خلافات كبيرة بسبب القضية الفلسطينية: على إسرائيل الاستعداد لاحتمال فوز بايدن

الأربعاء 22 أبريل 2020 03:30 م / بتوقيت القدس +2GMT
خلافات كبيرة بسبب القضية الفلسطينية: على إسرائيل الاستعداد لاحتمال فوز بايدن



القدس المحتلة / سما /

توقع تقرير إسرائيلي أن فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، في انتخابات الرئاسة الأميركية، التي ستجري في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، سيؤدي إلى توتر بين الإدارة الأميركية الجديدة والحكومة الإسرائيلية، التي يدعم رئيسها الحالي، بنيامين نتنياهو، الرئيس الأميركي والمرشح الجمهوري، دونالد ترامب، من دون أي تحفظات. ودعا التقرير الحكومة الإسرائيلية إلى المبادرة لاتصالات سرية مع بايدن ومستشاريه منذ الآن.

وأشار التقرير، الصادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب اليوم، الأربعاء، إلى أن "ثمة أهمية الآن لمتابعة والاطلاع على البرنامج السياسي الذي سيخوض بايدن من خلاله الانتخابات، والانعكاسات المحتملة لذلك على المصالح القومية الإسرائيلية، في حال انتخابه".

واعتبر التقرير أن أزمة فيروس كورونا سيغير مضمون وشكل المعركة الانتخابية للرئاسة الأميركية. وسيركز بايدن في حملته على الانتقادات لمواجهة إدارة ترامب للوباء وخطط المساعدات التي طرحتها من أجل الخروج من الأزمتين الصحية والاقتصادية. لكن من الناحية الإعلامية، فإن بايدن في مكانة متدنية قياسا بترامب، الذي لديه حضورا كبيرا جدا في وسائل الإعلام، وكون الأخير الرئيس المتواجد في البيت الأبيض ويشكل محور الأحداث.

وفيما يتعلق ببرنامج بايدن الانتخابي تجاه السياسة الخارجية، فإنه يتحدث عن العودة إلى اتفاقيات دولية، استئناف التحالفات لسنين طويلة (باستثناء السعودية، وفقا للتقرير)، تقليص وجود القوات الأميركية في الشرق الأوسط، وإعطاء الأولوية لدفع الديمقراطية وحمايتها.

وتوقع التقرير أنه "من وجهة النظر الإسرائيلية، فإن المجالات الأكثر احتمالا للتأثير على الأمن القومي الإسرائيلي هي السياسة المتعلقة بإسرائيل مباشرة، وخاصة الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، وتلك المتعلقة بإيران، وخاصة قضية النووي الإيراني".

ولفت التقرير إلى أنه طوال حياته السياسية، عبر بايدن عن تأييد ودعم لإسرائيل، وأعلن عن نفسه "صهيونيا"، ووصف دعوات المرشحين الديمقراطيين لاشتراط المساعدات الأميركية لإسرائيل بأنها "خطأ جسيم". وعبر بايدن، عام 2014، عن خلافه مع نتنياهو، عندما قال له إنه "لا أتفق مع أي شيء تقوله، لكنني أحبك".

وتوقع التقرير أن تكون العلاقات بين بايدن ونتنياهو أقل ودية الآن، خاصة بعد خطاب نتنياهو في الكونغرس ضد الاتفاق النووي، عام 2015، والذي اعتبره الديمقراطيون أنه التفافا على الرئيس باراك أوباما.

ورجح التقرير أن تكون هناك خلافات كبيرة بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية حول القضية الفلسطينية. فقد صرّح بايدن في آب/أغسطس الماضي، بأن "علينا ممارسة ضغوط متواصلة على الإسرائيليين من أجل التقدم نحو حل الدولتين". كما توقع التقرير أن تؤدي خطوات ضم مناطق في الضفة الغربية إلى إسرائيل، بالاستناد إلى "صفقة القرن"، إلى توتر بين إسرائيل وإدارة بايدن.

وأضاف التقرير أن إدارة أميركية جديدة ستغير السياسة الأميركية التي انتهجها ترامب تجاه الصراع، وإذا لم يغير بايدن هذه السياسة، فإنه "سينفذ تعديلات بكل ما يتعلق بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها". وتعهد متحدث باسم حملة بايدن الانتخابية بأن "إدارة ديمقراطية ستعمل من أجل العودة إلى الصيغة التقليدية والتي بموجبها ستكون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل والقدس الشرقية عاصمة فلسطين". وأضاف أن "بايدن لن يعيد السفارة إلى تل أبيب، لكنه سيعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس والتي تعمل مقابل الفلسطينيين".

وفيما يتعلق بإيران، رجح التقرير استياء إسرائيل في حال قرر بايدن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وأنه "الوضع الداخلي سيضع مصاعب أمام أي رئيس حكومة إسرائيلي بالموافقة على توجه بايدن، وذلك في أعقاب التحذيرات العلنية التي أطلقها نتنياهو بأن العودة للاتفاق سيقرب إيران من سلاح نووي".

وفيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، دعا التقرير الحكومة الإسرائيلية إلى إجراء اتصالات سرية مع بايدن ومستشاريه من أجل بناء الثقة بين الجانبين، ومناقشة إمكانية اتفاق سلام إسرائيلي – فلسطيني موازي للموضوع النووي الإيراني، ويتم رسم "خطوط حمراء".