سجّلت كوريا الجنوبية اليوم السبت، أكبر عدد إصابات يومية بكورونا المستجد منذ بدء ظهور الفيروس الذي دفع تفشيه عالمياً منظمة الصحة العالمية أمس الجمعة، إلى رفع درجة خطورة الوباء إلى أعلى مستوى، وسط انعكاسات سلبية على الاقتصاد العالمي أيضا.
وتشهد الأسواق المالية أسوأ مراحلها منذ أزمة 2008 المالية العالمية بسبب الوباء الذي أصاب عالمياً 85 ألف شخص توفي منهم أكثر من 2900 شخص، بينهم 79 ألف مصاب في الصين حيث توفي 2835 شخصاً حتى الآن.
وأحصت السلطات السبت في كوريا الجنوبية، البلد الذي يسجل أوسع انتشار للفيروس بعد الصين من حيث انطلق الوباء، 813 حالة إصابة إضافية، وهو أعلى عدد إصابات يومية حتى الآن في هذا البلد، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 3150، توفي منهم 16 شخصاً.
وفي مؤشر مثير للقلق، سجل البلد أول حالة تكرار الإصابة بالعدوى، وهي لامرأة تبلغ من العمر 73 عاماً، تأكدت إصابتها من جديد بعد شفائها منه.
وحذّر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، المسؤولين الرئيسيين في الحزب الحاكم من "العواقب الوخيمة" لدخول فيروس كورونا المستجد إلى البلاد.
وأغلقت هذه الدولة الفقيرة والمعزولة دبلوماسيًا ويُعاني نظامها الصحّي من نقص المعدّات والتقادم، حدودها بشكل صارم تجنّبًا لحدوث أيّ إصابات بالفيروس، إذ تحدّها أكثر دولتين تضرّراً في العالم جرّاء كورونا هما الصين وكوريا الجنوبيّة.
يأتي ذلك فيما رفعت منظمة الصحة الجمعة خطورة انتشار الفيروس في العالم إلى "أعلى مستوى"، ودعت جميع الدول التي لم تسجل فيها إصابات بعد إلى الاستعداد لوصول الوباء، محذرة بأنها سترتكب "خطأ مميتا" إن ظنت أنها بمنأى منه.
يتزامن ذلك مع تزايد يومي في الإصابات وامتدادها إلى دول ومناطق جديدة.
وبعد تسجيل أول إصابة بالفيروس في أميركا اللاتينية في البرازيل، أعلنت المكسيك عن ثلاث حالات لأشخاص سافروا إلى إيطاليا، أكثر بلد أوروبي متضرر من الفيروس.
وباتت نيجيريا كذلك أول بلد في إفريقيا جنوب الصحراء تسجل فيه إصابة بعد اكتشاف حالة إيطالي عاد إلى البلاد من ميلانو في 25 شباط/فبراير.
وفي الصين التي ظهر فيها الفيروس الجديد في كانون الأول/ديسمبر، يواصل عدد الوفيات والإصابات الانخفاض تدريجياً بفضل تدابير الحجر التي شملت أكثر من 50 مليون شخص.
لكن دولاً أخرى باتت تشكل مصادر انتشار لوباء كوفيد-19 مثل كوريا الجنوبية وإيران وإيطاليا بالدرجة الأولى.
وأفادت إذاعة "بي بي سي فارسي" أن 210 أشخاص على الأقل قضوا في إيران بسبب الفيروس، معظمهم في طهران وقم.
ونفى المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور تلك الأرقام، متحدثاً عن أن "شفافية ايران المثالية في نشر المعلومات حول فيروس كورونا شكلت دهشة لكثيرين".
والحصيلة الرسمية المعلن عنها في طهران حتى السبت هي 9 حالات وفاة جديدة، ما يرفع العدد إلى 43، و205 إصابات جديدة، ليصبح العدد الإجمالي للإصابات 593.
وأعلنت قطر السبت تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا المستجد لدى شخص عائد من إيران، في وقت تتزايد أعداد الإصابات في الدول الخليجية المجاورة باستثناء السعودية التي لم تسجّل أي إصابة حتى الآن.
وقررت السعودية المجاورة الجمعة تعليق دخول مواطني دول مجلس التعاون الخليجي الى مدينتي مكة والمدينة على خلفية مخاوف من الفيروس، بعدما كانت علقت ايضا الخميس بشكل موقت دخول الراغبين بأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة.
وتبذل الدول الأوروبية جهودا لاحتواء الوباء مع تزايد عدد الاصابات في العديد منها والكثير منها على صلة ببؤرة الفيروس بشمال إيطاليا، ومنها في فرنسا حيث تم تأكيد إصابات جديدة السبت.
وألغت السلطات الفرنسية التجمعات لأكثر من 5 آلاف شخص، ومنها سباق نصف الماراثون المقرر الأحد في باريس بمشاركة 44 عداء وعداءة، بعد الإعلان عن 16 حالة مؤكدة السبت، ما يرفع العدد الإجمالي للإصابات بالفيروس إلى 73.
وقال وزير الصحة اوليفييه فيران إن "التدابير مؤقتة لكنها بالتأكيد ستتغير. نريدها أن تستمر لفترة ما لأنها ستسمح لنا باحتواء انتشار الفيروس".
وفي إيطاليا، أصاب الفيروس حتى الآن نحو 900 شخص، بينهم 21 حالة وفاة. واتخذت روما تدابير جذرية لردع تفشي الوباء على أراضيها، من ضمنها إغلاق المدارس وإلغاء مناسبات رياضية وثقافية، وفرض الحجر الصحي على 11 بلدة في الشمال الذي يعتبر الرئة الاقتصادية للبلد.
في الأثناء، سجلت في الولايات المتحدة ثلاث إصابات غير معروفة المصدر. وتم إحصاء 62 إصابة في هذا البلد، دون أي حالة وفاة بحسب ما أفاد الرئيس دونالد ترمب الجمعة. واعتبر أن "الصحافة دخلت في حالة من الهستيريا"، مؤكدا أن 35 ألف شخص يموتون من الانفلونزا كل عام في بلده.
وأرجأت واشنطن لأجل غير مسمى قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، التي كان مقرراً عقدها في آذار/مارس في لاس فيغاس، خشية من الوباء.
وفي نيويورك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن "الوقت ليس وقت هلع بل وقت الاستعداد بشكل كامل" لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد.
وفي ظلّ هذا السياق من عدم اليقين، تراجعت مؤشرات الأسهم في الأسواق الآسيوية والأوروبية، مسجلة خسائر تراوح بين 3و5%.
ــ