ركزت مصادر اعلام عبرية، على التقييم السنوي لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "امان" الذي تناول القدرات النووية الإيرانية وإهماله للحلبة الفلسطينية والتطورات المتوقعة فيها.
واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "معاريف"، طال ليف رام، أن تقييمات "أمان" بخصوص القدرات النووية الإيرانية أدت إلى إبعاد الحلبة الفلسطينية إلى هامش تقريرها السنوي.
وأضاف: "لكن إطلاق أربع قذائف صاروخية باتجاه إسرائيل، هذا الأسبوع، وبعد ثلاثة أسابيع من الهدوء، يذكرنا جميعا بأن مشكلة غزة بعيدة عن نهايتها، وأنه إلى جانب جهود التهدئة، ليس متوقعا أن ينتهي إطلاق النار من القطاع، الأمر الذي يبقي احتمال التصعيد في مستوى عال".
ووفقا لتقييمات "أمان"، فإن حماس متمسكة بالتهدئة، "لكنها ستستمر في تعريف نفسها كحركة مقاومة". وكتب ليف رام أنه "على الأرجح أن تتراجع حماس عدة خطوات إلى الوراء، في الأشهر القريب المقبلة، حتى بثمن تصعيد غير كبير. والاعتقاد في إسرائيل هو أن حماس ستلجم الجهاد الإسلامي جزئيا، بحيث يتوقع إطلاق قذائف صاروخية في الأشهر المقبلة، وسيكون من الصعب في واقع كهذا التوصل إلى استقرار أمني".
ولفت ليف رام إلى أنه منذ العدوان الأخير على غزة، الذي بدأ باغتيال القيادي في الجهاد بهاء أبو العطا، فإن "الغارات الإسرائيلية موجهة ضد أهداف لحماس فقط. وألحقت أضرارا اقتصادية كبيرة بحماس، التي خسرت أسلحة وورشات إنتاج. ورغم ذلك، إلا أن هذا لا يدفع حماس إلى استخدام القوة ضد من يطلق القذائف الصاروخية. والطريقة غير المباشرة التي تستخدمها إسرائيل، بمطالبة حماس بتحمل مسؤولية الحكم، تؤدي إلى نتائج جزئية وحسب".
وفيما يتعلق بالضفة الغربية، تحدث تقييم "أمان" عن تراجع حجم العمليات والمواجهات، لكن العمليات باتت معقدة ومتطورة أكثر. وكتب ليف رام أنه "على الرغم من الهدوء النسبي، ما زال التحذير قائما من أن الاستقرار الأمني سيتلقى ضربة كبيرة في اليوم الذي لن يجلس فيه أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) في كرسي الرئيس".
وأضاف أنه "في حالة القطيعة المطلقة بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية، وفيما تدور معركة سياسية دولية تديرها السلطة ضد إسرائيل، لا تزال مكانة أبو مازن مستقرة، والتنسيق الأمني مستمر عمليا رغم الصعوبات وضعف مكانة السلطة في الشارع الفلسطيني".
ووفقا لليف رام، فإن "أبو مازن ما زال يُعتبر في جهاز الأمن ورقة هامة، تمنع تدهورا أمنيا. لكن الساعة الرملية أخذت تنفذ، حسب تقييم أمان. وهذا الإنذار الإستراتيجي موجود في إسرائيل منذ سنوات، لكنه لم يترجم إلى خطة عمل"، لافتا إلى أن "من دون حوار مع السلطة الفلسطينية، إسرائيل تتجاهل بالكامل الواقع الذي يقترب. وبعدم وجود حل سياسي في الأفق، مريح أكثر لكلا الجانبين عدم القيام بشيء وانتظار تغيّر الوضع. وحسب التقديرات فإنه لا يتوقع أن يتغير".