الأغوار ضُمت فعلياً والصراع انتخابي بين الحزبين الكبيرين

السبت 25 يناير 2020 03:39 م / بتوقيت القدس +2GMT
الأغوار ضُمت فعلياً والصراع انتخابي بين الحزبين الكبيرين



القدس المحتلة / سما /

- يحاول غانتس ونتنياهو استقطاب الجمهور الاسرائيلي قبل الانتخابات الاسرائيلية الثالثة في شهر آذار القادم لحسم الفوز، وأصبحت الأغوار هي اللعبة المفضلة لهما أمام وسائل الإعلام الإسرائيلية.

موثق الانتهاكات الاسرائيلية في الأغوار الحقوقي عارف دراغمه يقول :" الأغوار ضمت بالفعل، فالحدود الشرقية لم تعد قائمة، فالمستوطنات تصادر الحياة في الأغوار والمناطق العسكرية وإغلاق المناطق لأغراض مجهولة، فأكثر من 80% من الأغوار ضم فعلياً والانتظار هو الإعلان الرسمي، وهذا ينطبق على شخص قد فارق الحياة ويتم الانتظار للإعلان عن الوفاة فقط وبيان مراسيم الدفن، فالفلسطينيون لا يملكون من الأغوار إلا النزر اليسير، وتشدق نتنياهو وغانتس هو فقط للدعاية الانتخابية، فمن يزور الأغوار يشاهد أن الفلسطيني لا أرض له ولا سيطرة، ويتنقل بين دبابة ودورية ومستوطنة وحاجز وأسيجة أمنية ".

وأكد دراغمه : ما نشاهده يومياً يفوق التقارير الصحفية، والقصص الانسانية، فهناك مخطط مرعب بدا تنفيذه قبل 15 عاماً ، ويتم تطبيقه بدقة والأمر ليس مرهوناً بوصول حزب معين حتى تكون الأغوار تحت السيطرة، فهي الآن مسيطر عليها، وأضيف اليها مؤخراً ما يسمى بالمحميات الطبيعية، مع العلم أن ما يسمى بسلطة الطبيعية تقوم بوضع اليافطات منذ زمن بعيد حتى وصلنا على ما هو عليه الآن من سيطرة شبه كاملة على الأغوار التي تصل مساحتها قرابة المليون دونم وتشكل ما نسبته 30% من الأراضي الفلسطينية.

المهندس الزراعي رائد بغدادي يقول :" لم تعد الزراعة قائمة في الأغوار بعد إعلان الاحتلال عن إغلاق أكثر من مائة ألف دونم، قام أصحابها بزراعة مئات الدونمات فيها ومنعوهم من مواصلة العمل بعد قيامها برش البذار من الحبوب، ومصادرة الجرارات الزراعية ومنع الدخول إليها بشكل مشدد، كما ان المزارعين في الأغوار تمت محاصرتهم في مناطق ضيقة، بينما المستوطنين يقومون بتوسيع سيطرتهم على الأراضي بشكل يومي ".

المواطن موسى عبدالرحيم من بلدة العوجا في الأغوار يقول :"حتى نبع العوجا التاريخي، قد تمت مصادرته بشكل كبير جداً، من خلال آبار ومضخات مياه في المكان، فالمستوطنات نهبت أرضنا ومياهنا، ونتحرك في منطقتنا بقيود أمنية مشددة، وانتهت الزراعة عندنا بعد سرقة المياه".

المستثمر مأمون جاسر الذي يمتلك مزرعة نخيل مكونة من 1100 شجرة نخيل مثمر داخل مدينة أريحا قال :" الأغوار تضيع بشكل سريع، وما تبقى من أرض عين الاحتلال عليها، والقادم سيء لا يبشر بخير، فالحرب على أرض الواقع شرسة، فنحن كمستثمرين خضنا في المحاكم الاسرائيلية منذ سنوات معركة على ملكية التي قمنا بزراعة النخيل بها، وبعد أن كسبنا القضية لم تتوقف اجراءات الاحتلال ضدنا ".

يشار أن حكومات الاحتلال المتعاقبة قامت بتهويد الأغوار واستخدامها كساحة تدريبات عسكرية، وأصبح الوجود الفلسطيني فيها أقلية بعد مصادرة كل مقدراتها وتحويلها إلى محميات طبيعية يمنع زراعتها أو استخدامها من قبل أصحابها.