قال عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير، والمركزية لحركة فتح في حديث لوكالة "سبوتنيك"، إن علاقة السلطة الفلسطينة مع الولايات المتحدة منقطعة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2017، لكن بقيت العلاقات الأمنية بين المخابرات الفلسطينية و "سي آي أي" الأمريكية قائمة.
وأتم أن "تصريحات الرئيس أبو مازن تخص هذا الجزء، أي قطع العلاقات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة إذا استمرت في خطتها المعروفة باسم صفقة القرن".
وأضاف الأحمد، قائلا: "الولايات المتحدة تستغل العلاقة الأمنية مع الأجهزة الفلسطينية وتسوق التواصل بأنه للتشاور حول صفقة القرن، وهذا غير صحيح، ما استدعى قطع كافة العلاقات، السلطة لم تعد في حاجة لأي نوع من العلاقات مع واشنطن".
واعتبر أن الموقف الأوروبي أفضل من موقف النظام العربي الرسمي، والسبب الأساسي هو النفوذ الأمريكي، وأن الانقسام ليس صناعة فلسطينية بل إقليمية، وأن أبرز الصناع الإقليميين اسرائيل وقطر وسوريا والسودان.
ونص الحوار كالتالي:
بداية، كيف سيتم تنفيذ قرار أبو مازن قطع العلاقات مع الولايات المتحدة واسرائيل على وجه الخصوص؟
إن علاقة السلطة الفلسطينية مع الولايات المتحدة منقطعة منذ ديسمبر/ كانون الأول 2017، فلم تجر السلطة أي اتصالات أو لقاءات مع واشنطن خلال هذه الفترة، ومؤخرا حاول دونالد ترامب إجراء اتصال هاتفي مع الرئيس محمود عباس، لكن الثاني رفض الاتصالات والرسائل.
وأردف: السلطة الفلسطينية اتخذت قرار قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية ومارسته على أرض الواقع منذ عامين، وليس فقط للاستهلاك المحلي، لكن بقيت العلاقات الأمنية بين المخابرات الفلسطينية والمخابرات الأمريكية "السي آي أي" قائمة، وبالتالي تصريحات الرئيس أبو مازن تخص هذا الجزء، أي قطع العلاقات الاستخباراتية مع الولايات المتحدة إذا استمرت في خطتها المعروفة باسم "صفقة القرن".
وعن العلاقات الفلسطنية مع إسرائيل، تابع الأحمد قائلا:
"طبيعة العلاقات هنا تختلف عن نظيرتها مع واشنطن، لاحتواء "اتفاقية أوسلو" على محاور عدة منها الأمني، الاقتصادي والإداري، ولا يوجد شيء اسمه اتفاق أمني بين فلسطين وإسرائيل إطلاقا، بل هناك فقرة صغيرة ضمن "اتفاق أوسلو"، وما دامت إسرائيل تتنصل من الاتفاقيات، فنحن في حل من كل الاتفاقيات الموقعة بيننا"
هل تقصد أن وقف الاتصال الأمني مع الولايات المتحدة ارتبط بتنفيذ صفقة القرن على الأرض؟
الولايات المتحدة تستغل العلاقة الأمنية مع الأجهزة الفلسطينية، وتُسوق التواصل بأنه للتشاور حول "صفقة القرن"، وهذا غير صحيح، ما استدعى قطع كافة العلاقات، السلطة لم تعد في حاجة لأي نوع من العلاقات مع واشنطن، فحين يتم اتصال بين أي موظف من السي آي أي بالاستخبارات الفلسطينية يخرج البيت الأبيض ويقول أنه تشاور حول صفقة القرن.
لكن ما انعكاسات استمرار تجميد العلاقات الأمنية على الوضع الأمني داخل الأراضي المحتلة واسرائيل؟
ستكون الارتدادات سلبية على كافة الأطراف، كما حدث خلال 6 سنوات في انتفاضة الأقصى، وكيف حاصر الاحتلال الزعيم الراحل أبو عمار، ودُمرت كل مقرات السلطة السياسية والمدنية، ما نتج عنه شلل تام لكل مظاهر الحياة، فضلا عن سقوط 4000 شهيد، المتحدث باسم حكومة الاحتلال قال في خضم تعليقه على قرار أبو مازن قطع العلاقات، أن الجيش الإسرائيلي يرفع جاهزيته؛ لممارسة الاحتلال كما كان الوضع قبل أوسلو.
