تضحيات الأسرى تنبض بذكرى يوم الأسير الفلسطيني برغم أزمة كورونا

السبت 18 أبريل 2020 05:16 م / بتوقيت القدس +2GMT
تضحيات الأسرى تنبض بذكرى يوم الأسير الفلسطيني برغم أزمة كورونا



رام الله / سما /

حلت ذكرى يوم الأسير الفلسطيني هذا العام في ظل انشغال العالم بأزمة كورونا المستجد وما تبعها من إجراءات للحد من تفشي الفيروس، لكن آلام وتضحيات الأسرى لا تزال ماثلة لا تُنسى في أذهان الفلسطينيين.

نائل البرغوثي، ماهر يونس، كريم يونس، من عمداء الحركة الأسيرة والقائمة تطول، ينبضون في الذاكرة مع حلول ذكرى يوم الأسير التي يتم الاحتفال بها في السابع عشر من نيسان من كل عام.

تضحيات قامات أسيرة في سبيل حرية شعبهم، وإن اجتاحت جائحة كورونا العالم تزامناً مع ذكرى يوم الأسير، انتبه لها الكثيرون الذين غيبتهم مشاغل الحياة اليومية عن تضحيات الأسرى في مدافن الأحياء، ليستشعروا أن كورونا ليس الخطر الوحيد الداهم، بل الاحتلال الذي يغيب الأسرى منذ عشرات السنوات.

ويشعر الناشط الشبابي زياد لافي بالألم الكبير تجاه الأسرى الذين أمضوا 40 عاماً و38 عاماً و35 عاماً و30 عاماً وغيرهم في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن حالة الطوارئ وما فرضته من الجلوس بالبيت لفترة طويلة استنهضت ذاكرته تجاه الأسرى ومعاناتهم، آخذاً العبرة من صعوبة البقاء في البيت مع توفر كل أسباب الراحة وعدم وجود سجان.

يقول زياد لـ"القدس": "إن ما يجري بحق الأسرى عذاب كبير لم نشعر به، فكانت السنوات الاعتقالية تمر علينا مر السحاب وكأنها أرقام اعتيادية، رغم أنها تفاصيل موجعة، فكيف أمضى هؤلاء هذه المدة وهم في عتمة الأسر؟".

يشير زياد إلى تقصير الشعب الفلسطيني بحق الأسرى، داعياً إلى التعامل بعد جائحة كورونا مع ملف الأسرى بأن يكون مختلفاً شعبياً ورسمياً، "لقد عاش الشعب الفلسطيني فترة الالتزام بالحجر المنزلي، وعليه أن يبني خطوات فعلية مختلفة تجاه الأسرى مستقبلاً، فأي اعتصام لنصرة الأسرى إن لم يكن حاشداً، فالعتب على كل الشعب الفلسطيني، وإن كانت الخطوات الرسمية خجولة ومبنية على المناشدات فهذه خطيئة".

أما المواطن عزام الرمحي من مدينة البيرة، فيرى في الحجر المنزلي تذكرة وعبرة لما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال، ما يؤكد أن ترك الأسرى كل هذه المدة في مدافن الأحياء جريمة بحق الأسرى وعائلاتهم.

يقول الرمحي: "فقدنا حريتنا بشكل جزئي في جائحة كورونا، وتعالت الأصوات بالضيق والملل، فماذا نقول لوالدة كريم يونس الذي أمضى 38 عاماً لغاية الآن؟ وماذا نقول لزوجة نائل البرغوثي الذي دخل عامه الاعتقالي الأربعين؟ وماذا نقول لأهالي الأسرى القدامى؟ لقد عجزنا عن الإجابة، ونشعر بالذنب".

رئيس بلدية قلقيلية د. هاشم المصري الذي خاض تجربة الأسر لمدة عامين يقول لـ"القدس": "الأسرى يجب أن يكون لهم الحضور الكامل بعد جائحة كورونا، فهم يدفعون فاتورة باهظة من احتلال فاقد للإنسانية، وواجبنا أن نكون عند حسن ظن الأسرى بنا، فجائحة كورونا لها ما بعدها، والخطر أصبح أكثر على الأسرى من أي وقت كان".

أما زوجة الأسير رائد حوتري من قلقيلية، فتشير في حديث لـ"القدس" إلى أن الناس قد ضجوا من حالة الطوارئ والجلوس في البيوت، فكيف بمن لا يوجد له موعد محدد للحرية؟ أو كيف يستقبل الحياة من هو في الأسر بتاريخ إفراج صفري؟

تقول زوجة حوتري: "إن حياة الأسرى هي بطعم الموت، والانتظار نحو الأسوأ، فجائحة كورونا دقت جدران خزان ملف الأسرى بقوة، ولا بد من الاستفادة منها في تحرير الأسرى".

وحلت ذكرى يوم الأسير هذا العام، وسط خشية فلسطينية فعلية على حياة الأسرى خاصة المرضى منهم وكبار السن، في ظل الإهمال الطبي، سيما مع انتشار فيروس كورونا، وما زاد القلق اكتشاف إصابة الأسير المحرر نور الدين صرصور الشهر الماضي، بالفيروس عقب ساعات من الإفراج عنه من سجن عوفر وما تبع ذلك، من حجر لتسعة أسرى مخالطين له وعدم الاعتناء بهم، فيما يزداد الخوف وسط الأنباء التي تتحدث عن إصابة بعض المحققين الإسرائيليين والسجانين وجنود الاحتلال بفيروس كورونا.