أشار تقدير الموقف السنوي الصادر عن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، والذي نشر اليوم، الثلاثاء، إلى أن إيران ستتمكن من صنع قنبلة نووية ورؤوس حربية خلال عامين، إذا ما أرادت ذلك، وعززت من مشروعها النووي إلى حدوده القصوى.
وذكر تقدير "أمان" أن إيران ستتمكن خلال الشتاء المقبل، إذا ما قامت بتسريع نشاطاتها في هذا الخصوص، من تجميع احتياطات اليورانيوم الكافية لصنع قنابل نووية خاصة بها، وستحتاج إلى سنة أخرى لتصنيع القنبلة.
في المقابل، اعتبرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن الإيرانيين ما زالوا مهتمين بالالتزام بالاتفاق النووي، وأن الغرض من الانتهاكات أو خفض التزاماتها بموجب الاتفاق الموقع عام 2015، هو تجميع أوراق ضغط للمساومة بهدف تحسين موقفها في اتفاقية جديد.
بالإضافة إلى ذلك، قدّرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن احتمال قيام "أعداء إسرائيل" بحرب استباقية ضعيف، لكن هناك احتمالية متوسطة إلى عالية "للحفاظ على معادلات الرد في الجبهة الشمالية مع الاستعداد للمخاطرة إلى حد الحرب". أي أن ردود الفعل على الهجمات الإسرائيلية في سورية والعراق ولبنان يمكن أن تؤدي إلى التصعيد.
وبحسب "أمان"، فإن عام 2020 سيكون عام القرارات الصعبة بالنسبة إلى النظام الإيراني، حيث سيقوم بتحويل الموارد لمراقبة البرنامج النووي، في ظل القرارات التي يجب أن يتخذها والتي تتعلق بمواصلة المشروع النووي، والأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، بالإضافة إلى مشروع التمركز العسكري في سورية، بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية الإيرانية المرتقبة.
واعتبرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن اغتيال قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة أميركية في العاصمة العراقية بغداد، قبل نحو أسبوعين، "حدث قد يلجم (من تحرك المنطقة نحو مواجهة عسكري واسعة) على المدى القريب"، مشددة على أن عملية الاغتيال تستوجب "فحص ومتابعة حثيثة للتبعات".
ووفقًا لتقديرات المخابرات العسكرية الإسرائيلية، فإنه "لا زال بالإمكان التأثير على التموضع العسكري الإيراني في سورية، خصوصا في أعقاب اغتيال سليماني الذي ترك فراغًا في المنطقة"، والسؤال المطرح على طاولة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية هو: "كيف سينجح خلفاء سليماني في الحفاظ على النظام المعقد الذي أنشأه في الشرق الأوسط؟".
وترى "أمان"، حسبما ورد في تقديرها السنوي، أن "حزب الله" اللبناني نجح في نشر أذرعه المسلحة في المناطق غير المحتلة من الجولان العربي السوري، كما أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" "أنشأت كذلك خلايا في مرتفعات الجولان السورية، في حين تحاول حركة الجهاد الإسلامي القيام بذلك، لكن حتى الآن، دون جدوى".
وتوقعت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن يتواصل عدم الاستقرار في الساحة السياسية اللبنانية خلال العام 2020، فيما سيتعين على "حزب الله" اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بمواصلة مشروع تطوير ترسانته الصاروخية وجعلها أكثر دقة.
ولمست استخبارات الجيش الإسرائيلية نوعا من "الاستقلالية" في الخطابات التي ألقاها مؤخرًا الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، معتبرة بروز "علامات استقلال أولى والابتعاد عن الخضوع للإيرانيين"؛ واعتبرت "أمان" أن اغتيال سليماني له آثار كبيرة على الساحة اللبنانية، وأن الفراغ الذي خلّفه الجنرال الإيراني "يمكن أن يعزز من اتجاه حزب الله نحو العزلة (عن إيران)".
وفي ما يتعلق بالفلسطينيين، قالت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إن "هناك انخفاض" في حجم العمليات التي ينفذها الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، فيما قدّرت أن "تواصل السلطة الفلسطينية حملتها السياسية ضد إسرائيل (في المحافل الدولية)، غير أن ذلك سيتم بحذر ودون تحطيم جميع الأدوات" مع الإبقاء على خط رجعة.
ومع ذلك، لا تستبعد "أمان" أنه في حالة إجراء الانتخابات الفلسطينية المرتقبة، قد تتفاجأ السلطة الفلسطينية بالنتائج في الضفة الغربية، حيث قدّرت أن يزداد دعم حركة حماس في الضفة الغربية المحتلة.
وفي ما يتعلق بقطاع غزة المحاصر، اعتبرت "أمان" أن الجيش الإسرائيلي نجح في ردع حركة حماس، التي "تتمسك في التسوية"، لكنها تقف أمام تحديات من وصفتهم بـ"الفصائل المارقة"، غير أنها اعتبرت أن حماس تواصل تعزيز قوتها، وهي جاهزة لإدارة قتال في مواجهة إسرائيل قد يستمر لأيام.
في المقابل، اعتبرت "أمان" أن حركة حماس حذرة من التصعيد الذي قد يؤدي إلى حملة عسكرية واسعة، وذكرت أن حماس "سوف تواصل جهود التهدئة طالما تراها مفيدة لبقائها واستمرارها في السيطرة على قطاع غزة".