وتابع: "نحن لن نحل السلطة الفلسطينية، الاحتلال وفق الشرائع الدولية موجود حتى بعد "اتفاق أوسلو"، وإذا أراد الإسرائيليون أن يتحكموا في الضفة، كما فعلوا بعد انتفاضة الأقصى فليكن، ووفق سلطة القانون الدولي، على سلطة الاحتلال أن تتحمل مسؤوليتها في الأراضي المحتلة عن الكهرباء والمياه والتعليم والصحة، وكل ما يندرج تحت مسمى سلطة، في هذه الحالة إسرائيل هي المسؤولة وليست السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير".
ما تقييمكم للموقف الأوروبي من خطة ترامب للسلام خاصة أن بعض الدول طالبت بقراءة الخطة قبل الحكم عليها؟
الموقف الأوروبي أفضل من موقف النظام العربي الرسمي، نحن لدينا تفاصيل خطة ترامب للسلام منذ 2012، أي قبل أن يصل ترامب إلى البيت الأبيض، والرئيس أبو مازن شرح ذلك بالتفصيل، وهناك كتاب صدر بإسرائيل في ذلك الوقت يتحدث عن الخطة بتفاصيلها، قبل أن يظهر ترامب في المشهد، وناقش الدكتور صائب عريقات جزءا من الكتاب، وبالتالي لم نفاجأ بجملة واحدة جديدة.
وأضاف: "ضم الأغوار، ومنها غور الأردن، هو مشروع الجنرال ألون في 1976، الاستيطان موجود بالفعل، لكن الجديد وقاحة الإدارة الأمريكية في إعلان موافقتها على خطة الاحتلال الإسرائيلي في ضم القدس ونقل السفارة، وما تبعها من أحداث، ودلالة التوقيت".
هل تلمح إلى أنها صفقة انتخابات بين ترامب ونتنياهو؟
نعم، صفقة انتخابات.
وبالتالي، هل تعتقد أن خطة ترامب لا تعبر عن الولايات المتحدة ويمكن أن تنتهي بخروج دونالد ترامب وإداراته من البيت الأبيض ومن ثم العودة لأوسلو وحدود 1967؟
الولايات المتحدة رفضت ضم القدس في عام 1980، والآن وافقت، والأمر نفسه في ملف الاستيطان، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 صاغته الولايات المتحدة مع السلطة الفلسطينية في عهد ترامب استكمالا لسياسات أوباما، ورغم ذلك امتنعوا عن التصويت، لكن لم يصوتوا ضد القرار، بينما الإدارة الحالية صهيونية موالية بالكامل لإسرائيل، ترامب في حاجة إلى الصفقة في ظل محاولات عزله، ونتنياهو الرافض للسلام يحتاج إلى دونالد ترامب، ولكن في النهاية ترامب قال ونتنياهو يقف بجانبه أنه لن نستطيع تنفيذ هذه الصفقة إلا إذا وافقت القيادة الفلسطينية، وقال جاريد كوشنر من قبل أفشلت القيادة الفسلطينية "ورشة البحرين" قبل أن تبدأ.
لقد ذكرت جملة في غاية الأهمية، وهي أن الموقف الغربي من "صفقة القرن" أفضل من الموقف العربي الرسمي... فلماذا رغم تباينات كل محور؟
أقصد بعض الدول الأوربية وليس كل الاتحاد الأوروبي، هناك بعض الدول مازالت مترددة في الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى الآن، رغم أنها صوتت على قبول فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، الأمر مشابه لدى بعض الأنظمة العربية، والسبب الأساسي هو النفوذ الأمريكي لدى الجانبين العربي والغربي.
