أكد مركز أسري فلسطين للدراسات بأنه على الرغم من انشغال العالم بجائحه كورونا واصابه الالاف من الإسرائيليين بالفيروس الا أن الاحتلال واصل خلال الشهر الماضي سياسة الاعتقالات التي ينفذها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، حيث رصد المركز (250) حالة اعتقال خلال شهر اذار بينهم 54 طفلاً و 6 سيدات .
وقال الناطق الإعلامي للمركز الباحث "رياض الأشقر" في بيان له اليوم الاربعاء بان الاحتلال يعرض حياة الفلسطينيين للخطر الشديد باستمرار الاعتقالات في هذه الظروف الاستثنائية التي اجتاحت العالم بأسرة ، وفى الوقت الذى تفرج فيه عن سجناء يهود جنائيين تواصل الاعتقالات بحق الفلسطينيين بما فيهم المرضى وكبار السن متجاهله كل المخاطر التي تحدق بالمعتقلين جراء عملية الاعتقال وما يتبعها من تحقيق واجراءات تنكيل ، وأضاف بأن الاحتلال اعتقل الشهر الماضي (8) مواطنين من قطاع غزة، ثلاثة منهم تجار تم اعتقالهم خلال تنقلهم على معبر بيت حانون/ ايرز شمال القطاع، بينما اعتقل 5 سبان اخرين اجتازوا الحدود الشرقية مع القطاع الى الداخل الفلسطيني ، فيما أقدمت بداية الشهر الماضي سلطات الاحتلال على هدم منزلي الأسيرين "وليد حناتشة"، و"يزن مغامس" في رام الله بعد اتهامهم المشاركة في عملية عين بوبين التي قتلت فيها مستوطنة قرب رام الله .
وأشار" الأشقر" الى أن الاحتلال واصل استهداف النساء الفلسطينيات وكذلك القاصرين بالاعتقالات حيث تم رصد (54) حالة اعتقال لأطفال قاصرين، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة ، كذلك رصد 6 حالات اعتقال استهدفت نساء وفتيات فلسطينيات .
وقال ان من بين المعتقلات المرابطة "نهلة صيام" من منطقة باب الرحمة في المسجد الأقصى وتم الافراج عنها وتسليمها قرار إبعاد عن البلدة القديمة لمدة 15 يوما مع كفالة مالية، كذلك اعتقل الاحتلال والدة وشقيقة الأسير المقدسي "يزن عبيد" من العيسوية، بينما اعتقل زوجه يعتقل سكرتير رابطة الأسرى والمحررين في أراضي الداخل "أيمن الحاج يحيى" من مدينة الطيبة ، مع زوجها وافرج عنها بعد التحقق لساعات.
واعتبر "الأشقر" ممارسات الاحتلال تجاه الأسرى استهتار واضح بحياتهم حيث رفض خلال الشهر الماضي ولا يزال تطبيق إجراءات السلامة والوقاية المطلوبة لمنع وصول فيروس كورونا الى السجون، ويرفض تعقيم السجون، أو اجراء فحوصات حقيقة للأسرى الذين يتم نقلهم حديثاً الى السجون من الخارج او من مراكز التحقيق والتوقيف للتأكد من خلوهم من المرض، مما يجعل من وصول المرض الى السجون أمراً حتمياً ، وأضاف بأن ادارة السجون وامعاناً في التنكيل بالأسرى قررت حرمان الأسرى من شراء عشرات الأصناف من كنتين السجن، بما فيها مواد التنظيف والصابون، مما دفع الأسرى لاستخدام معجون الأسنان والحلاقة لتنظيف الغرف وساحات الفورة.
وأوضح "الأشقر" بأن السجون يسودها منذ الشهر الماضي حالة من الاحتقان والضغط الشديدين نتيجة استهتار الاحتلال بحياة الأسرى عبر عدم اتخاذ أي إجراءات للسلامة والوقاية، ومصادرة حقوقهم، ونتيجة ذلك اقدم الأسير المقدسي "أيمن ربحي الشرباتي" من إحراق غرفه الحراسة بسجن نفحه كرد فعل ووسيلة للفت انتباه العالم لمعاناه الأسرى والاستهتار بحياتهم .
واتهم الاحتلال بالعنصرية في التعامل مع الأسرى ففي الوقت الذى تفرج فيه حكومة الاحتلال عن مئات السجناء الجنائيين اليهود، في إطار مكافحه انتشار فيروس الكورونا ترفض الافراج عن أي اسير فلسطيني لنفس السبب حتى لو كان من المرضى أو كبار السن أو النساء والأطفال، ويتركهم رهينة للموت القادم اليهم في أي لحظة نتيجة انتشار فيروس كورونا بشكل سريع، كون السجون ارضية خصية لانتشاء الأوبئة والأمراض .
وبين "الأشقر" بأن سلطات الاحتلال وبدل أن تطل سراح الاداريين المعتقلين دون تهمه في ظل هذه الظروف واصلت خلال اذار الماضي إصدار القرارات الادارية بحق الأسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال الصورية (65) قرار إداري، منهم (40) قرارا جديدا للمرة الأولى غالبيتهم أسرى محررين اعيد اعتقالهم مرة أخرى وفرض عليهم الإداري، و(25) قراراً بتجديد الفترات الاعتقالية لأسرى إداريين لمرات جديدة، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر.
ومن بين من صدرت بحقهم قرارات ادارية النائب الأسير "حسن يوسف" (63 عاماً) من مدينة رام الله حيث جددت له لمرة ثالثة لمدة 4 شهور، و الأسيرة " بشرى الطويل" (26 عاماً) من البيرة، وجدد لها للمرة الثانية على التوالي لمدة 4 شهور.
وشدد أسرى فلسطين على ضرورة تدخل المؤسسات الدولية لوقف سياسة الاعتقالات في هذه الأوقات والتي تشكل خطر على حياة المعتقلين، وكذلك اطلاق سراح الأسرى المرضى وكبار السن والنساء والأطفال دون شرط، لأنهم اكثر الفئات عرضه للخطر، وطالب منظمة الصحة العالمية بإرسال وفد طبى بشكل عاجل الى السجون للاطلاع على الجريمة التي يتعرض لها الاسرى في ظل الاستهتار بحياتهم .