أفادت مصادر اعلامية، أن مسؤولين أميركيين دعوا رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو نهاية الأسبوع الماضي الى التريث في إعلان ضم منطقة الاغوار وشمال البحر الميت وفرض السيادة الاسرائيلية عليها وعلى المستوطنات المقامة في الضفة المحتلة.
ونقلت صحيفة القدس المحلية، عن مصدر غير رسمي، طلب عدم نشر اسمه، فإن "رسالة الإدارة الأميركية للحكومة الإسرائيلية الجديدة هي، أنه في الوقت الذي تُقر فيه الإدارة منذ إعلانها خطة الرئيس ترامب للسلام يوم 28 كانون الثاني الماضي بحق إسرائيل بفرض سيادتها على الأحياء اليهودية في منطقة /يهودا والسامرة/ (الاسم التوراتي للضفة الغربية)، وحقها بابقاء سيطرتها على منطقة الأغوار /لأسباب أمنية/، فإن من الأفضل الانتظار للقيام بذلك رسمياً حتى انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري المزمع ما بين 24 و 27 آب 2020، في مدينة شارلوت بولاية كارولاينا الشمالية، لترشيح الرئيس ترامب رسمياً في مواجهة جو بايدن، وأن لا تقوم الحكومة الإسرائيلية بذلك (ضم الاغوار والمستوطنات) في الأول من شهر تموز كما وعد رئس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين نتنياهو)، خاصة وان انتشار كوفيد-19 ادى لتعقيدات في الولايات المتحدة وإسرائيل وحول العالم".
ويقول المصدر "بالطبع، فإن جداول عقد المؤتمرات الوطنية السياسية لترشيح المتنافسين رسمياً- الرئيس ترامب في مواجهة المرشح الديمقراطي المحتمل جو بايدن- ليست مضمونة بسبب تداعيات كوفيد-19 على جميع المستويات، مما قد يفرض تعديلات بشأن التاريخ".
يذكر أن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، قال في إطار رده على سؤال وجهته له "القدس" يوم الأربعاء الماضي/ 22 نيسان 2020 في مؤتمره الصحفي بوزارة الخارجية بشأن عزم الحكومة الإسرائيلية الجديدة البدء بضم أجزاء من الضفة الغربية مع بداية شهر تموز المقبل، أن "مسألة ضم الضفة الغربية هو قرار سيتخذه في نهائية المطاف الإسرائيليون" مؤكدا أن "هذا القرار يعود إلى إسرائيل. وسنعمل معها بشكل وثيق لإبلاغها بموقفنا في أجواء خاصة".
وبحسب الصحيفة، فان ديفيد فريدمان، السفير الأميركي في إسرائيل كان قد أبلغ حكومته بأن "إسرائيل جاهزة تماماً لتنفيذ هذه الخطوة التاريخية (ضم الاغوار والمستوطنات) بشكل سلس وبهدوء نسبي".
من جهته قال رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو الأحد/ 26 نيسان 2020، إنه "واثق" من أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيسمح له بالوفاء بوعده الانتخابي في تطبيق السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية "في غضون بضعة أشهر من الآن".
وقال نتنياهو في خطاب مسجل تم بثه خلال إحياء الذكرى المئة لمؤتمر سان ريمو (1920) "يشرفني أن أقول، إن النضال المستمر منذ عقود قد أتى بثماره" مشيراً إلى أنه "قبل ثلاثة أشهر، اعترفت خطة ترامب للسلام (صفقة القرن) بحقوق إسرائيل في كل يهودا والسامرة، ولقد تعهد الرئيس ترامب بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الأحياء الإسرائيلية (المستوطنات) هناك وفي غور الأردن".
واختتم نتنياهو حديثه في نهاية المؤتمر الذي نظمته منظمة "التحالف الأوروبي من أجل إسرائيل" مؤكداً أنه "بعد شهرين من الآن، أنا واثق من أنه سيتم الوفاء بهذا التعهد (ضم الاغوار والمستوطنات)، ومن أننا سنتمكن من الاحتفال بلحظة تاريخية أخرى في تاريخ الصهيونية، وبعد قرن من سان ريمو، يتم تحقيق وعد صهيون".
يذكر أنه في مؤتمر "سان ريمو" الذي عُقد في نيسان 1920 تمت المصادقة على قرارات تم اتخاذها في مؤتمر باريس للسلام من قبل مجلس الدول الأوروبية في أعقاب الحرب العالمية الأولى، بما في ذلك المصادقة على الانتداب البريطاني في فلسطين واعتماد "وعد بلفور" لعام 1917 الذي يعطي الأراضي الفلسطينية لدولة يهودية مستقبلية.
وأعطت خطة ترامب للتسوية المعروفة باسم "صفقة القرن" التي تم الكشف عنها يوم 28 كانون الثاني 2020 في البيت الأبيض والتي رفضها الفلسطينيون والمجتمع الدولي بسبب تخليها عن القرارات الدولية، أعطت إسرائيل الضوء الأخضر بضم المستوطنات المقامة في الضفة الغربية المحتلة، ومنطقة غور الأردن.
ومن المقرر أن تعقد جامعة الدول العربية اجتماعا طارئاً على مستوى وزراء الخارجية للبحث في هذا الشأن.
كما وحذر مسؤولون كبار في الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة يوم الخميس/ 23/4/20، إسرائيل من ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، حيث قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيبي بوريل، إن مثل هذه الخطوة "ستشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي".
وقال بوريل، إن الكتلة المكونة من 27 دولة عضو لا تعترف بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة، وأنها "ستواصل مراقبة الوضع عن كثب وآثاره الأوسع، وستتصرف وفقا لذلك".