لاقى عزم الاحتلال الإسرائيلي على فرض "السيادة الإسرائيليّة" على مناطق في الضفّة الغربية، تنديدًا أوروبيًا وروسيًا، بينما دافعت الولايات المتحدة الأميركيّة عن القرار "بشدّة".
والإثنين، وقّع رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته، بنيامين نتنياهو، ورئيس قائمة "كاحول لافان"، بيني غانتس، اتفاقًا لتشكيل حكومة وحدة طارئة، يتناوب كل منهما على رئاستها، على أن يبدأ نتنياهو أولًا لمدة 18 شهرا.
ويقضي الاتفاق أيضًا بالبدء في طرح مشروع قانون لضم غور الأردن والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، مطلع يوليو/ تموز المقبل.
الولايات المتحدة: دفاع شديد
وجاء ذلك في إفادتين قدمتهما كل من نائبة المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، شيريت نورمان شاليت، ومندوب روسيا الدائم لدى المنظمة الدولية، السفير فاسيلي نيبيزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك.
وقالت شاليت إنه "في ضوء الخطوات الأخيرة المتخذة لتشكيل حكومة طوارئ وطنية، تعلم إسرائيل أن بإمكانها الاعتماد على دعمنا الثابت لها، ووقوفنا جنبًا إلى جنب لمواجهة تحديات اليوم".
ويأتي دفاع نائبة المندوبة الأميركية بعد دقائق من تحذير المنسق الأمم لعملية السلام نيكويلاي ميلادينوف، في الجلسة نفسها، من أن أي ضم محتمل لأراضٍ فلسطينية إلى إسرائيل سيكون "ضربة مدمرة" لمبدأ حل الدولتين.
وأضافت نائبة المندوبة الأميركية، في إفادتها خلال الجلسة المنعقدة عبر دائرة تليفزيونية: "ليس لإسرائيل صديق أفضل من الولايات المتحدة، وهذا ما أكدته السفيرة (كيلي) كرافت (المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة) في مناسبات عديدة".
وزعمت أنه يتعين "مساعدة الأطراف على إظهار القيادة الحقيقية وليس مجرد ممارسة السياسة كالمعتاد، والعمل معا لضمان بقاء احتمالات السلام في متناول اليد".
روسيا تعرب عن قلقها إزاء ضم الأغوار
في المقابل، أعرب نيبيزيا، عن قلق موسكو إزاء "خطط التنفيذ الأحادي" لما يسمى "صفقة القرن"، في ما يتعلق بضم الأراضي الفلسطينية.
وقال في إفادته خلال الجلسة: "نرى أنه من الأهمية بمكان، من أجل الحفاظ على عملية السلام، تجنب أي أعمال استفزازية أو خطوات من جانب واحد".
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في 28 كانون ثان/ يناير الماضي، "صفقة القرن" المزعومة، بحضور نتنياهو.
إيرلندا: الأغوار أراضٍ فلسطينية وعلى إسرائيل الالتزام بالقوانين الدولية
أكد نائب رئيس الوزراء الأيرلندي، وزير الشؤون الخارجية والتجارة سيمون كوفيني، خطورة أي خطوة من قبيل ضم الأراضي في الضفة الغربية، لأنها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال كوفيني في بيان صدر عنه، مساء اليوم الخميس، إن القانون الدولي يحظر ضم الأراضي بالقوة، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة، متى وحيثما يحدث، في جوار أوروبا أو على مستوى العالم، وهذا مبدأ أساسي في علاقات الدول وسيادة القانون في العالم الحديث، ولا يمكن لدولة واحدة أن تضعها جانبا حسب الرغبة.
وأكد التزام بلاده بحل الدولتين المتفاوض عليه والذي ينهي الاحتلال الذي بدأ في عام 1967، والقدس عاصمة الدولتين، على أساس القانون الدولي، والمعايير المتفق عليها دوليا، وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
وشدد على أن موقفهم يتوافق مع موقف الاتحاد الأوروبي القديم، و"نحن نؤمن إيمانا راسخا بأن هذه هي النتيجة الوحيدة التي ستوفر الأمن والحرية والازدهار للشعبين على المدى الطويل".
الاتحاد الأوروبي: لا اعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة
أكد الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن جوزيف بوريل، أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بالسيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة.
وقال بوريل في بيان صحفي صدر عنه، اليوم الخميس، أن موقف الاتحاد الأوروبي من وضع الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 لم يتغير، تماشيا مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القراران 242 (1967)، و338 (1973).
وشدد على أن أي ضم يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وسيواصل الاتحاد الأوروبي مراقبة الوضع عن كثب وآثاره الأوسع نطاقا، وسيتصرف وفقا لذلك.
وقال إن الاتحاد الأوروبي على استعداد للتعاون الوثيق مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة لمكافحة الفيروس التاجي، والتعاون التقني مستمر، وسيتعزز في جميع جوانب الوباء، وصحة مواطنينا ومعالجة العواقب الاقتصادية للفيروس التاجي هي أولويتنا القصوى المشتركة.
الاحتلال يباشر تقييداته لضم الأغوار
واليوم، استولت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، على معدات بناء في قرية بردلة بالأغوار الشمالية، وفقًا ما نشرته وكالة وفا.
وأفاد عضو مجلس قروي بردلة ضرار صوافطة لـ"وفا"، بأن الاحتلال اقتحم القرية واستولى على مضخة وخلاط باطون، أثناء عملهما في صب أحد البيوت، دون معرفة الأسباب.
وتتضمن خطة ترامب، التي لاقت رفضا فلسطينيا وعربيا وإسلاميا، إقامة دولة فلسطينية في صورة "أرخبيل" تربطه جسور وأنفاق، وعاصمتها "في أجزاء من القدس الشرقية"، مع جعل مدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لإسرائيل، في خطوة فجرت غضبا واستنكارا فلسطينيا ودوليا.