كشفت صحيفة هارتس العبرية ان حاخامات حريديون كبار يخرقون تعليمات وزارة الصحة الإسرائيلية، المتعلقة بمنع تجمعات والحفاظ على مسافة مترين على الأقل بين شخص وآخر، في إطار مكافحة انتشار وباء كورونا. ورغم أن فيروس كورونا سجل أعلى عدد من الإصابات في التجمعات السكنية الحريدية، إلا أن هذا الأمر لم يمنع حاخامات من إقامة صلوات، بمشاركة مئات الأشخاص في أماكن مغلقة، وأحيانا بشكل سري، ليخرقوا التعليمات بشكل متعمد.
والحاخام الأرفع منزلة الذي خرق تعليمات وزارة الصحة، ويلقب بـ"أدمور" (اختصار لـ"سيدنا ومعلمنا وحاخامنا") ويقود جماعة حسيديين (ورعين)، هو الحاخام يسخار دوف روكاح، أحد أبرز أعضاء "مجلس كبار التوراة"، الذي يشكل القيادة الروحية لحزب "أغودات يسرائيل"، الذي ينتمي إليه وزير الصحة، يعقوب ليتسمان.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عدة من أتباعه قولهم إن روكاح أقام صلاة بمشاركة العشرات في مركز للحسيدية في القدس، عشية عيد الفصح اليهودي، يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، كما أقام صلاة في المكان نفسه في اليوم السابع للفصح، مساء الثلاثاء الماضي، وهذه المرة بمشاركة مئات الأشخاص.
وقال أحد المشاركين في هذه الصلوات إن "الأدمور كان مشتاق جدا، وحاول دفع إقامة هذه الصلوات منذ فترة طويلة. وفي البداية رفضوا ذلك وقالوا له أن هذا أمر مستحيل. لكن الحاخام فحص قليلا طبيعة انتقال العدوى وادعى أن التجمع، بشكل متباعد، لن يسبب انتقال عدوى".
لكنه أضاف أن "الأبواب لم تكن مفتوحة واضطر المصلون إلى الدخول من أبواب خفية، وفتحوها مرة كل ساعة"، مشيرا إلى أن أولئك الذين "حظيوا" بالمشاركة في الصلاة كانوا بالأساس أقارب الحاخام ومقربين ويتولون وظائف في الحسيدية. "وعينوا مسؤولا عن الفصل بين شخص وآخر وأن تكون مسافة بينهما".
وقال شخص مسؤول في الحسيدية إن "الصورة الخارجية تظهر تغييرا في الروتين، لكن فعليا، الأدمور أمر بأن كل شيء سيستمر كالمعتاد. ونصاب الصلاة (عشرة أشخاص على الأقل) يتم سرا في جميع مراكز الحسيديات في البلاد. والأدمور يعتقد أنه لا يوجد شيء خاص بالفيروس وبالإمكان مواصلة الروتين، طالما لا يتم النشر". وبعد انتقادات للحاخام روكاح، أعلن أمس أنه "بأمر القداسة، يلتزم كل واحد بتعليمات الحاخامات والمحكمة الدينية وتعليمات وزارة الصحة، من دون أي تجاوزات".
وأشارت الصحيفة إلى أن روكاح يعتبر حاخام ليبرالي قياسا بآخرين. وعقدت حسيدية أبراهام يتسحاق المتشددة مهرجانا حاشدا في حي "ميئا شعاريم" في القدس، في منتصف ليلة عيد الفصح الأخيرة، وشارك فيه المئات، الذين تجمعوا تحت منزل الأدمور شموئيل يعقوب كاهان. وقال مصدر في هذه الحسيدية، وقاد عدد كبير من المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في هذا الحي الحريدي، إنه تم الاتفاق مسبقا مع الشرطة بالحفاظ على الهدوء. لكن لم يتم تطبيق الاتفاق.
كذلك أقامت حسيدية "بينسك كرلين" صلوات بمناسبة العيد في "ميئا شعاريم"، شارك فيها العشرات. وهكذا فعلت حسيدية "سلونيم"، وشارك قرابة 100 شخص في صلوات أقامها حاخام هذه الجماعة في القدس. وقالت مصادر إن الحاخامات يحافظون على بُعد عن أتباعهم، وأن عددا من مساعديهم فقط يقتربون منهم.
وأضافت الصحيفة أن حاخامات حريديين كبار آخرين يخرقون تعليمات وزارة الصحة للوقاية من كورونا. وأبرز هؤلاء هو زعيم التيار الليتواني، الحاخام حاييم كانييفسكي، الذي يقيم صلاة بمشاركة نصاب كامل في بيته يوميا، خلافا لتعليمات الوزارة والتعليمات التي أصدرها بنفسه.
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الحاخامات لم يصدروا تعليمات لأتباعهم بحظر إقامة صلوات بنصاب كامل، وبعضهم يصلي بنصاب مقلص يوميا. رغم ذلك، فإن الغالبية المطلقة من الحريديين تحافظ على التعليمات، وغالبا تكون الشوارع في التجمعات السكانية الحريدية خالية، حيث لا يتم الخروج من البيت سوى للتزود بالمواد الغذائية. ويقود هذا الإجراء المتشدد الحاخام غرشون إدلشتاين، وهو شريك كانييفسكي في قيادة الحريديين الليتوانيين.