قال ضابط عسكري إسرائيلي كبير لـ"إيلاف" إن إسرائيل تود حسم مسألة التهدئة والترتيبات مع حماس في غزة لتتفرغ للجبهة الشمالية.
ووفقا لـ"إيلاف" التي التقت هذا الضابط الكبير الذي يشغل منصباً حساساً في جهاز الجيش الاسرائيلي بمكتبه في تل أبيب وحاورته حول أحداث العام الماضي وحول اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وحول الأوضاع في الشمال، أي في غزة.
كشف هذا الضابط أن إسرائيل حسمت أمرها في مسألة التهدئة مع حماس في غزة.
وقال ان إسرائيل والجيش بالذات يدفعان لهذا الاتجاه، وهناك استعداد لمنح لفتات وأمور للغزيين من اجل تثبيت التهدئة، على الرغم من معارضة جهاز الامن العام الشاباك الذي يقف ضد منح تراخيص عمل للغزيين في إسرائيل.
لكن قائد الأركان الإسرائيلي، وبحسب الضابط، اقترح على المستوى السياسي قبول هذا الامر والذهاب الى تهدئة مع حماس، وذلك كي يتفرغ الجيش للتحدي الأكبر وهو الجبهة الشمالية التي تشمل سوريا وتموضع ايران فيها وتشمل أيصاً حزب الله في لبنان وصواريخه الموجهة تجاه إسرائيل، بحسب الضابط.
وحول وجود ايران في سوريا أكد على ان إسرائيل لن تتوانى عن ضرب أي هدف إيراني او أسلحة إيرانية او تموضع إيراني في سوريا يشكل خطرا على إسرائيل.
وأضاف ان إسرائيل في العديد من الحالات تضرب المضيف أي سوريا الى جانب الضيف أي ايران وميلشياتها في سوريا.
وبيّن الضابط ان هناك نحو 30 الف عنصر للمليشيات الموالية لإيران في سوريا وهم في مواقع للجيش السوري او مواقع خاصة بهم وإسرائيل تراقب عملهم ونقل الأسلحة والتموضع وتقوم بالقصف عند الضرورة.
أما عن اغتيال سليماني وغيابه عن المشهد في سوريا ولبنان، قال إن الامر على المدى القصير سيضر بمحور ايران لان سليماني كان المحرك والروح الحية خلف التموضع الإيراني في سوريا ومحاولة إقامة مصانع او ورشات لجعل الصواريخ دقيقة ومحددة، وان غيابه سوف يمس بهذه المشاريع وبالأموال التي كان يجندها وبالعلاقات التي بناها شخصيا.
ولكن الضابط يضيف ان هناك إمكانية ان تستثمر القيادة الإيرانية اكثر في ما تسميه تراث سليماني وتعمل بشكل اكبر على إتمام مشاريعه العسكرية التوسعية في المنطقة، ولكن حتى الان، يقول الضابط، "لا يمكن معرفة ما سيحدث والامر متروك للمراقبة والتعقب والتحليلات".
وعن مشاركة إسرائيل في اغتيال سليماني، قال الضابط إن افضل صديق لإسرائيل هي الولايات المتحدة وهم قاموا بهذا العمل بشكل منفرد ولم يكن لنا أي دخل او عمل في اغتياله، وعندما سألناه عن تعقب سليماني، قال كنا نتعقبه وكنا نعرف تقريبا ما يخطط، وكنا نراه في لبنان وسوريا، ولكن الولايات المتحدة قامت بعمل كبير وممتاز في انهاء وجوده.
من جهة أخرى، قال الضابط إن مسألة تدقيق الصواريخ التي بحوزة حزب الله هي مسألة تعتبر خطاً أحمر لدى إسرائيل وان كل محاولة لإقامة مصانع او احضار آلات او ماكينات لهذا الغرض الى لبنان سوف تقابل بضربة إسرائيلية.
وأضاف ان حزب الله مستمر بمحاولاته في هذا المجال، وحتى الآن منعته إسرائيل من إقامة مصانع لتدقيق الصواريخ، الا انه يحاول. ولم ينفِ الضابط ان بحوزة حزب الله بعضا او عددا من الصواريخ الدقيقة، ولكنها لا تشكل تهديدا استراتيجيا جديا على إسرائيل، وان مشروع تدقيق كافة الصواريخ، والذي عمل سليماني واعوانه على اقامته، هو التهديد، وإسرائيل لن تسمح بحدوث ذلك مهما كلف الامر.
وأشار الضابط الى ان الأوضاع خلال العام المنصرم على الحدود اللبنانية مع حزب الله كانت هادئة على الرغم من احداث أغسطس والمواجهة التي حدثت. ويتوقع ألا تكون هناك مواجهات مدروسة من قبل هذا الطرف او ذاك، لكن الأمور قد تتطور او تنجر الى مواجهة نتيجة خطأ او سوء تقدير لعمل هذا الجانب او ذاك.
ومن حديث الضابط، يمكن ان نستشف ان كل جهود وتفكير الجيش الإسرائيلي هو في إمكانية مواجهة في الشمال ان كان في سوريا او في لبنان او الجهتين معا، حيث ان قائد الأركان الحالي افيف كوخابي اوعز بناء القوة العسكرية بحيث تكون الة حرب فتاكة اضعاف مما هي الان من اجل تقصير مدة أي حرب او مواجهة تفاديا لتلقي ضربات صاروخية موجعة في الداخل الإسرائيلي.