آثار دخان السجائر يمكن التعرض لها حتى في القاعات المحظور فيها التدخين

الأربعاء 11 مارس 2020 11:32 ص / بتوقيت القدس +2GMT
آثار دخان السجائر يمكن التعرض لها حتى في القاعات المحظور فيها التدخين



وكالات / سما /

كشفت دراسة حديثة في ألمانيا أن من الممكن أن يتعرض الإنسان لمكونات سامة من دخان السجائر حتى في القاعات التي يُحْظَر فيها التدخين.

وأوضحت الدراسة أن قياسات أُجريت داخل قاعة سينما في مدينة ماينتس غربي ألمانيا أثبتت تعرض روادها لمواد ضارة تعادل ما ينجم عن التدخين السلبي لعشر سجائر في الساعة.

وذكرت مجلة "ساينس ادفانسس" العلمية، أن العلماء الذين أعدوا الدراسة، وهم من ألمانيا والولايات المتحدة، بينوا أن هذه المواد وصلت إلى قاعة السينما عن طريق أجساد وملابس مدخنين.

ويُطْلق على دخان السجائر في قاعات غير المدخنين مصطلح " دخان الطرف الثالث"، أي آثار الدخان الناجمة عن مصدر ثالث، للتمييز بينها وبين التدخين الفعلي والتدخين السلبي، وقلما تعرضت هذه الظاهرة للدراسة حتى الآن.

وقد قام الباحثون بقيادة درو جنتنر من جامعة ييل في نيوهافن بولاية كونيكتيكت الأمريكية، والذي كان آنذاك عالما زائرا في معهد ماكس بلانك للكيمياء في ماينتس، بتحليل الهواء في قاعة سينما في مدينة ماينتس بواسطة مقياس طيف الكتلة لأربعة أيام متتالية في كانون ثان/يناير .2017

وبهذا المقياس، حدد الباحثون مكونات معينة من دخان السجائر مثل 5-ر2 ديميثيلفوران ، 2- ميثيلفوران واسيتونيتريل في مسار زمني مفصل. وبالإضافة إلى ذلك، تم فحص عينات الهواء في المختبر بحثًا عن مكونات أخرى.

وأظهرت النتائج أن تركيز المواد ارتفع بشكل ملحوظ عند امتلاء قاعة السينما البالغ حجمها 1300 متر مكعب، عند تشغيل العرض السينمائي. حتى المجموعات الصغيرة التي وصلت إلى السينما بعد بدء العرض، اتضح أثر تعرضها في القيم المرصودة، وبلغ إجمالي ما سجله الباحثون 35 مركبا مما يُعْرَف بالمركبات العضوية المتطايرة (في أو سي إس) والتي لها علاقة بدخان التبغ، ومن هذه المركبات، مادة البنزول التي تعتبر من مسببات السرطان أو المواد الضارة أكرولين والفورمالدهايد.

ونُقِل عن يوناتان ويليامز من معهد ماكس بلانك، الذي ساعد في إعداد الدراسة، قوله في بيان للمعهد: " نستنتج بناء على هذه القياسات أن الناس ينقلون دخان الطرف الثالث عن طريق ملابسهم وأجسادهم إلى الأماكن المغلقة"، وكتب العلماء في الدراسة أن ارتفاع تركيز المواد في نهاية العرض، يمكن أن يُعْزَى إلى ارتفاع وتيرة التنفس أثناء الخروج أو إلى حركة الملابس التي يرتديها الجمهور.

وأثناء عرض أفلام أطفال بعد الظهر تعرض الحضور لتركيزات متوسطة من دخان التبغ تعادل التدخين السلبي لـ 25ر0 سيجارة في الساعة، بينما بلغ متوسط هذه النسبة أثناء عرض أفلام للكبار في المساء 5ر2 سيجارة كل ساعة، وارتفعت هذه النسبة إلى 6ر5 سيجارة في العرض المتأخر الذي يقام مساء السبت، ووصلت نسبة التركيز لبعض مكونات دخان التبغ إلى ما يتراوح بين 8 إلى 15 سيجارة في الساعة. وأظهرت نتائج فحص عينات الهواء في المعمل أن النيكوتين يمثل في المتوسط 15% من الأيروسولات (جزيئات ما يسمى الهباء الجوي) الموجودة في هواء قاعة السينما.

وعلى الرغم من أن معدل تغيير الهواء بلغ معيار 5ر1 في الساعة- أي أن الهواء الذي يتم تغييره في هذه الفترة الزمنية يعادل 5ر1 حجم القاعة- فإن القيمة التي تم قياسها لمركب 5-ر2 ديميثيلفوران قبل بدء عرض أول فيلم في أول يوم قياس بلغت 64 جزيئا لكل تريليون جزئ. وقد فسر الباحثون هذا الأمر بأن هذه المادة نُقِلَتْ أثناء عروض سابقة واستقرت على أسطح كالحوائط والمقاعد ثم انطلقت بعد ذلك.

وكتب فريق البحث أن " إطلاق أشخاص لدخان الطرف الثالث يعد في الغرف المغلقة مصدرا ملحوظا للمركبات العضوية المتطايرة (في أو سي إس)"، وأضاف جينتنر القول: " لهذا فليس من الصحيح الاعتقاد بأن شخصا ما يعتبر في مأمن من التأثيرات الصحية المحتملة لدخان السجائر لمجرد أنه لم يتعرض للدخان مباشرة".

ونوه العلماء إلى أن تركيزات المواد التي تم قياسها ظهرت في قاعة كبيرة جيدة التهوية، وقال جنتنر إن "معدلات الانبعاثات المرصودة في قاعة أضيق أو ذات تهوية أقل جودة، مثل سيارة أو حانة أو قطار أو قاعة صغيرة في منزل، من شأنها أن تؤدي إلى تركيزات أعلى بكثير وتعريض أعلى مستوى للناس (لمكونات دخان السجائر)".