بدو أن العراقيل أمام تشكيل حكومة وحدة برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وبمشاركة "كاحول لافان" برئاسة بني غانتس، إلى جانب أحزاب اليمين والحريديين، تتعقد بشكل كبير وجدي بمرور الوقت، والخلافات تتسع وقد تتشكل الحكومة من دون "كاحول لافان".
ويتوقع أن تنتقل الضغوط إلى غانتس، بسبب الجدول الزمني المتبقي لمهلة تكليفه بتشكيل الحكومة، وفقا لمحلل الشؤون الحزبية في هيئة البث العام الإسرائيلية "كان"، يوءاف كراكوفسكي. فقد حصل غانتس على هذا التكليف من الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، قبل أسبوعين وتبقى أمامه أسبوعين آخرين.
وخلال الأسبوعين الماضيين لم يفعل غانتس شيئا باتجاه تشكيل حكومة، التي يدير المفاوضات الائتلافية لتشكيلها نتنياهو. وفي هذه الأثناء فكك كتلة "كاحول لافان" واحتفظ باسمها، وفض شراكته مع حزبي "ييش عتيد" و"تيلم"، ما تسبب بانشقاق عضوي الكنيست، يوعاز هندل وتسفيكا هاوزر، عن "تيلم" وشكلا كتلة مستقلة.
وبذلك، أصبح حزب غانتس صغيرا، ويضم 15 عضو كنيست فقط. وفي الجدول الزمني المتبقي لمهلة تكليف غانتس، سيحل الأسبوع المقبل عيد الفصح اليهودي، وسيستمر لأكثر من أسبوع، وهذا يعتبر الوقت الضائع، لأن الحريديين، الشركاء المركزيين في ائتلاف نتنياهو، لا يجرون نشاطا سياسيا خلاله. "وهذه فترة إشكالية جدا بالنسبة لغانتس، وثمة الكثير ليخسره مقابل نتنياهو"، وفقا لكراكوفسكي.
وأضاف المحلل أن "الضغوط تتزايد على نتنياهو أيضا. لأن اليمين يدرك أن التكليف بتشكيل الحكومة سينتقل إليهم بعد وقت قصير، وعندها لن يحتاجوا لغانتس. وسيشكلون حكومة تستند إلى دعم 61 عضو كنيست، سوية مع هندل وهاوزر وأورلي ليفي أبيكاسيس، وربما حزب العمل أيضا. وفي وضع كهذا لا توجد حاجة إلى غانتس أبدا".
والخلافات بين نتنياهو وغانتس تتعلق حاليا برفض "كاحول لافان" خطوات يعتزم نتنياهو، بضغط من اليمين، تنفيذها وتتعلق بضم مناطق في الضفة. ويطالب "كاحول لافان" بأن تقتصر الستة أشهر المقبلة لحكومة وحدة على مواجهة انتشار كورونا. كذلك فإن نتنياهو تراجع عن شرط "كاحول لافان" بعدم إعداة تعيين يولي إدلشتاين رئيسا للكنيست، بعدما كان قد وافق على ذلك. وإلى جانب ذلك، وبسبب الاتفاق على توزيعة متساوية للحقائب الوزارية بين "كاحول لافان" وكتلة اليمين كلها، 15 حقيبة على الأقل لكل جانب، فإنه توجد انتقادات داخل كتلة اليمين، وخاصة من جانب قياديين في الليكود وتحالف أحزاب اليمين المتطرف "يمينا"، بادعاء أنه لم تتبقى لهم حقائب وزارية هامة.
ويشكك أعضاء كنيست في "كاحول لافان" ومحللون سياسيون بأن يوافق نتنياهو على تنفيذ التناوب في رئاسة الحكومة مع غانتس، بعد سنة ونصف السنة. ووصف عضو الكنيست عوفر شيلح، من "ييش عتيد"، ذلك بأنه "تناوب متخيل".
وقال شيلح لموقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني، اليوم الأربعاء، إن "غانتس استسلم قبل بداية المعركة. وبدلا من أن نستكمل العملية هنا في الكنيست، وكان غانتس يرى أنه بالإمكان الوصول إلى مفاوضات مع نتنياهو مع أوراق قوية، فإنه عمليا استسلم مسبقا، وسمح لنتنياهو ببناء عدة تحالفات بديلة، والآن هو وزملاؤه يستجدون من أجل الحصول على شيء ما".
ورفض شيلح الإجابة بوضوح على سؤال حول إمكانية عودة غانتس إلى التحالف مجددا مع "ييش عتيد" و"تيلم"، لكنه قال إن "على غانتس اتخاذ قراره، وقد اتخذ حتى الآن قرارا واحدا وكان بائسا برأيي" في إشارة إلى تفكيك "كاحول لافان".
وشدد شيلح على أن الحكومة التي يجري التفاوض على تشكيلها الآن ليست حكومة وحدة، وإنما "هذه حكومة بنيامين نتنياهو، وتتشكل من كتلة اليمين بزعامة نتنياهو مع ذنب اسمه بيني غانتس و15 أو 17 عضو كنيست من كاحول لافان".