تل أبيب: الحرب ضدّ إيران وسوريّة قادِمة لا محال والتهدئة مع حماس للاستعداد والتفرّغ لها

الخميس 02 يناير 2020 03:13 م / بتوقيت القدس +2GMT
تل أبيب: الحرب ضدّ إيران وسوريّة قادِمة لا محال والتهدئة مع حماس للاستعداد والتفرّغ لها



القدس المحتلة/سما/

نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبريّة عن مصادر أمنيّةٍ وعسكريّةٍ، وصفتها بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، عنها قولها إنّ الإخفاق العسكريّ المُجلجل الذي “حققه” كيان الاحتلال في السنوات الـ10 الأخيرة، أيْ في العقد الثاني من القرن الـ21 يتمثّل في سماحها لمنظمة حزب الله اللبنانيّة بالتعاظم وتطوير ترسانتها العسكريّة بشكلٍ كبيرٍ ومُقلقٍ دون أنْ تُحرّك ساكنًا، على حدّ تعبيرها.
وتابعت المصادر عينها قائلةً إنّ جيش الاحتلال يفهم جيّدًا أنّه يتحتّم عليه الاستعداد للمُواجهة، التي باتت وشيكةً جدًا في الشمال، ضدّ سوريّة وإيران، وربّما ضدّ حزب الله أيضًا، وبالتالي اتخذّ قرارًا بالتوصّل إلى تهدئةٍ في الجنوب مع الفصائل الفلسطينيّة، وفي مُقدّمتها حركة حماس، لافتةٍ في الوقت ذاته إلى أنّ التهدئة مع حماس تدخل في إطار هذا الفهم الإستراتيجيّ للمنظومة الأمنيّة في الكيان، والتي مارست ضغوطًا على الحكومة الإسرائيليّة للتوصّل إلى هدنةٍ مع حماس، طبقًا لأقوالها.
وتابعت المصادر قائلةً لـ(يديعوت أحرونوت) إنّ التهدئة مع حماس والفصائل الفلسطينيّة الأخرى تسمح للمُقاومة في قطاع غزّة بزيادة ترسانتها العسكريّة بشكلٍ كبيرٍ، وتحديدًا في ظلّ ضخّ الإمدادات الإيرانيّة للمُقاومة، وعلى نحوٍ خاصٍّ لحركة (الجهاد الإسلاميّ)، على حدّ زعم المصادر، كما أنّ التهدئة التي تمّ التوصّل إليها، شدّدّت المصادر نفسها، لن تحّل مشكلة الجنود الإسرائيليين، أوْ جثثهم، والذين تحتجزهم حركة (حماس) منذ عملية (الجرف الصامد)، أيْ العدوان الإسرائيليّ على القطاع في صيف العام 2014.
في السياق عينه، رأى قائد سلاح الجو الإسرائيليّ عميكام نوركين أنّ ما أسماه التفوق الذي سبق أنْ حققته تل أبيب في سماء المنطقة بات غير مضمون، وأنّ على الجيش العمل للتأكّد من ذلك بعد عشر سنوات، وتابع الجنرال الإسرائيليّ مُتحدّثًا خلال مؤتمر صحيفة “كالكاليست” العبريّة-الاقتصاديّة عن التهديدات الأمنيّة في العقد المقبل، متطرقًا إلى الأحداث في الأيام الأخيرة وعلى رأسها العدوان الأمريكيّ على العراق، فقال إنّه على الجبهة الشمالية تُواجِهنا منظومة صواريخ متطورة وخطيرة، فقد وصلت صواريخ “أس 300″ و”أس 400” إلى الحدود، وأضاف: لا توجد في أيّ مكانٍ في العالم قوّةً جويّةً تُواجِه هكذا تهديدات، ومهمّتي هي الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيليّ، وهذا الأمر أصبح أكثر تحديًا، لذلك من المهّم القيام بتخطيط طويل الأمد، طبقًا لأقواله.
وأشار نوركين إلى أنّه من بين الأمور التي يجب القيام بها للحفاظ على التفوق الجويّ الإسرائيليّ، استبدال مروحيات “يسعور” وشراء طائرات حربية جديدة، وتابع: ارتكبنا أخطاء وقبل عام سقطت لنا طائرة “أف – 16″، لكن إذا عملنا بشكلٍ صحيحٍ ننجح بأنْ يكون الوضع الأمنيّ والاقتصاديّ أفضل،  لذلك يجب علينا الحفاظ على تفوقنا الجويّ.
كما تحدث نوركين عن مختلف أشكال التعاون التي يقوم بها جيش الاحتلال مع القوات الجويّة الأجنبيّة، ومن بينها، كما قال: اتصالاتنا لاستخدام المجال الجويّ القبرصيّ واليونانيّ، علاقتنا مع الإيطاليين الذين شاركوا هنا بمناورةٍ دوليّةٍ، العلاقة مع الألمان الذين تدربوا معنا، مُشيرًا في الوقت عينه إلى أنّ هذه السنة، وللمرّة الأولى، يتّم تنفيذ مناورة مع سلاح الجو البريطانيّ، وبالطبع، فوق كل شيء، علاقاتنا مع سلاح الجوّ الأمريكيّ، وطبقًا لأقواله في المؤتمر المذكور فإنّ سلاح الجو الإسرائيليّ عمل في السنوات الأخيرة على الجبهة الشماليّة من خلال التعاون الكامل مع روسيا، وتفاخر نوركين بالقول إنّ طياري سلاح الجوّ الإسرائيليّ يتجوّلون في الشرق الأوسط في الليل على ارتفاعٍ مُنخفضٍ، مشيرًا إلى أنّ العدوان الأمريكيّ قبل ثلاثة أيّام في العراق هو احتمال تحوّلٍ، كما قال.
على صلةٍ بما سلف، قال البروفيسور أوري بار يوسف، أستاذ العلاقات الدوليّة في جامعة حيفا، إنّه في خطاب رئيس أركان الجيش الإسرائيليّ، الأسبوع الماضي، كان هناك ثلاث رسائل: الصدام بين إسرائيل وإيران يمكن أنْ يؤدّي إلى حربٍ مع إيران وحلفائها، الحرب ستكون مُختلفةً عن كلّ الحروب التي عرفناها، وسيدفع ثمنها الباهظ، ليس فقط المقاتلون في الجبهة، بل أيضًا المدنيون في الجبهة الداخليّة، الجيش الإسرائيليّ مُجبَرٌ على تحقيق انتصارٍ واضحٍ من أجل تجديد الردع حيال أعداء الكيان، بهدف إيجاد فترة هدوءٍ طويلةٍ بعدها، كما أكّد في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة.
وأشار إلى أنّ الحروب تُقاس أيضًا على أساس العلاقة بين ثمنها وفائدتها، مُشدّدًا على أنّ ثمن الحرب المُقبِلة سيكون باهظًا، وسيكون الأكبر منذ حرب 1948، وستكون فائدتها ضئيلةً،الأزمة ستكون كبيرةً، لذلك، وفي مواجهة التهديد الذي يقترب، يتحتَّم على قادة الكيان أنْ يشرحوا للإسرائيليين من أجل ماذا سنذهب إلى القتال ولماذا، لأنّهم هُمْ، أيْ سكّان الكيان، سيدفعون الثمن، كما قال البروفيسور الإسرائيليّ.