خبير إسرائيلي يستبعد عملية عسكرية بغزة قبل أيام من الانتخابات

الأربعاء 19 فبراير 2020 08:16 ص / بتوقيت القدس +2GMT
خبير إسرائيلي يستبعد عملية عسكرية بغزة قبل أيام من الانتخابات



القدس المحتلة / سما /

قال خبير عسكري إسرائيلي إن "مرحلة ما قبل الانتخابات الإسرائيلية قد لا تشهد تنفيذ عملية عسكرية واسعة في قطاع غزة، مما يفسح المجال لخيارات أخرى، لأن تصريح رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بشأن عدم الخروج إلى عملية عسكرية واسعة في غزة قبل الانتخابات واضحة جدا، وقد تكون مثل هذه العملية بعد الانتخابات أيضا ليست واضحة".


وأضاف روني دانيئيل، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في تقريره على القناة 12 الإسرائيلية، وترجمته "عربي21" أن "إسرائيل قد تكتفي بالرد على قذيفة صاروخية أو بالون حارق بصورة موضعية في ظل موسم انتخابي حامي الوطيس، لم يتوقف بعد، ولا تقوم بمبادرات مباشرة من تلقاء نفسها قادرة على إحداث تغيير في الوضع العام في نطاق غلاف غزة".


وأكد أنه "إن كان لدى أحد ما شكوك بشأن عملية ما في غزة، فبإمكانه أن يلغيها كلياً، لأنه لن تحصل أي عملية عسكرية واسعة في غزة، وسوف نستمر في الدائرة المغلقة من البالونات الحارقة والقذائف والطائرات التي تفجر أهدافا في غزة، وهذا يسفر عن هدوء مؤقت في القطاع، ثم سرعان ما يعود التوتر إلى حاله، وهذه الدائرة مرشحة للاستمرار حتى إشعار آخر".


وأشار إلى أن "التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء تبدو مبالغا فيها، ولا داعي لها، لأنه بطبيعة الحال لا تفسير للخروج إلى عملية عسكرية قبيل الانتخابات، على الأقل من النواحي السياسية والحزبية، مع العلم أنهم في الجانب الثاني من الحدود لدى حماس في غزة يعتقدون أنه بالإمكان الاستمرار في ذات الدائرة من الضرب والضرب المتبادل إلى ما بعد الانتخابات، ولا يريدون، وفق ما أرى، الذهاب لمعركة واسعة النطاق". 


وأوضح أن "مثل هذه المعركة العسكرية الواسعة في غزة تشغل أوساط الجيش الإسرائيلي منذ سنوات، لكن السؤال الذي يطرح دائما في المداولات العسكرية، وهو السؤال الحاسم: ماذا سيحصل عقب العملية القادمة في غزة، ولمن سيتم إرسال هذ المنطقة الجغرافية، ومن سيسيطر على القطاع، ومن سيقود هذه البقعة، وهل ستكون القيادة القادمة أفضل لإسرائيل؟ بالتأكيد لا أحد يضمن ذلك".


وأكد أن "الجيش لا يريد الانجرار لعملية عسكرية واسعة في هذا النطاق الجغرافي الضيق الصعب، رغم أن خوض هذه المعركة ممكن ومتاح من الناحية العملية، لكنه في الوقت ذاته ليس الحل لمشكلة غزة، ومن الأفضل لإسرائيل أن تبادر، لا أن ترد، رغم أنها ما زالت حتى الآن تكتفي بالرد، ولا تقوم بالمبادرة، رغم أن ما ينقص إسرائيل في التصدي للواقع القائم في غزة هو غياب استراتيجية شاملة كاملة".


وأضاف أنه "بعد حرب الجرف الصامد بغزة 2014، مرت أكثر من ثلاث سنوات ونصف من الهدوء شبه الكامل، ولم تطلق فيها حماس أي قذيفة، وقد أمكن لإسرائيل أن تتخذ قرارات لإبرام تسوية مع الحركة تتعلق بالبنى التحتية المدنية، مثل محطة الكهرباء والمياه وإعادة الإعمار، لكنها لم تقم بذلك، وبقينا في ذات النقطة، واليوم لا يبدو أن إسرائيل بصدد تنفيذ مثل هذه التسهيلات، لأنها ستبدو خضوعا لضغوط حماس وابتزازها". 


وختم بالقول إننا "اليوم عدنا لذات السلوك، نتعقب كل صاروخ وبالون، ونرجو ألا يقع على عائلة إسرائيلية، ووقوع قتلى، ففي هذه الحالة سنكون أمام واقع مختلف عن سابقه، وفي النهاية فإن بقاء أسبوعين قبل الانتخابات لا يبدو أن إسرائيل ستتخذ قرارات دراماتيكية بأي اتجاه كان، لا عملية عسكرية واسعة، ولا خطوات لتحسين شؤون الفلسطينيين، مما يجعلنا نبقى في ذات الدائرة الضيقة، وسنضطر للانتظار لما بعد الانتخابات".