مستشرق إسرائيلي: مبارك دعم العديد من مواقفنا ضد الفلسطينيين

الخميس 27 فبراير 2020 07:56 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مستشرق إسرائيلي: مبارك دعم العديد من مواقفنا ضد الفلسطينيين



القدس المحتلة / سما /

قال خبير إسرائيلي في الشؤون العربية إن "وفاة الرئيس المصري حسني مبارك مناسبة لتذكر الكثير من الأحداث التي جمعتني معه، فقد كان لطيفا معي، والتقيت به عشرات الساعات، مع العلم أنني عرفته منذ أن كان نائبا للرئيس الراحل أنور السادات، حين زار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحيم بيغن القاهرة في أبريل 1979، بعد أيام قليلة من توقيع اتفاق السلام مع مصر في كامب ديفيد بالعاصمة الأمريكية واشنطن".


وأضاف أهارون بارنيع الصحفي الإسرائيلي، في مقاله على موقع القناة 12، ترجمته "عربي21"، أن "السادات أقام آنذاك وجبة عشاء رسمية على شرف بيغين في القصر الجمهوري، وتم نقل كل المراسلين عبر ممر طويل خاص داخل القصر، وفي إحدى الغرف الجانبية جلس مبارك مع وزير الحرب الإسرائيلي الراحل عيزر فايتسمان الذي رآني حينها، وطلب مني دخول الغرفة، وعرفني على مبارك". 

وأوضح أن "فايتسمان أبلغ مبارك أنني أتقن اللغة العربية أكثر منه، جلست معهما عدة دقائق، وكانت جلسة مليئة بتبادل النكات والدفء المتبادل، منذ حينها وحتى اغتيال السادات التقيت مع مبارك عديد المرات، سواء من خلال مقابلات إذاعية وتلفزيونية، أم محادثات شخصية وجها لوجه، دائما عكفت على محادثته، سواء أمام الكاميرات والميكروفونات، أو من دونها، بلهجة مصرية شبيهة بلهجة أمه بمحافظة المنوفية في دلتا مصر". 

وأشار إلى أن "مبارك كان منفتحا على الإسرائيليين، ومحببا لهم، دائما ما أجاب عن تساؤلاتي دون تردد، كان يعلم كل تفاصيل الموضوع السياسي، ودأب على قول كل ما يساوره في قلبه، خاصة في كل ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل". 

وأكد أن "مبارك أدرك جيدا كيف ينسج العلاقة مع كل قادة إسرائيل: اسحق رابين، اسحق شامير، أريئيل شارون، إيهود أولمرت، إيهود باراك، وحتى مع بنيامين نتنياهو الذي وصفه أمامي عدة مرات بأنه يتحدث كثيرا دون أن يفعل شيئا".

وأوضح أن "مبارك دائما ما كرر أمامي أنه لولا اغتيال رابين لكان قطار السلام وصل إسرائيل وسوريا، حتى في أيام حافظ الأسد الأب، لأن الاثنين، رابين والأسد، كانا يطلعاني على كل تفاصيل المفاوضات أولا بأول، وقد أوشكا على تحقيق السلام". 

وأضاف أن "مبارك خاض أياما صعبة في فتراته الرئاسية الطويلة في مصر، مع تنامي المشاكل الداخلية التي لم يعثر لها على حلول، مع أن الكثيرين راهنوا على أنه لن يصمد طويلا بعد السادات في حكم مصر، لكن المصريين سرعان ما أدركوا أن قائد سلاح الجو في حرب أكتوبر 1973 عرف كيف يحكم بلاد النيل". 

وكشف النقاب عن أن "مبارك زار إسرائيل مرتين، الأولى حين كان مساعدا للسادات، وزار بئر السبع، والثانية في جنازة رابين، وأعاد مصر للعالم العربي بعد أن قاطعها عقب اتفاق السلام مع إسرائيل، وأجبر ياسر عرفات الزعيم الفلسطيني على التوقيع على خرائط اتفاق أوسلو ب، في مشهد تابعه كل العالم أمام الكاميرات في القاهرة حين شتمه قائلا: "وقع يا ابن الكلب"، ودعم العديد من المواقف الإسرائيلية في الصراع مع الفلسطينيين".