دعت جامعة الدول العربية الى ضرورة تكاتف الجهود العربية من أجل توحيد إجراءات التأهب والاستجابة والتصدي لمنع انتقال وانتشار فيروس كورونا، مشددة على أهمية تعزيز التواصل بين الدول العربية الاعضاء وتبادل المعلومات والتنسيق المستمر بين الهيئات الصحية والقطاعات ذات العلاقة في الدول العربية وتقديم كل الدعم إلى الدول المتأثرة بالفيروس عند رصد حالات الإصابة في الدول العربية.
وأعربت الامين العام المساعد للشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة هيفاء أبو غزالة، في كلمتها الافتتاحية أمام الدورة العادية 53 لمجلس وزراء الصحة العرب التي عقدت اليوم بمقر الجامعة العربية، برئاسة وزيرة الصحة في البحرين فائقة الصالح، ومشاركة دولة فلسطين، وسفير جمهورية الصين الشعبية بالقاهرة، أعربت عن تقديرها للجهود الاحترازية التي اتخذتها كل من جمهورية الصين الشعبية ومختلف الدول العربية ومنظمة الصحة العالمية، خاصة في ظل الظروف الصحية الطارئة التي يشهدها العالم للحد من انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب أعدت مذكرة شارحة حول الوضع الوبائي العالمي الحالي بصفة عامة وفي الصين بصفة خاصة، ولوحظت الزيادة المطردة في عدد الحالات المسجلة في مختلف دول العالم بما فيها بعض الدول العربية التي شهدت تسريع وتيرة الجهود الوطنية، وتعزيز القدرات والإمدادات اللوجستية والاستعدادات والتدابير الاستباقية.
وقالت: إن مجلس وزراء الصحة العرب يسعى إلى ضمان تمتع الجميع بأنماط عيش صحية وبالرفاهية في جميع الأعمار من خلال الحرص على تحقيق الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة 2030، والغاية الخاصة بخفض معدل وفيات الامهات ووضع نهاية للوفيات التي يمكن تجنبها بين حديثي الولادة والاطفال دون سن الخامسة، حيث تم البدء في تفعيل الاستراتيجية العربية متعددة القطاعات حول صحة الأمهات والأطفال والمراهقات التي اعتمدها المجلس في مايو 2019 بجنيف وتم إطلاقها في ديسمبر 2019 بالقاهرة، وذلك بالتنسيق مع الدول العربية الأعضاء وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان.
من جانبها أكدت وزيرة الصحة والسكان "رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب" هالة زايد، أن الحكومة المصرية اتخذت إجراءات وقائية واحترازية مشددة للتصدي لانتشار فيروس "كورونا المستجد" والكشف عن القادمين من الخارج إلى مصر، معربة عن استعداد الحكومة المصرية للتعاون مع الدول العربية والافريقية لمنع انتشار وباء فيروس "كورونا المستجد"، مشيرة إلى أن مصر لديها تعاون مع الصين في المجال الصحي.
وأشارت زايد، إلى أن اجتماع المكتب التنفيذي الذي عقد بالأمس طرح مقترحا حول ضرورة وجود دليل استرشادي حول جاهزية المؤسسات الطبية في الدول العربية لمواجهة الأوبئة والكوارث، مؤكدة أهمية تفعيل هذا المقترح ليكون الدليل جاهزا للعرض على القمة العربية.
وقالت: إن المكتب التنفيذي استعرض التجارب الصحية الرائدة في الدول العربية، منوهة بأهمية الدور الحيوي لطواقم التمريض للتصدي للأمراض، كما طالبت بتخصيص جائزة للتمريض.
من جانبه قال سفير الصين بمصر "ليو لي جيينج"، إن أبناء الصين توحدوا لمواجهة الفيروس، مشيرا إلى أن الوضع يشهد تحسنا مستمرا، فخلال الأيام القليلة الماضية زاد عدد المتعافين إلى 32 ألفا ونسبة الوفاة هي 3.5? من المصابين وهي نسبة أقل من بعض أنواع الانفلونزا العادية وهي نتائج إيجابية مشجعة.
وأضاف في كلمته أمام وزراء الصحة العرب، إن كل هذه النتائج تدل على فعالية الإجراءات المتخذة من قبل الصين في مكافحة الفيروس والتي أشادت بها منظمة الصحة العالمية أكثر من مرة، مضيفا ان رئيس وفد خبراء منظمة الصحة العالمية قال إن الصين اتخذت إجراءات وقائية عظيمة ومرنة أمام هذا الفيروس المجهول.
وقال السفير الصيني: إن الرئيس الصيني أكد الحرص على تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفيروس من منطلق الإيمان بفكرة المستقبل المشترك للبشرية كلها وضرورة الاستمرار في تعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية، مضيفا: إن الصين تعمل إلى جانب ذلك على دفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال استئناف العمل والإنتاج بشكل منظم سعيا لتعزيز مساهمة الصين في النمو الاقتصادي العالمي.
