروب إلى الأمام والوراء، والتخبط برمي الآخرين بسهام التجني والافتراء، كما حصل مع حاكم مصرف لبنان ، لحسابات سياسية تمعن في وضع البلاد على كف عفريت.
واضاف البيان يهم “كتلة المستقبل” أن تلفت انتباه رئيسي الجمهورية والحكومة إلى ضرورة قراءة التاريخ القريب، فلهما الحق أن يعتبرا إقرار الخطة الاقتصادية يوماً تاريخياً، لكن، ليس لهما الحق في القفز فوق الحقائق الدامغة،، والادعاء بأنها المرة الأولى التي تقر فيها خطة اقتصادية، ويتم تناسي الخطط الاقتصادية التي أقرت في مؤتمرات باريس 1و2و3 ومؤتمر “سيدر”، والتي لو نفذت، ولم تقابل بالتعطيل والكيدية، لكان لبنان واللبنانيون بألف خير اليوم.
وقال البيان حتى اللحظة، ليس في نوايا وأفعال هذا العهد وحكومته ما يبشر بالخير، فاللبنانيون ملوا من إخفاقاته بقدر ما ملوا من أيامه التاريخية واعتباره أن التاريخ يبدأ به وينتهي معه، وشبعوا من “دون كيشوتية” أزلامه التي تقضي يوماً بعد يوم على حاضرهم ومستقبلهم وعيشهم الكريم.
وغير بعيد عن هذه اللغة علق رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع على إعلان الحكومة عن خطتها الاقتصادية وقال جعجع “طالما الثلاثي غير المرح متحكم برقاب السلطة في لبنان لا أمل بأي إصلاح ولا أمل بأي خطة إنقاذية فعلية”، داعياً الحكومة الى اصلاحات جدية.
واستغرب جعجع “كلام رئيس الجمهورية حول انجاز تاريخي تحقق من خلال اقرار الخطة”، واعتبر ان بالتدقيق فيها نلاحظ تضمّنها ما ورد في بيانات وزارية سابقة ومقاربات سمعناها من خبراء اقتصاديين، وهي ليست سوى عبارة عن تصوّرات ووعود وتمنيات، ولكن العبرة هي في عمل الحكومة وجديتها في التنفيذ.
ووصلت فرنسا متابعة التطورات في لبنان ورأت الخارجية الفرنسية أن أقرار الحكومة للخطة الاقتصادية وطلب المساعدة من صندوق النقد قرار مهم مطالبة الحكومة العمل على تنفيذ الإصلاحات، كما رحبت واشنطن بخطوات الحكومة و رحب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شنكر، بالخطوة. ورأى شنكر، في حديث لوسائل إعلام محلية أنّ ما قام به لبنان لجهة طلب مساعدة صندوق النقد “خطوة أولى جيدة في مسار تخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية اللبنانية.
وتوصلت الاحتجاجات في عدد من المناطق اللبنانية وعاد قطع الطرقات بين المناطق كوسلية للضغط على السلطة حيث قام المحتجون بقطع الطرق في عدد من مناطق البقاع شرق لبنان كما قطع المحتجون طرقات في طرابلس شمال لبنان . وشهد وسط بيروت تظاهرات الجمعة لمناسبة عيد العمال .