"صفقة القرن" خلقت توتراً ميدانياً في الأراضي الفلسطينية

الجمعة 07 فبراير 2020 03:26 م / بتوقيت القدس +2GMT
"صفقة القرن" خلقت توتراً ميدانياً في الأراضي الفلسطينية



رام الله / سما /

 انعكس الجدل الذي أعقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط أو ما تسمى بـ "صفقة القرن" بتوتر ميداني متزايد في الأراضي الفلسطينية.

ودعت القوى الوطنية والإسلامية في الضفة الغربية إلى اعتبار اليوم الجمعة، يوما للتصعيد الميداني في القرى والبلدات التي تشهد فعاليات أسبوعية على امتداد المحافظة، وتكون مخصصة للتنديد بالخطة الأمريكية.

وأعلن جيش الاحتلال في الساعات الأخيرة تعزيز قواته في الضفة الغربية، جراء تصاعد وتيرة المواجهات مع الفلسطينيين التي أسفرت عن إصابة 14 جنديا إسرائيليا في ثلاثة عمليات منفصلة.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي في بيان: إن الجيش "سيواصل العمل للحفاظ على الأمن في المنطقة وإحباط الاعتداءات على المواطنين الإسرائيليين".

يأتي ذلك فيما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إنه تم تقليص التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل إلى أدنى درجة غير أنه لم يتوقف تماما.

وحذر الفلسطينيون من "استغلال" إسرائيل الإعلان عن خطة السلام الأمريكية المعروفة إعلاميا بـ "صفقة القرن" لتصعيد "عدوانها" ضدهم في ظل ارتفاع وتيرة المواجهات في الضفة الغربية.

واستشهد ثلاثة مواطنين في اليومين الماضيين برصاص الجيش الإسرائيلي فيما أصيب العشرات في سلسلة مواجهات منذ أسبوع في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.

وأدانت الرئاسة الفلسطينية في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، ما وصفته بالتصعيد الإسرائيلي الخطير، معتبرة أنه نتيجة لـ "صفقة القرن".

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة إن "صفقة القرن هي التي خلقت هذا الجو من التصعيد والتوتر بما تحاول فرضه من حقائق مزيفة على الأرض، الأمر الذي سبق وحذرنا منه مرارا وتكرارا".

وجدد أبو ردينة التأكيد أن "أية صفقة لا تلبي حقوق شعبنا ولا تهدف إلى صنع سلام عادل وشامل، ستؤدي حتما إلى هذا التصعيد الذي نشهده اليوم".

وحذر من "هذا التصعيد الإسرائيلي الممنهج"، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني وقيادته "سيقفون سدا منيعا في وجه كل هذه المؤامرات، وسيسقطونها كما أسقطوا كل المؤامرات السابقة مهما بلغت التضحيات".

وذكر أبو ردينة أن "الرسالة التي يجب أن يفهمها العالم وفق الرؤية المجمع عليها، هو ما سيؤكده الرئيس محمود عباس في خطابه الهام أمام مجلس الأمن الدولي، سلام قائم على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية".

من جهتها اتهمت وزارة الخارجية والمغتربين، إسرائيل بالانتقام من الفلسطينيين لرفضهم خطة السلام الأمريكية "صفقة القرن" وذلك بعد مقتل ثلاثة فلسطينيين خلال 24 ساعة الأخيرة.

وحذرت الوزارة في بيان صحفي من "مغبة استغلال إسرائيل الإعلان عن صفقة القرن والانحياز الأمريكي الكامل لها، في تصعيد عدوانها الدموي والتخريبي ضد أبناء الشعب الفلسطيني".

وقالت إن إسرائيل "اتخذت قرارا بتصعيد عدوانها على الشعب الفلسطيني وقيادته لمعاقبتهم، على رفضهم صفقة القرن" التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي "صعد في الآونة الأخيرة بشكل متعمد من اقتحامه للمناطق الفلسطينية عامة، ومراكز المدن الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية بشكل عنيف واستفزازي لإرهاب المواطنين بشكل حَوّلها إلى ساحات مواجهة وتصعيد حقيقية".

وحملت الخارجية الحكومة الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا التصعيد، وما يحدثه من دمار وقتل وقمع بحق شعبنا وأرضه وممتلكاته".

وطالبت الأمين العام للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، ب"التعامل بمنتهى الجدية مع هذه التحذيرات، واتخاذ ما يلزم من الخطوات العملية للجم العدوان الإسرائيلي ووقفه فورا، وسرعة توفير الحماية الدولية لشعبنا من بطش الاحتلال ومستوطنيه".

وجرت خلال اليومين الماضيين عمليات إطلاق نار ودهس ضد جنود إسرائيليين في الضفة الغربية والقدس أسفرت عن إصابة عدد منهم بجروح متفاوتة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جولة ميدانية في مستوطنة (غوش عتصيون) جنوب بيت لحم موجهاً كلامه للرئيس عباس" يا أبو مازن عمليات الطعن والدهس والقنص والتحريض لن تجدي لك نفعا".

وأضاف نتنياهو بحسب ما نشرت صفحته على موقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك)، "سنفعل كل ما يلزم من أجل الدفاع عن أمننا وتحديد حدودنا وضمان مستقبلنا وسنقوم بذلك معك أو بدونك".

وانتقد نائب رئيس حركة التحرير الوطني (فتح) محمود العالول، "تحريض" نتنياهو ضد الرئيس عباس.

وقال العالول للصحفيين ردا على نتنياهو، إن "تحريض نتنياهو الوقح ضد الرئيس عباس جزء من حملته الانتخابية وأطماعه واستمرار احتلاله للأرض الفلسطينية".

وأكد العالول، أن الرئيس عباس" يدافع عن الشعب الفلسطيني وحقه بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 67 وهذا لن يتوقف على الإطلاق".

من جهتها اعتبرت حركة حماس، أن "الثورة المشتعلة في الضفة الغربية والقدس هو رد عملي على إعلان صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية".

وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في بيان، "لا يمكن لقوة في الأرض أن تقف في وجه ثورة الشعب الفلسطيني المقاتل وإرادته الصلبة، وأن قراره بانتزاع حريته لا رجعة عنه".

وفي السياق ذاته، دعت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، المقاومين الفلسطينيين لحمل السلاح ومهاجمة الحواجز والاشتباك المباشر مع الإسرائيليين في الضفة الغربية والقدس.