ألمح العديد من المحللين والخبراء والمختصين الإسرائيليين في المجال الأمنيّ بأنّ الهجمات التي يقوم فيها سلاح الجوّ الإسرائيليّ ضدّ أهدافٍ إيرانيّةٍ وأخرى تابعة لحزب الله، في محاولة لوقف تزود حزب الله بالصواريخ الدقيقة، التي غيّرت وستغيِّر أكثر قواعد الاشتباك، ألمحوا إلى أنّ هذه الهجمات استنفذت نفسها، وعمليًا، أضافوا، أنّ هذه الهجمات أوْ الاعتداءات، التي في العادة لا تعلن إسرائيل عن مسؤوليتها عنها، لم تتمكّن من وقف نقل الأسلحة من إيران إلى سوريّة، ومن هناك إلى لبنان، لافتين في الوقت عينه إلى أنّ ترسانة حزب الله ما زالت تزداد، وفي الوقت عينه يسعى الإيرانيون لإنتاج الصواريخ الدقيقة كلّها على الأراضي اللبنانيّة، بحسب أقوالهم.
في السياق عنه، نقل محلل الشؤون العسكريّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت)، أليكس فيشمان، نقل عن مصادر رفيعة في المؤسسة الأمنيّة، وهو المقرب منها جدًا، نقل عنها قولها إنّ وزير الأمن، نفتالي بينيت، وجّه رسالةً حادّةً كالموس إلى الهيئة العامّة لقيادة أركان الجيش الإسرائيليّ مفادها أنّ السياسة في عهده تغيّرت، وأنّه انتقل عمليًا من سياسة الردّ على الاستفزازات الإيرانيّة في سوريّة، إلى سياسة المبادرة وتوجيه الضربات للأهداف الإيرانيّة المُنتشرة على الأراضي السوريّ، وأنّ هذه الهجمات ستكون مُكثفّةً جدًا، طبقًا للمصادر الأمنيّة الرفيعة في تل أبيب.
وأردفت المصادر عينها قائلةً إنّه حتى الآن كانت إسرائيل تقوم بتوجيه الضربات للأهداف الإيرانيّة عندما كانت تكتشف قيامها بنقل أسلحةٍ متطورةٍ لكسر المعادلة مع حزب الله، أمّا بحسب سياسة الوزير بينيت، تابعت المصادر زاعمةً فإنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ يقوم بتنفيذ الهجمات ليس فقط عند اكتشاف الأسلحة، وبالتالي، شدّدّت المصادر على أنّ وزير الأمن الجديد بينيت قامت بتغيير الإستراتيجيّة الإسرائيليّة بشكلٍ كبيرٍ جدًا، كما ادعت المصادر واسعة الاطلاع في الكيان.
عُلاوةً على ما ذُكر آنفًا، أشار المحلل نقلاً عن المصادر ذاتها، أشار إلى أنّ إمكانية قيام الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران بـ”توريط” الدولة العبريّة في المُواجهة العسكريّة مع الولايات المُتحدّة الأمريكيّة، على وقع التوتر القائم بين طهران وواشنطن في الخليج العربيّ، أشار إلى أنّ مشاركة إسرائيل في هذه المواجهة العسكريّة تُعتبر فرصة جيّدةً كثيرًا من ناحية المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، مُضيفًا أنّ العام 2020 بحسب الخبراء والمختصين في إسرائيل وأوروبا وأمريكا يؤكّدون على أنّه سيكون عام المواجهة العسكريّة الكبرى بين إيران والولايات المتحدّة، وذلك لأنّ إيران بدأت عمليًا بخرق الاتفاق النوويّ، وهي في طريقها إلى القيام بإنتاج القنبلة النوويّة، كما قال فيشمان، نقلاً عن مصادره واسعة الاطلاع.
وتابع فيشمان قائلاً، استنادًا إلى المصادر الرفيعة في تل أبيب، تابع قائلاً إنّ إيران تُحافِظ على ضبط النفس، ولا توجد لها أيّ مصلحةٍ في هذا التوقيت للدخول في حربٍ شامِلةٍ مع إسرائيل، مُضيفًا أنّه إذا استمرّ فيلق (القدس) في الحرس الثوريّ الإيرانيّ بمدّ حزب الله بأسلحةٍ كاسرةٍ للتوازن، فإنّ إسرائيل ستجِد نفسها ملزمةً للردّ، الأمر الذي قد يؤدّي لاندلاع حربٍ شامِلةٍ بصورةٍ مفاجئةٍ جدًا، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، رأت دراسة جديدة لمعهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيليّ إنّ التهديدات الإيرانيّة بإمطار الدولة العبريّة بالصواريخ في حال تم الاعتداء على سورية، رأت أنها خطوة تصعيدية أخرى من المحاولات الإيرانية أخرى لردع الغرب ودولة الاحتلال من مغبة القيام بتوجيه ضربة عسكرية للجمهورية الإسلامية في إيران، لافتةً إلى أن طهران تُلمح إلى أنها ستُمطر تل أبيب بالصواريخ عبر حلفائها في المنطقة، سورية، حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية.
في السياق عينه، ذكرت دراسة صادرة عن مركز بيغن – السادات للدراسات الإستراتيجية، نشرتها صحيفة (معاريف) العبريّة، أنّ حزب الله، وبمساعدة من إيران وسوريّة، تمكن من جمع ترسانة من الأسلحة لم يسبق لها مثيل، مشيرة في الوقت عينه وأشارت الدراسة إلى أنّ الهدف الإسرائيليّ الرئيسيّ من هذه الاستعدادات المكثّفة هو القضاء تمامًا على حزب الله، ومنعه من إعادة تسليح نفسه لسنوات طويلة بعد الضربة القاضية التي سيتلقاها.
وكشفت الدراسة النقاب عن أنّ حزب الله نشر أكثر من ثمانين ألف صاروخ وقذيفة موجهة صوب إسرائيل، وهذه الترسانة تهدد الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة، وأضافت أنّه على الرغم من أنّ حزب الله متورط بشكل كبير في الحرب في سوريّة، فإنّ قدراته الهجومية ما زالت في ارتفاعٍ مستمرٍ من ناحية الكم والكيف.