لكن البعض يحملكم أنتم المسؤلية كقيادة فلسطينية لإصراركم على الانقسام وتعمد ضرب كل جهود المصالحة لتوحيد البيت الفلسطيني أمام تحديات الاحتلال؟
من يريد أن يشوهنا يشوهنا.. نحن لنا موقف واحد في فلسطين، لا يوجد شيء اسمه فصائل بل منظمة التحرير الممثل الشرعي الوحيد عن الشعب الفلسطيني وفق قرارات الأمم المتحدة، ورغم ذلك في الموقف السياسي كلنا موحدين، حماس والجهاد ومعهم جميع الحركات، قالوا لأبو مازن كلنا خلفك في ملف صفقة ترامب.
كيف سيتم صياغة هذا التوافق الذي تتحدث عنه داخل البيت الفلسطيني للرد على خطة ترامب للسلام؟
نحن وقعنا على هذا التوافق عدة مرات في القاهرة وموسكو، ومجرد أن برزت صفقة القرن بادرنا بالاتصال المباشر مع بعضنا، لنؤكد على وحدة موقفنا، وعندما ترأس أبو مان اجتماع الفصائل حضر الجميع بما فيهم حركتي حماس والجهاد.
على ذكر حماس والجهاد، كان هناك تفاهمات بين الحركتين وإسرائيل برعاية مصرية حول إعادة هيكلة الأوضاع الأمنية والاقتصادية داخل قطاع غزة، البعض اعتبرها جزء من "صفقة القرن"، ولكن كيف تراها منظمة التحرير؟
جزء من المشاريع التي طرحت في مفاوضات التهدئة، كانت مصر وقطر أطراف فيها، وتضمنت بعض المشاريع الموجودة داخل "صفقة القرن"، منها الميناء العائم، وأصلا مذكورة في الكتاب الذي أشرت إليه في بداية الحوار، ونتنياهو أعلنها بنفسه، هو يدخل المال القطري إلى قطاع غزة عبر مطار بن جوريون، ليضمن استمرار الانقسام، وفصل غزة عن الضفة، للحيلولة دون قيام دولة فلسطين، بالتالي الانقسام ليس صناعة فلسطينية بل إقليمية وأبرز الصناع الإقليميين إسرائيل وبعض الدول العربية.
هل لديكم موانع في تسمية هذه الدول العربية التي ترى منظمة التحرير أنها صنعت الانقسام ومولته وسلحته كما وصفت؟
ارجعوا إلى محاضر الجامعة العربية في 15 يونيو/ حزيران 2007، عندما انقسم الوزراء العرب حول من مع فلسطين ومن مع الانقسام، وقتها وقف محمد أبو الغيط وزير خارجية مصر إلى جانب فلسطين، لكن بعض وزراء الخارجية العرب تصدوا لنا بقوة ودعموا الانقسام، ومن أبرز الدول التي تبنت الانقسام قطر وسوريا والسودان.
بعد أن قطعت الولايات المتحدة كافة مساعداتها إلى الشعب الفلسطيني، ومنها التزامات أوسلو والانروا.. من أين تدبرون التزاماتكم المالية تجاه الشعب الفلسطيني؟
كرامة الوطن لا تقدر بثمن، تم تدبير نقص التزامات الأونروا بمساعدة بعض الدول الأوروبية والعربية والأسيوية، مثل اليابان والصين، لكن داخليا "على قدر فراشنا بنمد أرجلنا"، وعقدنا العزم على بناء بلادنا، ولن نبيعها بالفلوس.
أخيرا، هل تعول منظمة التحرير والسلطة على جهود دول كبري لإعادة ضبط عملية السلام على أسس الشرعية الدولية... بعد قطع علاقاتكم مع الولايات المتحدة؟
نحن لا نريد دولة، بل نرغب في جهود المجتمع الدولي واللجنة الرباعية الدولية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الروسي، لتوسيع المشاركة في مؤتمر دولي تحت مظلة الأمم المتحدة، ومستوى التنسيق بيننا وبين الاتحاد الروسي وصل لأعلى مستوى في هذا الصدد.