قال مستشرق إسرائيلي إن "الإدارة الأمريكية تسعى لتنفيذ صفقة القرن من خلال اتصالات سرية مع أوساط فلسطينية، سواء مع السلطة الفلسطينية أو حركة حماس في محاولة منها لتطبيق الصفقة، وإخراجها إلى حيز الوجود، لكن جهودها فشلت حتى الآن".
وأضاف يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، أن "الرئيس عباس يرى نفسه متشجعا من التطورات السياسية الأخيرة في إسرائيل، ويعتقد أن انقلابا سياسيا قادما فيها سيقضي على مخططات الضم التي تسعى حكومة الليكود للقيام بها".
وأكد بن مناحيم، الضابط السابق في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان، أنه "في الوقت الذي تنشغل فيه إسرائيل بخلافاتها الداخلية عقب إعلان النتائج النهائية لانتخابات الكنيست، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول بصورة سرية تنفيذ صفقة القرن أمام عدد من الدول العربية المعتدلة والسلطة الفلسطينية وحماس، رغم المعارضة الفلسطينية غير المسبوقة لإنجاز خطة السلام الأمريكية".
وأوضح أن "زعيم حماس إسماعيل هنية فجر مؤخرا قنبلة سياسية حين أكد أن إدارة ترامب حاولت عدة مرات فتح قنوات اتصال مع الحركة، وإجراء لقاءات مع ممثلي حماس للدفع قدما بصفقة القرن، لكن حماس رفضت هذه العروض الأمريكية، واعتبرتها تخدم المصالح الأمريكية".
وكشف النقاب عن أن "الادارة الأمريكية لم تنف كلام هنية، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة تعيش تحت ضغط اللحظة، وتحاول إظهار المزيد من الجهود لتنفيذ صفقة القرن بعد إعلان حماس حركة إرهابية في يناير 2018، وإدخال عدد من كبار قادتها في قوائم الإرهاب، لكن إدارة ترامب تعلم جيدا أن حماس تحولت إلى طرف إقليمي مهم، لا يمكن تجاوزه".
وأكد أن "محاولات الإدارة الأمريكية للتواصل مع حماس تعود إلى إدراك واشنطن لقدرة الحركة على إرباك المخططات الأمريكية لتنفيذ صفقة القرن، كما حاولت سابقا إفشال اتفاقات أوسلو من خلال عملياتها التفجيرية في الضفة الغربية وداخل إسرائيل ذاتها".
وأشار إلى أن "الأوساط في حماس ترى أن السلطة الفلسطينية ليست العنوان الوحيد للقيادة الفلسطينية اليوم، لأنها فشلت في تنفيذ اتفاق أوسلو، وتعلم الحركة تماما أن أي اتفاق سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين لن يكتب له البقاء في المنطقة دون موافقتها".
وأضاف أن "القنبلة السياسية التي فجرها هنية ليست عفوية، حيث جاءت خلال زيارته إلى روسيا، والتقى وزير خارجيتها سيرغي لافروف، واتفق معه على خطوات مشتركة لإحباط صفقة القرن، مع أن أوساط حماس أشارت إلى أن واشنطن قد تكون مستعدة لإزالة حماس وقادتها من قوائم الإرهاب، إن وافقت على الدخول في مفاوضات، كما فاوضت سابقا مع حركة طالبان لوقف الحرب الدائرة في أفغانستان بعد 18 عاما".
وختم بالقول إن "رفض حماس لإجراء مباحثات سرية مع واشنطن كفيل بزيادة ضغوط الأخيرة على الحركة في الإقليم والمجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة، خاصة مصر والسعودية وعمان والبحرين والإمارات، وهذا الأسبوع قد تبدأ محاكمة 14 من نشطاء حماس ممن اعتقلوا في الشهور الأخيرة بتهمة نقل أموال للحركة في غزة".
من جهته قالت مصادر اسرائيلية ان الدوحة تلعب مركزيا في تسويق حماس للادارة الاميريكية وانها تتطلع للوصول الى اتفاق بين حماس واسرائيل ووواشنطن كما فعلت مع طالبان رغم تشكك مصادر امنية في تل ابيب في النجاح القطري وقدرتها على تجاوز السلطة الفلسطينية كما تم تجاوز الحكومة الافغانية .