مملكة نتنياهو إلى أين؟.. بقلم: سليم ماضى

الخميس 05 مارس 2020 08:27 م / بتوقيت القدس +2GMT
مملكة نتنياهو إلى أين؟.. بقلم: سليم ماضى



غزة / سما/

نجح نتنياهو رغم كل قضايا الفساد التي تطارده في الحصول على أعلى المقاعد، لكن ذلك لم يأهله بتشكيل ائتلاف حكومي لأن كتلته (كتلة اليمين) حصلت على (58) مقعداً وهي بحاجة إلى ثلاث مقاعد للحصول على الأغلبية البسيطة(60 + 1) أي (61) مقعداً من أعضاء الكنيست والذي عدده 120عضواً. 

إن نجاح نتنياهو يعود لعدة عوامل واعتبارات منها ما هو أمني وما هو سياسي، أهم هذه الاعتبارات: 
 أن المجتمع الإسرائيلي لا يكترث كثراً بقضايا الفساد بقدر اهتمامه بقضايا الأمن، ولا شك أن نتنياهو حقق لهم الأمن الاقليمي المطلق والأمن المحلي ولو بشكل نسبي.
 

صفقة القرن والتي تعتبر رؤية نتنياهو السياسية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، لقد منح ترامب نتنياهو هدية سياسية كانت على الدوام حلمه وحلم اليمين المتطرف، فضم الأغوار والجولان وضم المستوطنات وتوحيد القدس بشطريها عاصمة لإسرائيل أعطى زخماً جماهيرياً إضافياً لنتنياهو وأظهره بأنه شخص قوي ومؤثر في السياسة الدولية وفي سياسات البيت الأبيض.

التطبيع المجاني مع الدول العربية، الذي يتباهى به نتنياهو أمام المجتمع الإسرائيلي، وإن إسرائيل لم تعد مستعدة لدفع أثمان سياسية مقابل هذا التطبيع، والاندماج في المنطقة سياسيا واقتصاديا، وأن القضية الفلسطينية تراجعت إلى حد بعيد لدى العديد من الدول العربية التي اعتبرتها شأن يخص الفلسطينيين وحدهم.
 

وضمن حيله المصطنعة نجح نتنياهو في صناعة عدو داخلي يستوجب بنظره التحدي هو القائمة العربية المشتركة والتي بدورها ركبت الموجة وانجرت خلف مصيدة نتنياهو ورفعت شعار عريض هو اسقاط نتنياهو وهذا بدوره حفز جمهور اليمين للالتفاف حول نتنياهو.

 ظهر غانتس خلال الدعاية الانتخابية كشخص متصنع يحاول لبس ثوب نتنياهو بهدف الحصول على أصوات اليمين مما أصاب الجمهور العربي والاسرائيلي المعتدل بخيبة أمل لتقمصه هذا الدور.

 نجح نتنياهو في اقناع جمهور اليمن بتوجهه الأيديولوجي الواضح نحو اليمين وبأن خصمه غانتس مجرد شخص تقليدي وشكلي وأن بداخله يمثل اليسار وقضايا المجتمع العربي.

 لقد وقع غانتس في أكثر من فخ نصبه له نتنياهو كان آخرها عندما لبى غانتس دعوة ترامب لزيارة البيت الأبيض، حيث ظهر كضيف شرف في مسرحية ما يسمى بصفقة القرن التي ظهر نتنياهو بطلها. 

إن المتابع للشأن الإسرائيلي يجد أن نتائج هذه الانتخابات لا تختلف كثيراً عن سابقاتها من حيث تعقيد المشهد السياسي الإسرائيلي فإن أياً من المعسكرين لم يحصل على الأغلبية المطلقة لتشكيل الائتلاف وهذا بدوره يضعنا أمام عدة سناريوهات أهمها:
السيناريو الأول: تفتت أحد الكتل المتنافسة حيث من الممكن تفتت كتلة أبيض أزرق وانضمام أحد مكوناته للائتلاف الحكومي أو انشقاق بعض أعضاء الكنيست المحسوبين على التحالف ودعم الائتلاف الحكومي بقيادة نتنياهو.  
السيناريو الثاني: أيضاً من الممكن تفتت كتلة اليسار (جيشر- العمل- ميرتس)، وانظمام رئيسة حزب جيشر أوري بوكسيس للائتلاف مقابل حقيبة الصحة. 
السيناريو الثالث: حكومة وحدة وطنية بالتناوب وهو احتمال ضعيف، بسبب معارضة رئيس حزب هناك مستقبل (لبيد) أحد مكونات ائتلاف أزرق- أبيض للعمل ضمن ائتلاف حكومي يضم الحرديم (شاس- يهدوت هتوراه). 
السيناريو الرابع: عودة ليبرمان ليلعب دور الحسم كونه يشكل (بيضة القبان)، وهو ما سيمنحه أفضلية وسيحصل بذلك على حقيبة مهمة أو أكثر خاصة وأنه تراجع في أصواته عن الانتخابات السابقة. 
السيناريو الخامس: العمل على صياغة قانون من قبل ائتلاف أبيض أزرق وائتلاف اليسار واسرائيل بيتنا وبدعم القائمة العربية المشتركة، يمنع ترأس شخص ملاحق للقضاء بقضايا فساد من تشكيل الحكومة، وهو ما سيسقط نتنياهو وسيدفع حزب الليكود لاختيار شخص آخر لقيادة الحزب.
السيناريو السادس: العودة إلى انتخابات رابعة في أغسطس/ آب 2020 وهو احتمال ضعيف لأن أمام إسرائيل الكثير من القضايا السياسية والأمنية التي تحتاج إلى حسم، خاصة فيما يتعلق بصفقة القرن وضم الأغوار والمستوطنات، كما أن المجتمع الاسرائيلي ضجر من تكرار الانتخابات. 

أخيراً الى متى سوف تبقى الاستراتيجية السياسية الفلسطينية رهينة انتظار التغيرات في الكنيست الاسرائيلي والبيت الابيض الامريكي !؟