وأشار إلى أن الرئيس الصيني قال في كلمته عام 2016 في الجامعة العربية: إن الصين والدول العربية تتبادلان الدعم في السراء والضراء، مؤكدا ضرورة التعاون بين الجانبين العربي والصيني في مجال الاستقلال الوطني والقضية الفلسطينية والتعاون الاقتصادي، وهناك حاليا جهود مشتركة في المعركة أمام الفيروس، مؤكدا أن الصين على استعداد للعمل مع الدول العربية يدا بيد لمواجهة الفيروس معربا عن الثقة بأن مثل هذا التعاون سوف يؤدي للقضاء على الفيروس بشكل مبكر.
من جانبه أكد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري، ضرورة التصدي للشائعات بشأن فيروس كورونا التي قد تكون أحيانا مقلقة للمجتمع أكثر من المرض نفسه، وقال: إن عدد الإصابات نحو 81 ألف حال، و2769 حالة وفاة، وفي كوريا الجنوبية، وإيطاليا تم تسجيل 374 حالة.
وأضاف المنظري: انه بالنسبة لإقليم شرق المتوسط، فإن حالات الإصابة 210 حالات في عشر دول منها 139 حالة في إيران أدت إلى 19 حالة وفاة في إيران، مضيفا: إن المعلومات ضئيلة حول الفيروس ولكن مع التواصل المستمر مع الدول لتعزيز المعلومات عنه.
وأضاف، انه بالنسبة لعمر المصابين فإن 78% من المصابين تتراوح أعمارهم بين 30 إلى 69 عاما كما أن نسب الإصابة أكبر بين الذكور، إذ تبلغ نسبة الإصابة في الإناث 48.6% إناث والباقي ذكور، وقال: إن 81% من الإصابات كانت خفيفة مثل نزلات البرد العادية التي تصيب معظم الناس، وهناك 14% من الإصابات كانت وخيمة تحتاج إلى الذهاب بالمريض إلى المستشفى، و5% إصابات حرجة يحتاج المريض المصاب به لإدخاله العناية المركزة، موضحا أن معدل الوفيات الأكبر الذين تتجاوز أعمارهم ثمانين عاما.
وتابع المنظري، ان الفيروس غير معروف المصدر ولكن هناك تخمينات أن مصدره حيواني، موضحا أن الفيروس ينتشر عبر قطيرات الرذاذ التنفسي عند لحظة العطس، بمعنى ان العدوى تحدث عندما يكون الشخص قريبا جدا من المصاب لأن هذا الرذاذ ثقيل، كما ينتقل الفيروس عبر المصافحة وملامسة أسطح الطاولات التي يوجد بها الفيروس، مشيرا إلى ان الأشخاص المسنين الذين يعانون من أمراض أخرى كالقلب، والسكري يكونون الأكثر تأثرا.
وأوضح، أنه لا توجد بينة على أن قيود السفر والحجر الصحي تحد انتشار المرض، ولكنها قد تبطئه على الأقل، مؤكدا أن هذا المرض ينتشر بسرعة ولا بد من تركيز طاقتنا وجهودنا على الاستعداد له، مؤكدا أهمية تعزيز قدرات البلدان للتعاون مع حالات الطوارئ الصحية، وضرورة ان يكون هناك تواصل مستمر من قبل منظمة الصحة العالمية مع نقاط الارتكاز في هذه الدول للتأكد من استعداد دول الإقليم على للتعامل مع الفاشيات والجوائح.
وشدد على أن أهمية قوة الأنظمة الصحية واللوائح الصحية، التي تمكن من التعرف على نقاط الخطر في كل دولة من دول الإقليم، داعيا إلى تقوية نظم اللوائح الصحية والجوانب المرتبطة بالكشف في الوقت المناسب والاستجابة الفعالة وتعزيز فرق الطبية في حالات الطوارئ.
وقال: إن منظمة الصحة العالمية قامت بتفعيل فريق إدارة الأحداث في إقليم شرق المتوسط وهناك تعاون ومشاركة للمعلومات بانتظام مع السلطات الصحية، موجها الشكر لوزراء الصحة العرب على التعاون في هذا الصدد، مشيرا إلى أنه يوجد مخزن رئيسي لمنظمة الصحة العالمية في دبي وقام هذا المركز بتوزيع كميات من المواد اللازم للحماية والتشخيص لكل دول العالم ومن بينها دول الإقليم.
وأشار المنظري، إلى أنه تزويد البلدان ذات الأولوية في الإمدادات كما أن هناك دولا تحتاج إلى دعم من نوع آخر فهي قد لا تحتاج إلى دعم مالي بل تقني فقط، مؤكدا أهمية تعزيز نظم مكافحة والوقاية من الأمراض المعدية، مشيرا إلى أن إقليم شرق المتوسط ما زالت لديه مساحة للإنجاز في هذا المجال، كما شدد على أهمية ضمان تبادل البيانات الدقيقة في الوقت المناسب من خلال الأدوات المتوفرة في منظمة الصحة العالمية، وإجراء دراسات للمخاطر للتجمعات الجماهيرية.
وترأس وفد دولة فلسطين بالاجتماع: السفير المناوب بالجامعة العربية مهند العكلوك، والمستشار تامر الطيب من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية .