درس علماء المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية مسألة تأثير العملية الجنسية في الذاكرة وكيف. ووجدوا الجواب في سلوك إناث ذبابة الفاكهة.
والشعور بالحب كما هو معروف نفسه عند البشر والحيوانات والحشرات. فإذا كان عند البشر يرتبط بمجموعة عواطف فيزيائية وكيميائية، فإنه عند الحشرات والحيوانات أبسط من ذلك. ويبدو هذا الأمر بسيطا للوهلة الأولى. ولكن في الواقع الجزء الفيزيائي منه يحتاج إلى دراسة. فقد استنتج علماء المعهد الوطني الفرنسي للبحوث العلمية، أن الجنس يؤثر إيجابيا في دماغ إناث ذبابة الفاكهة، ويحسن ذاكرتها.
وقد افترض الباحثون احتواء السائل المنوي لذكور هذه الذبابة، على ببتيد يؤثر في الخلايا العصبية لدماغ الإناث، المسؤولة عن تشكيل الذاكرة الطويلة الأمد. ومن أجل التأكد من صحة هذا الافتراض وضعوا اختبارا يتضمن السماح للإناث بشم رائحة ما، وبعد ذلك تعريضها لصعقة كهربائية. أي جعلوا الدماغ يقول "شممت الرائحة، إنها غير مستحبة". بعد ذلك قسموا الإناث إلى مجموعتين . المجموعة الأولى الإناث "المتزوجات" والمجموعة الثانية الإناث "العذارى". وقد اتضح من نتائج الاختبار أنه عند ظهور الرائحة "غير المستحبة" يكون سلوك الإناث في المجموعتين مختلفا. فالإناث "المتزوجات" حتى في اليوم التالي تذكرن جيدا هذه الرائحة، أما "العذارى" فكانت ذاكرتهن أسوأ.
وبعد هذا خضع ذكور ذبابة الفاكهة إلى الاختبارات، حيث أزيل الببتيد من السائل المنوي، وكانت النتيجة أن ذاكرة الإناث في المجموعتين قصيرة المدى.
وللتأكد من وجود مثل هذه العلاقة عند البشر، أجرى علماء جامعة ماكجيل الكندية مجموعة اختبارات نفسية، تضمنت الطلب من المشتركين فيها تذكر كلمات ووجوه في صور عرضت عليهم. وقد بينت النتائج، أن المشتركين الذين يمارسون العلاقة الجنسية بانتظام وبصورة دورية، كانت ذاكرتهم أفضل من الآخرين وخاصة في تذكر الكلمات.
ولكن هناك أسئلة تطرح على مثل هذه البحوث، فمثلا هل العلاقة الجنسية هي السبب بالذات، أم يجب اعتبارها نوعا من النشاط البدني؛ وهل نوعيته لها أهمية أم لا، وغير ذلك؟.