هآرتس تكتب عن عمى إيهود باراك: "ما يحدث في بلفور ليس إسرائيل التي حلمنا بها وحاربنا من أجلها"!

الثلاثاء 31 ديسمبر 2019 07:23 م / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس تكتب عن عمى إيهود باراك: "ما يحدث في بلفور ليس إسرائيل التي حلمنا بها وحاربنا من أجلها"!



القدس المحتلة / سما /

 هآرتس - بقلم روجل ألفر: "الرصانة، فتح العيون والاستعداد للعمل هي ما تقتضيه الساعة" هكذا يقول إيهود باراك ("عن العمى" هآرتس في 26/12) ويحذر من أن بيني جانتس يجب أن "يركز على إقناع رؤساء الأحزاب الذين على يساره أن يتحدوا"، لئلا يمنع عماه القيادي احتمالية "تشكيل حكومة تعيد إسرائيل إلى سكة صهيونية "إعلان الاستقلال"، والتي فيها يشارك "الحريديون وأوساط يمينية"، والذين معهم "يستطيع أن يساوم من موقف قوة" كرئيس للكتلة الفائزة.
 
"افتحوا عيونكم" يطلب باراك من القراء، "ما يحدث في بلفور ليس إسرائيل التي حلمنا بها وحاربنا من أجلها" بيد أن عمى باراك يصرخ للسماء. ما هي "سكة صهيونية إعلان الاستقلال؟" هل يعتقد باراك أن جانتس يتمتع بمستوى وبالصلاحيات القيادية المطلوبة لإخلاء أكثر من مئة ألف مستوطن من المستوطنات المنعزلة في الضفة الغربية؟ هل يبدو له أن إجراء مفاوضات ائتلافية من "موقف قوة" سيجبر الحريديين واجهات اليمين على الموافقة على إخلاء كهذا؟ هل هو يعتقد أن نفس الجمهور الإسرائيلي الذي بصعوبة يمكن المعسكر الديموقراطي وحزب العمل من اجتياز نسبة الحسم، والذي لم يدخله هو نفسه إلى الكنيست- يؤيد إخلاء عدد كبير كهذا من المستوطنين؟ وبافتراض أن جانتس لا يريد ولن يحصل على تفويض بإخلاء مستوطينين من يتسهار وتبوح- حينها أي "سكة صهيونية إعلان استقلال" في رأسه؟ هذا الرجل الأعمى، ومعه كل اليسار الصهيوني الضرير والمتعفن والذي عفا عليه الزمن، الذي لم يعد يرى الواقع كما هو بدلاً من رؤية رغباته، يرفض الاعتراف بحقيقة أنه قد عفا الزمن على "سكة صهيونية إعلان الاستقلال". لأنها لا تقود إلى أي مكان.
 
المأساة تكمن في حقيقة أن باراك يتمتع بالمؤهلات المطلوبة لإخلاء المستوطنين. لقد كان لديه فرصة للقيام بذلك عندما انتخب لرئاسة الحكومة. ولكنه ضيعها بعمى. الزعيم إسرائيلي الأخير الذي كان قادراً على إخلاء مستوطنين من الضفة كان شارون. هو لم يكن حقاً أعمى. كان له القدرة وكان لديه النية، وقد أشار إليها عندما أخلى مستوطنة سانور الواقعة في السامرة. هو أيضاً كان يحظى بدعم واسع من الشعب لخطوة كهذه. ولكنه لم يتسنى له تنفيذها. جانتي، لابيد ويعلون حتى لا يحلمون بالمحاولة. إذا كان الأمر كذلك ما الفائدة من فوز كتلة جانتس؟ في كل ما يتعلق بالاحتلال لا يوجد شيء من هذا القبيل. جانتس ضبابي مثل لندن: الغرق في دولة أبرتهايد ثنائية القومية سيكون أكثر راحة تحت قيادته.
 
بافتراض أن "ما يحدث في بلفور ليس هو إسرائيل التي حلمنا بها وحاربنا من أجلها"- عن أي إسرائيل حلم وحارب هذا الرجل الأعمى؟ عن إسرائيل بعماها طرد فلسطينيين من بيوتهم في 48 ومنعتهم من العودة في 49؟ عن إسرائيل التي واصلت السيطرة في الضفة بعد احتلالها في 1967 عن إسرائيل العمياء التي شنت حرب لبنان الأولى؟ أو ربما عن إسرائيل التي كانت تحت قيادته في سنة 2000 لم تنفذ النبضة الثالثة كماكان يتوجب حسب اتفاقات أوسلو، وأبقت منطقة c (60% من الضفة وشرق القدس تحت سيطرتها؟).
 
أجل كان هذا باراك الذي بعماه بدأ بتصفية حل الدولتين والذي أوجد الظروف التي ازدهرت فيها المستوطنات حتى وصلت إلى حجمها الحالي غير القابل للإخلاء. كان هذا هو باراك الذي أنزل الصهيونية من سكة إعلان الاستقلال. نفس "إسرائيل التي حلمنا بها وحاربنا من أجلها"، إسرائيل مثالية، لا تحاول أن تحتل وتهجر الفلسطينيين، هي إسرائيل لم تكن موجودة في يوم من الأيام. لقد كانت حلماً.