انتهت هيئة الأعمال الخيرية العالمية، اليوم، من تركيب وحدة تعقيم للعمال القادمين من داخل الخط الأخضر على معبر "الجلمة" شمالي جنين، وذلك في إطار حملة "دفع البلاء" التي أطلقتها الهيئة عشية إعلان حالة الطوارئ للحد من انتشار "فيروس" كورونا المستجد في الأراضي الفلسطينية.
وجرى تركيب وحدة التعقيم على بعد أمتار قليلة من معبر "الجلمة"، بحضور مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين إبراهيم راشد، وممثلي لجنة الطوارئ العليا أحمد القسام وثائر الأنيس عباهرة، ورئيس مجلس قروي الجلمة محمد أبو فرحة، وأمين سر الاتحاد العام لنقابات العمال رياض كميل.
وقال راشد: إن تركيب وحدة التعقيم التي تعمل بشكل إلكتروني جاء في إطار سلسلة التدخلات المتواصلة التي أطلقتها هيئة الأعمال الخيرية عشية إعلان الرئيس محمود عباس وبدء حكومة الدكتور محمد اشتية بتطبيق حالة الطوارئ العامة للحد من انتشار فيروس "كورونا" في فلسطين.
وبيّن أنه تم تجهيز هذه الوحدة على مستوى عالٍ من الحرفية من قبل فنيين ومبدعين، وجرى تزويدها بجميع مواد التعقيم التي من شأنها الإسهام في تعقيم العمال العائدين من مواقع عملهم في الداخل، قبل الانتقال إلى الموقع المخصص لإجراء الفحص الأولى من قبل أطقم الطب الوقائي في مديرية الصحة واتحاد العمال.
ورأى راشد أن هذه الوحدة تشكل بديلاً مهماً لوسائل التعقيم اليدوية للعمال العائدين من الداخل، وتعتبرها هيئة الأعمال بمثابة نموذج أولي تعتزم تعميمه على المعابر المقامة على الخط الأخضر في عدد من المحافظات، وذلك إسهاماً منها في حماية العمال وعائلاتهم، ومنع انتشار الفيروس.
وأكد أن هيئة الأعمال الخيرية أرادت من خلال هذه المبادرة التأكيد أن عمل المؤسسات ذات الطابع الخيري يجب أن لا يتوقف عند تقديم الطرود الغذائية والمساعدات الإغاثية للعائلات المحجورة صحياً والمصابين بالفيروس، وإنما يجب أن يشمل هذا الدور محاولة درء المخاطر عن العمال والمجتمع، حتى لا يصبحوا الثغرة التي ينفذ من خلالها الفيروس إلى عائلاتهم ومجتمعهم.
وأوضح أن "تركيب هذه الوحدة جاء ليشكل امتداداً لسلسلة الجهود التي تبذلها هيئة الأعمال الخيرية في سبيل الإسهام بمنع تفشي فيروس "كورونا" في الأراضي الفلسطينية، حيث لجأت إلى دعم ومساندة الأهل في محافظة بيت لحم منذ اللحظات الأولى لتفشي الفيروس، وتوجه طواقمها للقيام بعمليات تعقيم لمنازل المصابين بالفيروس والمحجورين صحياً، إلى جانب التدخلات الأُخرى".
من جهته، أشاد أبو فرحة بسرعة استجابة هيئة الأعمال الخيرية لطلب مجلس قروي الجلمة بتزويده بوحدة تعقيم للعمال العائدين من الداخل المحتل عن طريق معبر "الجلمة".
وأكد أبو فرحة أن "الهيئة سرعان ما استجابت لطلب تركيب الوحدة التي تكتسب أهمية خاصة في تعقيم العمال قبل توجيههم إلى المركز الكوري الشبابي التابع لبلدية جنين من أجل إجراء الفحوص الطبية اللازمة، قبل الطلب منهم بالتزام الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً".
ويُتوقع أن يعبر آلاف العمال لمعبر "الجلمة" خلال الأيام المقبلة، عشية حلول الأعياد اليهودية، وهو أمر يتطلب الكثير من الاستعدادات لمراقبة وفحص هؤلاء العمال.
أما القسام، فثمن التعاون الوثيق بين لجنة الطوارئ العليا وخلية إدارة الأزمة المشكلة انسجاماً مع قرار إعلان حالة الطوارئ وبين هيئة الأعمال الخيرية، والمتمثل بتقديم المعقمات ووسائل السلامة العامة للطواقم الطبية والأمنية، والطرود الصحية الشخصية، وصولاً إلى تركيب وحدة التعقيم.
بدوره، أشاد كميل بالتعاون القائم بين الاتحاد العام لنقابات العمال وهيئة الأعمال الخيرية في مواجهة تداعيات خطر تفشي فيروس "كورونا"، مشيراً إلى أن الهيئة زودت طواقم الاتحاد بأجهزة فحص حرارة وألبسة واقية تمكنها من القيام بواجباتها على أكمل وجه في متابعة العمال العائدين من الداخل.