صحيفة: خطة ترامب "حماقات".. نفق تحت الارض مع غزة وعاصمة بالضواحي

السبت 01 فبراير 2020 08:07 ص / بتوقيت القدس +2GMT
صحيفة: خطة ترامب "حماقات".. نفق تحت الارض مع غزة وعاصمة بالضواحي



القدس المحتلة / سما /

نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، حول خطة السلام التي قامت الإدارة الأمريكية بالكشف عنها، اعتبرت فيه أن هذه الخطة تتضمن الكثير من الحماقات والمقترحات غير الواقعية، مثل بناء نفق تحت الأرض بطول 35 كيلومترا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس دونالد ترامب أعلن خلال هذا الأسبوع عن خطة السلام في الشرق الأوسط، التي جاءت على هوى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأكبر القوميين المتطرفين في إسرائيل.

واعتبرت الصحيفة أن هذه الخطة التي وصفها الرئيس الأمريكي بأنها واقعية، تعد محاولة جديدة لتفكيك الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أنها تضمنت مقترحات غير واقعية، مثل بناء جسر بطول 35 كيلومترا يربط غزة بباقي أجزاء فلسطين، وذلك بهدف تخفيف الضغط الديمغرافي في هذا القطاع، وتأسيس عاصمة في ضواحي القدس الشرقية.

وكان الرئيس الأمريكي قد أكد للفلسطينيين أن صفقة القرن تتضمن تمكينهم من أراض متصلة ببعضها، ومضاعفة حجم المساحة الممنوحة لهم.

ولكن عند مشاهدة هذا المخطط في الوثيقة، التي تحمل عنوان السلام من أجل الازدهار، فإن الدولة الفلسطينية تبدو مثل أرخبيل محاصر بالكامل داخل الأراضي الإسرائيلية لا يتمتع بالسيادة على مجاله الجوي أو حدوده، باستثناء المرور بين غزة ومصر عبر معبر رفح.


وتضيف الصحيفة أن إسرائيل من خلال هذا المخطط سوف تمنح الفلسطينيين بعض المناطق في صحراء النقب، أين تدور باستمرار مواجهات بين السكان المحليين البدو والمستوطنين اليهود، حتى يقيم عليها الفلسطينيون منطقة صناعية ومنطقة أخرى ثقافية وسكنية، مرتبطة بشريط ضيق من الأرض مواز للحدود مع مصر ومحاط بالأراضي الإسرائيلية. هذا الشريط سيكون الوسيلة الوحيدة للتواصل بين غزة والمناطق الفلسطينية الجديدة.

واعتبرت الصحيفة أن هذا المخطط، الذي تم تفصيله في وثيقة من 180 صفحة، يعكس مقترحات إيفانكا ابنة الرئيس الأمريكي ومستشارته، وهي بالأساس مقترحات زوجها جاريد كوشنير، الذي أثنى عليه ترامب معتبرا أنه هو صاحب الفضل في هذا الحل المقترح.

وفي حال قبول الفلسطينيين بهذا العرض، وهو الأمر الذي رفضته كل الفصائل، فإنهم سيحصلون على استثمارات بملايين الدولارات، ستؤدي لرفع الناتج القومي الخام، وتسمح ببناء النفق المثير للجدل، الذي قد يتضمن أيضا خط قطارات عالية السرعة، بشرط أن تشرف على بنائه شركة أمريكية أو إسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن استعداد السلطات الإسرائيلية للاعتراف بفلسطين كدولة، اعتبره البعض انفراجا في هذه القضية، ولكن بحسب المخطط المقترح، فإن ترامب قدم لإسرائيل أكثر بكثير مما تسمح به القوانين، لاسيما قرارات الأمم المتحدة.

وتنقل الصحيفة عن إغناسيو ألفاريز، أستاذ اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة مدريد قوله: "إن الرئيس ترامب تجرأ على الذهاب إلى أبعد مما فعله الرؤساء السابقون، وذلك من خلال اتخاذ خطوة أحادية وتقديم مقترح يرضي ادعاءات الجانب الإسرائيلي، بينما يتجاهل بالكامل المطالب الفلسطينية."

ومن بين المطالب الإسرائيلية الأكثر إثارة للجدل، هنالك الاعتراف بسيادتها على غور الأردن، في الجانب الشرقي من الضفة الغربية قرب الحدود الأردنية. و

وفي حال تمرير مقترح ترامب والاعتراف بهذه الخطوة، فإن إسرائيل تكون قد قضمت حوالي 30 بالمائة من أراضي الضفة الغربية، لتجعل هذه المنطقة محاصرة بالكامل بالأراضي الإسرائيلية، وليست أي حدود مع أي بلد عربي.


كما ينص مخطط السلام المقترح من الإدارة الأمريكية على الاعتراف بضم إسرائيل لأغلب مستوطناتها في الضفة الغربية، وهو ما يعني أن أرخبيلا من الكانتونات المتفرقة سيبقى تحت سلطة الفلسطينيين، لا تربط بينها إلا سلسلة من الطرقات. وحتى داخل هذه الدولة الفلسطينية ستكون هنالك بعض الكانتونات الإسرائيلية.

وتؤكد الصحيفة أن الدولة الفلسطينية في هذه الحالة لن تكون تحت سيطرة الفلسطينيين، بل إن صفقة القرن تذهب حد المطالبة بنزع السلاح من غزة وحل حركة حماس.

إذ أن إحدى فقرات هذه الوثيقة، تدعي أن الحل الواقعي لهذا الصراع سيمنح الفلسطينيين كل الصلاحيات لحكم أنفسهم، ولكن لن يمنحهم القوة لتهديد إسرائيل.

هذا يعني بالضرورة الحد من بعض السلطات السيادية للفلسطينيين، بما أن إسرائيل هي التي سوف تسيطر على المسائل الأمنية والمراقبة الجوية في كامل الضفة الغربية.

وتشير الصحيفة إلى أن هذا المقترح، يتطابق في محتواه وطريقة صياغته، مع مقترح وارد في كتاب لبنيامين نتنياهو بعنوان سلام دائم، كان قد نشره ورفضه الفلسطينيون.

وإلى جانب الملاحة الجوية، فإن إسرائيل ستسيطر أيضا على الحدود المائية وحتى شواطئ قطاع غزة، بذريعة أن مراقبة هذه المياه ضرورية لأمن إسرائيل واستقرار المنطقة.

ولكن في الواقع فإن إسرائيل تضع عينها على منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط، التي تضم مياه تابعة لتركيا وإسرائيل ومصر، وتجري فيها عمليات تنقيب وبحث ومفاوضات دبلوماسية، تتعلق باستغلال ثروات النفط والغاز الكامنة في الأعماق.

وأشارت الصحيفة إلى التناقض في تصريحات دونالد ترامب حول هذا الإعلان، حيث أنه أكد أن الدولة الفلسطينية سنكون عاصمتها القدس الشرقية، ثم بعد دقائق قليلة عاد ليؤكد أن القدس ستبقى عاصمة إسرائيل الموحدة.

وفي الواقع عند التثبت من تفاصيل مخطط السلام، يتبين أن القدس سوف تصبح أرضا إسرائيلية بالكامل، أما العاصمة الفلسطينية فإنها ستكون فقط ثلاثة أحياء في ضواحي القدس، ليبقى المسجد الأقصى في الجانب الإسرائيلي.