هناك بعض السلوكيات الضارة التي تؤثر على نفسية الطفل، لذا يجب على الوالدين مراعاة كل القرارات التي يتخذونها فيما يتعلق بتربية أبنائهم، لأن هذا الأمر يؤثر بصفة مباشرة على نفسية الطفل.
تربية الأطفال أمر صعب للغاية، ولا يحق لأحد أن يحكم على أسلوب الأبوة والأمومة الذي ينتهجه البعض. لكن هناك فرق شاسع بين بعض الأخطاء التي قد يرتكبها الآباء في تربية أبنائهم. وتاليا بعض السلوكيات غير اللائقة التي يمارسها الأولياء خلال تعاملهم مع أطفالهم، بحسب تقرير نشره موقع "ليست لابز":
"خف مني وأحببني"
بالنسبة للآباء المتسلطين، تعتبر قراراتهم المتسلطة مرادفا للحب والاهتمام. ويعيش الطفل في مثل هذه العائلات في خوف مستمر، لأنه يسعى دائما إلى التعرف على الحالة المزاجية لأبويه، من خلال صوت إسقاط المفاتيح أو خطواتهم مثلا، قبل التواصل معهم. ويشعر هؤلاء الأولياء بالإهانة إذا تعامل أطفالهم مع أفعالهم الرقيقة بسلوكيات مريبة.
"كن الأفضل ولكن"
يتوقع الوالدان النرجسيان أن يحقق أطفالهما أفضل النتائج في كل ما يقومون به. كما أنهما يعتبران جميع الإنجازات التي حققها أطفالهما عادية. لكن، يمكن أن تدمر هذه النظرة حياة الأطفال، لأنها تجعلهم يكبرون معتقدين أنهم ليسوا سوى خيبة أمل بالنسبة لآبائهم.
"تحدث بحرية ولا تتفاجأ"
يجبر الآباء المتسلطون أطفالهم على أن يكونوا صادقين، كما قد يجعلونهم يشعرون بالذنب في حال عدم رغبتهم في مشاركة مشاعرهم، لكن يستخدم الأولياء في وقت لاحق هذه المعلومات ضد أطفالهم، إما من خلال تأنيبهم، وإما عبر السخرية منهم لما فعلوه، وإما مشاركة هذه المعلومات مع الأقارب والجيران، معتقدين أنه لا حرج في ذلك.
"أنت سيئ.. لا تحاول"
كلما قل احترام الطفل لذاته، سهلت السيطرة عليه. ويناقش بعض الآباء المتسلطين إخفاقات أطفالهم وعيوبهم أمامهم. كما أنهم يسعون إلى استنباط بعض العيوب في حال عدم توفر عيوب واضحة. ويعزز هذا التصرف عقدة النقص لدى الأطفال. ولا يرغب هؤلاء الأولياء في أن يكون طفلهم ناجحا.
"حسّن من نفسك"
بعض الأولياء يرغبون في أن يكون أطفالهم ناجحين، لكنهم لا يهتمون بالطريقة التي سيحقق بها أطفالهم نجاحاتهم. فعلى سبيل المثال، قد يعتقد بعض الأولياء أن ولدهم يحقق مسيرة مهنية ناجحة طالما أنه لا يغادر الحي الذي يقطن فيه أو بلده. في الواقع، قد يسعد الأهل بإنجازات أطفالهم لسببين: الأول هو التفاخر بهذه الإنجازات أمام الآخرين، والثاني هو أن يضمن أطفالهم الناجحون حياة أفضل لهم.
"اتبع نصائحي، وعاتب نفسك"
الأولياء في هذه الحالة يعاملون أطفالهم على أنهم "غرض"، إذ إنهم يضعون الخطط المستقبلية ويتوقعون من أطفالهم اتباعها. كما أنهم لا يهتمون بعواقب هذا التصرف. وإذا أدت خططهم إلى حدوث خطأ ما، فيكتفون بالقول إنه "ليس خطأهم".
"اذهب بعيدا ولكن"
عادة ما يسعى الآباء إلى مساعدة أطفالهم في عيش حياتهم الخاصة. مع ذلك، لا يريد الآباء المتسلطون أن يتمتع أبناؤهم بحياتهم الخاصة، كما يتم تجاهل خياراتهم أو اعتراضاتهم في مثل هذه الحالات.
"اقبل مساعدتنا"
يشكر الأطفال أولياءهم على المساعدة التي يقدمونها لهم، كما يقدمون لهم خدمة في المقابل. لكن، سيذكّر الآباء أبناءهم دائما بهذه الخدمة التي قدموها لهم.
كيف تتعامل مع هؤلاء الآباء؟
يجب أولا أن ندرك أنه لا يمكننا تغيير الماضي، وأن العلاقة السيئة هي عبارة عن مرض مزمن. في الواقع، لكل شخص حقوقه واحتياجاته الخاصة التي لا ينبغي أن يخجل منها. وبناء على ذلك، لديك الحق في العيش في منزلك الخاص ووضع قواعدك الخاصة.
ولكن علينا أن نتذكر أن هذه القواعد تنطبق على جميع الأطراف. ويجب على الأبناء أن لا يقطعوا علاقتهم بآبائهم، وأن لا يأخذوا مساعدتهم السابقة كأمر مسلم به.