يطرح البروفيسور الأميركي - الإسرائيلي مايكل ليفيت، الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء والمتخصص في البيولوجيا الحاسوبية، وقدم استشارة للحكومة الصينية بعد انتشار فيروس الكورونا، تحليلا وتوقعات مختلفة بصورة جوهرية عن السيناريوهات المرعبة التي تعمل بموجبها الحكومة الإسرائيلية. وقال في مقابلة نشرتها صحيفة "كلكليست" الاقتصادية التابعة لمجموعة "يديعوت أحرونوت"، أول من أمس الثلاثاء، إنه سيُفاجأ إذا توفي أكثر من عشرة مرضى بكورونا في إسرائيل.
وأضاف ليفيت أنه ليس قلقا بشكل خاص من عدد المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بكورونا في إسرائيل، مشيرا إلى أن هذا العدد نابع من تغيير التعريق والزيادة البطيئة، في هذه الأثناء، في وتيرة الفحوصات.
في المقابل، فإن المعطى المركزي بنظر ليفيت، والذي يمكن أن يشكل مؤشرا على انتشار المرض، هو ارتفاع نسبة الوفيات. ولفت إلى أن الصين نجحت في كبح كورونا بواسطة وسائل عزل وإلاق متشددة. ورأى أن حالة إسرائيل مختلفة كليا عن الكوارث الحاصلة في إيطاليا وإسبانيا، والمعطيات المتدنية نسبيا في إسرائيل لا تدل حاليا على انتشار كبير.
ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس، عن مسؤول رفيع في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، قوله إنه "عندما أريد أن أتفاءل قليلا، فإنني أقرأ تحليلات البروفيسور ليفيت، لكن عندما أريد أن أعمل، فإنني أعمل بموجب سيناريوهات وزارة الصحة". ووفقا للصحيفة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ومستشاريه يعتبرون أن اتخاذ القرارات يجب أن يستند إلى فرضيات عمل متشددة، بسبب ثمن الخطأ. وأضاف المسؤول أنه "إذا تشددنا قليلا، فسنكون قد أخطأنا في تقدير الخطر؛ وإذا أخطأنا، فهذا سيكلف حياة بشر وثمة خطر بأن نغوص باتجاه إيطاليا وإسبانيا" حيث عدد الوفيات بالفيروس مرتفعة جدا.
ووفقا للصحيفة،، فإن خبيرا في منظمة الصحة العالمية، عاد من الصين مؤخرا، نصح مسؤولين إسرائيليين بتنفيذ حسم سريع، وإجراء تعديلات لاحقا. وأضاف أنه لا ينبغي إهدار الوقت. وفي موازاة ذلك، حذر مدير عام وزارة الصحة الإسرائيلية، موشيه بار سيمان طوف، من احتمال وفاة الآلاف في إسرائيل بسبب الكورونا.
وكتب المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، اليوم، أن أقوال بار سيمان طوف لا تهدف إلى هز الجمهور كي يتوقف الكثيرون عن الاستخفاف بالتعليمات، وإنما "هذا أسلوب ثابت لنتنياهو، بنقل رسائل بواسطة المستوى المهني". وأضاف أن مثالا على ذلك، عندما حذر الجيش الإسرائيلي، أثناء العدوان على غزة عام 2014، من سقوط 500 قتيل بحال تم احتلال قطاع غزة. وتسرب ذلك من خلال القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي. ووفقا لهرئيل، فإن "لأي تصريح وتسريب كهذا غاية خاصة به، ولكن توجد هنا قيمة مضافة أيضا، وهي أن نتنياهو يتواجد في مكانة أول من يشخص الوضع".
وأضاف هرئيل أن القرارات التي يتخذها نتنياهو في مواجهة كورونا تهدف إلى أن يحمي نفسه من لجنة تحقيق تتشكل بهد التغلب على الوباء. "الاتجاه الظاهر بوضوح، هو أن الحدث العائل الحالي سينتهي، في جميع الأحوال، بلجنة تحقيق. وبات يدرك المشاركون في الاجتماعات التي يعقدها نتنياهو، أن أقوالا كثيرة موجهة إلى آلة توثيق المداولات، ونحو تقصي الحقائق المستقبلي".
كذلك فإنه خلال الإحاطة شبه اليومية التي يقدمها للجمهور، وفقا لهرئيل، يحرص نتنياهو أن يكون محاطا بالمستوى المهني. "صحيح أن ثمة حاجة لذلك أمام الجمهور، لكن هذه طبقة حماية أخرى من المراقبة". وأضاف هرئيل أنه "عندما يتم التغلب على الفيروس في نهاية المطاف، سيُعاد النظر بأسئلة عديدة. والمسألة لا تتعلق فقط بإهمال منهجي لجهاز الصحة العام، وإنما سيسأل المواطنون، وبحق، ما إذا كانت ضرورة حقا لاستثمار 12 مليار شيكل في هجوم لم ينفذ ضد المواقع النووية الإيرانية، وكم آلة تنفس كان بالإمكان شرائها بأكثر من 700 مليون شيكل التي استثمرت في السنوات الأخيرة، وانشغال مكثف للوزارات في مشروع طائرة رئيس الحكومة".