تكشفت بعض التفاصيل حول زيارة سرية قام بها رئيس الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين، وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي "هرتزي هاليفي"، إلى الدوحة قبل أسبوعين واستمرت 24 ساعة، التقيا خلالها عددا من المسؤولين القطريين.
وقال موقع قناة "العربية" نقلاً عن مصادر لم يسميها، إن زيارة رئيس الموساد إلى الدوحة تعتبر الثانية خلال 6 أشهر.
المسؤولان الإسرائيليان طلبا من الدوحة مواصلة تقديم الأموال لحماس بعد 30 مارس، أي التاريخ الذي كان المسؤولون القطريون يعتزمون فيه إيقاف ضخ الأموال لحركة حماس، وفق الموقع المذكور.
وأوضح الموقع أن الوفد الإسرائيلي طلب من الدوحة دعما ماليا شهريا لحماس بـ15 مليون دولار، "وشارك في المداولات السفير القطري محمد العمادي، ودار اللقاء حول إرساء تهدئة طويلة الأمد في قطاع غزة".
واستقبلت العاصمة القطرية الدوحة العديد من المسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى الوفود الإسرائيلية، وفق الموقع.
من جهته، اعتبر محمد الحوراني عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن زيارة الوفد الإسرائيلي لقطر تعني البحث عن تمويل للانقسام الفلسطيني، وقال: "كنا نتمنى أن تركز قطر جهودها لإنهاء الانقسام الفلسطيني وليس تكريسه".
وأمس السبت، كشفت وسائل اعلام عبرية، عن زيارة سرية أجراها رئيس الموساد وقائد الجبهة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، إلى قطر قبل نحو أسبوعين، في إطار محادثات التهدئة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فيما تلقت قيادة الحركة دعوة من السلطات المصرية لزيارة القاهرة.
جاء ذلك بحسب ما كشف رئيس حزب "يسرائيل بيتينو"، أفيغدور ليبرمان، مساء السبت، في معرض هجومه على رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وذلك في خرق حظر النشر الذي فرضته السلطات الإسرائيلية بهذا الخصوص.
وذكر موقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي أن رئيس الموساد، يوسي كوهين، وقائد الجبهة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، اللواء هرتسي هليفي، زارا قطر بداية الشهر الجاري واجتمعا مع رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزة، السفير محمد العمادي، ورئيس جهاز المخابرات ومستشار الأمن القومي لأمير قطر، محمد بن أحمد المسند.
وأشار الموقع إلى أن كوهين وهليفي سافرا إلى قطر عبر الأردن في طائرة خاصة غادرت مطار اللد (بن غوريون) في الرابع من شباط/ فبراير الماضي ظهرا، و عادا إلى مطار اللد ظهر الخميس بعد انقضاء أقل من 24 ساعة.
ولفت الموقع إلى أن الزيارة تأتي في سياق الدور الذي تلعبه قطر في تثبيت التهدئة في قطاع غزة عبر المساعدات الإنسانية وتمويل مشاريع إعادة إعمار القطاع، بما في ذلك عبر المنحة المالية للأسر الفقيرة التي أعلنت نهاية الأسبوع الماضي عن زيادتها بمبلغ 15 مليون دولار، وتمويل بناء مستشفى في رفح، بتكلفة 24 مليون دولار.
في المقابل، أعلن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، صالح العاروري، أن مصر وجهت دعوة إلى قيادة الحركة لزيارة القاهرة. وأوضح العاروري أن "الزيارة ستأتي لبحث عدد من الملفات المهمة (لم يذكرها)".
ونقل بيان للحركة عن العاروري قوله إن حماس تعتبر مصر بـ"مثابة البيت الثاني لها"، مشددا على استقرار العلاقة وحيويتها. ولم يحدد العاروري موعدا للزيارة.
وحول تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بشن عملية عسكرية على غزة، لفت العاروري إلى أن "المقاومة لا تستخف بتهديدات الاحتلال".
وأشار إلى أن "تلك التهديدات لا تخيف المقاومة، ولن تغير من سياستها التي بُنيت على أساس الاستعداد الدائم". وتابع: "تجربة الاحتلال مع المقاومة خاسرة، وحماس لا تقبل بالعدوان على شعبنا".
وتقود مصر والأمم المتحدة وقطر، منذ عام 2019، مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، تستند على تخفيف الحصار المفروض على القطاع.