كثيرة هي التحذيرات التي أطلقت في العالم بضرورة الالتزام بالوقاية من فيروس "كورونا"، لكن هذه التحذيرات يصب تطبيقها من قبل الكوادر الطبية المضطرة للتعامل بشكل مباشر مع المصابين بالفيروس، أو حتى المشتبه بإصابتهم.
وفي قطاع غزة، تعد تجربة التعامل مع مصاب بفيروس "كورونا" من الأمور الخطيرة في الوقت الراهن، بسبب سرعة نقل العدوى، وعدم توفر علاج رسمي له حتى الان.
التجربة الأولى في التعامل مع أولى الحالات المصابة بغزة كان لها وقع مختلف، فالمسعف سهيل القوقا كان أول من نقل الحالات المؤكد اصابتها بالفيروس، والذي يعد شديد العدوى.
ويقول القوقا والذي يعمل رئيس قسم في الادارة العامة للإسعاف والطوارئ بوزارة الصحة بغزة، إنه اختار أن ينفذ المهمة الأولى بنفسه في نقل أول حالتين مكتشفتين في قطاع غزة ليكون قدوة لبقية المسعفين.
لكن شجاعة المسعف سهيل في اتخاذ قرار النقل لم تعني بالمطلق عدم شعوره بالخوف، فعلى الرغم من تلقيه التدريبات الخاصة بآلية التعامل مع المصابين واللبس الواقي، إلا أن القلق لم يكن على نفسه فحسب، بل أيضا خوفه من أن ينقل العدوى لعائلته.
ويروي المسعف القوقا تفاصيل نقل أول إصابة قائلاً: "انطلقت بسيارة الاسعاف المخصصة، نحو المدرسة التي كان يخضع فيها المصابين بفيروس كورونا للحجر الصحي، وبدأت بالحديث مع المصابين اللذين ثبتت اصابتها عن مسافة آمنة، حيث طمأنتهما بأنهما سينقلان إلى مكانٍ أكثر أماناً ولتقديم الرعاية الصحية بشكل أفضل".
وأثناء الطريق، يصف المسعف شعوره حيث كانت تراوده الكثير من مشاعر الخوف من المجهول كونها التجربة الأولى، لكنه كان حريصاً على طمأنة المصابين بالفيروس، مشيراً إلى أن سيارة الاسعاف المخصصة لنقل المصابين تم تجهيزها بحيث تعزل المصابين عن سائق الاسعاف لكن المسعف القوقا بقي يطمأن المصابين بلغة الاشارة وفق قوله ليطمئنهم حول الطريق وما بقي منها.
وعن معنويات المرضى المؤكد اصابتهم، يشير إلى أن جميع المرضى الذين نقلهم تمتعوا بروح عالية ولم تبد عليهم أية أعراض للمرض، وأبدوا تجاوب كبير وثقة في التعامل مع الكوادر الطبية والإسعافية.
المسعف القوقا أنهى مهمته الأولى في نقل المصابين بالفيروس بسلام، حيث لم تعد المهمة حكراً عليه فتنفيذه للمهمة الأولى في نقل المصابين بالفيروس ساهمت في تشجيع سائقي الاسعاف وحرصهم على المشاركة في نقل المرضى من مراكز الحجر الصحي، بعد الأخذ طبعاً بإجراءات السلامة.