تقرير روسي : صفقة القرن إما أن تنفجر أو تفجر الشرق الأوسط

الجمعة 31 يناير 2020 10:29 ص / بتوقيت القدس +2GMT
تقرير روسي : صفقة القرن إما أن تنفجر أو تفجر الشرق الأوسط



وكالات

نشر المركز الاستراتيجي للثقافات الروسي تقريرا، تحدث فيه عن تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "صفقة القرن" إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي.


وقال المركز الاستراتيجي، إن ترامب ونتنياهو يواجهان انتخابات حاسمة، إلى جانب دعاوى قضائية ضدهما بسبب إساءة استخدام السلطة وشبهات الفساد. وهما يختبئان وراء "صفقة القرن" غير المتوازنة والمثيرة للقلق التي قد تنفجر مثل فقاعة الصابون، والأسوأ من ذلك أنها قد تؤدي إلى انفجار المنطقة بأكملها.

وأفاد المركز الاستراتيجي للثقافات بأن "صفقة القرن"، التي تعلن عن قيام دولتين لشعبين، تحرم الفلسطينيين من أي فرصة لإنشاء دولتهم. ومقارنة بحدود سنة 1967المنصوص عليها في قرارات الأمم المتحدة، فإن أراضي فلسطين في الضفة الغربية تتقلص بنسبة لا تقل عن 30 بالمئة، بينما تعزلها المستوطنات اليهودية خارج الحدود الإقليمية. وهي منفصلة عن حدود الأردن وساحل البحر الميت.

وأضاف المركز أنه لن يكون لـ"فلسطين المستقلة" أي موانئ أو مطارات أو جيش أو قوات أمن أو سيطرة على المجال الجوي والحدود. ولن يكون لها القدرة على الدخول في أي تحالفات مع دول أخرى غير إسرائيل. ولن يمنح اللاجئون الفلسطينيون حق العودة. وستكون عاصمة فلسطين في ضاحية القدس النائية "أبو ديس"، في حين أن القدس، بما في ذلك الجزء الشرقي منها، ستكون عاصمة لإسرائيل.

وأورد المركز أن جميع القادة الفلسطينيين، على الرغم من تهديدات الولايات المتحدة، رفضوا هذا "الاستقلال". كما أن التوسع المقترح على قرابة نصف مساحة قطاع غزة، حيث تحكم حماس، لم يؤد إلى تخفيف حدة التوتر؛ نظرا لأنها تصر على حدود عام 1947 وليس حدود 1967. كما بدأت الانتفاضة للتعبير عن عدم الاعتراف بهذه "الصفقة" من عاصمة فلسطين المزعومة ضاحية "أبو ديس" في القدس. ومن الواضح أن مبادرة ترامب ساهمت في توطيد العلاقات بين الفلسطينيين، حيث تتفق حماس وفتح على رفض الخطة الأمريكية.

وأضاف المركز الاستراتيجي أن ترامب كان يأمل في كسب الصفقة دعم الأنظمة العربية الأكثر نفوذا. وحسب الصحافة الإسرائيلية، "رحبت الأنظمة العربية بجهود السلام التي بذلها ترامب". ولكن مطالب العالم العربي واضحة، وهي ضرورة التوافق مع قرارات القانون الدولي والأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، أكد الملك السعودي للرئيس الفلسطيني محمود عباس أن "موقف المملكة من القضية الفلسطينية لن يتغير فيما يتعلق بالحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني".

وأشار المركز الاستراتيجي إلى أن موقف القاهرة من هذه المبادرة كان الأكثر غموضا؛ نظرا لأنها لم تدعم الصفقة بصفة رسمية، إلا أنها حثت على "دراستها بعناية". وبناء على ذلك، يبدو أن الجانب المصري مهتم بمبادرة مضاعفة مساحة قطاع غزة، ما قد يقلل من تدفقات المهاجرين نحو مصر، فضلا عن فتح بعض الفرص للاقتصاد المصري. ومع ذلك، قد يصبح موقف جامعة الدول العربية حاسما بالنسبة للقاهرة. وستناقش خطة السلام الأمريكية في الاجتماع الطارئ القادم لجامعة الدول العربية.

من جهتها، تدعو ألمانيا وبعض الدول الأوروبية إلى "إلقاء نظرة فاحصة على الصفقة". أما بوريس جونسون، فقد أعلن عن دعمه المباشر لهذه المبادرة. وفي هذا الصدد، قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إن الاتحاد الأوروبي "سيقيّم المقترحات الأمريكية على أساس الالتزام الثابت بإيجاد حل للدولتين عن طريق التفاوض، الذي يأخذ بعين الاعتبار التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع مراعاة جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والمتفق عليها دوليا".

وذكر المركز أنه في حالة قمع الاحتجاجات الفلسطينية بالقوة وفرض حصار اقتصادي كامل على فلسطين، وهو ما تهدد به واشنطن، فإن لدى الفلسطينيين ملاذا أخيرا. وقد أعلن عن ذلك صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، مؤكدا أن الفلسطينيين سيطالبون بحقوق مدنية كاملة في جميع الأراضي التي تحتلها إسرائيل، علما بأن هذه المتطلبات تتفق مع القانون الدولي، وعدم الامتثال إليها يعني إدخال إسرائيل في نظام "الفصل العنصري والتمييز العنصري".

وفي الوقت الراهن، يوجد في إسرائيل 6.7 مليون يهودي وحوالي 7 ملايين عربي، وفي المناطق التي تحتلها إسرائيل 2.1 مليون يتمتعون بحقوق مدنية. وعلى هذا الأساس، ليس من الصعب تخيل الوضع الذي ستؤول إليه أول انتخابات حرة في مثل هذا المجتمع.