على خلفية التقارير حول تقدم حقيقي في التسوية بين إسرائيل وحماس، وخصوصًا البند المتعلق بسماح إسرائيل بدخول آلاف العمال من غزة لأول مرة منذ 2007؛ أعرب مزارعو غلاف غزة عن دعمهم للخطوة، وأبدوا تفاؤلًا واضحًا بشأنها.
شيكا شاكيد، مزارع من موشاف" نتيف هعسراه"، يثق بأنه يُمكن العيش بشكل مختلف؛ رغم أن بيوته الزجاجية احترقت بفعل البالونات الحارقة، والصواريخ أضرت بشكل مباشر بمنزل عائلته. وقال شيكا "صحيحٌ أن هناك جيل كبير في الدولة لا يعرف أن هناك عمالًا من غزة يعملون في إسرائيل، لكنهم عملوا فعلًا في الزراعة والبناء بنتائج مبهرة جدًا"، وأضاف "إن كانوا يريدون العمل فأهلًا وسهلًا، لدينا فرص عمل كثيرة. لكن كل هذا بشرط واحد؛ أن يأتوا للعمل وكسب الرزق بكل احترام".
أوفير ليبشتاين، رئيس المجلس الإقليمي "شاعر هنيغف"، قال "علينا أن نغير السياسات، لا يمكن فعل نفس الأمور طوال الوقت وتوقع نتائج أخرى".
رؤوفان نير، مزارع آخر من "كفار عزة"، قال "أنا أعرف أناس، ما زلت على اتصال معهم. حتى في أصعب الظروف التي شهدنا فيها سقوط صواريخ؛ هم يأملون العودة للظروف التي كانت في الماضي".
من ناحية أخرى، يدعم كلّ مسؤولو الأمن، بمن فيهم قادة في الجيش، الخطوة ويحاولون تعزيزها، إيمانًا منهم بأن تحسن الوضع الاقتصادي في القطاع سيؤدي للهدوء. مع ذلك، في "الشاباك" يعارضون ذلك خوفًا من أن يحاول بعض العمال استغلال الوضع - وبتشجيع من التنظيمات في القطاع - بتنفيذ عمليات داخل إسرائيل.
وكانت حماس نشرت، أمس، بيانًا تنفي فيه الأخبار التي تتحدث عن اتصالات مع إسرائيل قبيل التهدئة، وجاء في البيان أن "الحصار والتشديد على قطاع غزة ما زال موجودًا، وإسرائيل لا تلتزم بالتفاهمات التي تم التوصل لها في السابقة بوساطة مصرية. على الجميع أن يتحمل المسؤولية لوقف الحصار الذي يمارسه العدو الصهيوني من أجل سحق المقاومة الفلسطينية وتفتيتها".
وكانت صحيفة الأخبار اللبنانية، المقربة من حزب الله، حسب مصادر من وزارة الشؤون المدنية في غزة، نشرت أنه بعد أكثر من عقد، ستسمح إسرائيل لـ 5000 من سكان قطاع غزة بالدخول لإسرائيل والعمل هناك.
حسب التقرير، الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين وزارة الشؤون المدنية وبين إسرائيل، ومن المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ بدءًا من العام المقبل؛ تم التوصل إليه بوساطة مصرية وسيتم تنفيذه تحت إشراف قطري وكذلك إشراف الأمم المتحدة. كما سيتم إجراء فحص أمني صارم للعمال، وبعدها سيُسمح لهم بالحصول على "تصريح تجاري".
الهدف من الخطوة، حسب المصادر التي نقلت للصحيفة، هو تسهيل ظروف الحياة في قطاع غزة والتقليل من نسبة البطالة في صفوف الشباب المحليين. مع ذلك، وحسب المصادر، الحديث عن موافقة إسرائيلية مبدئية، لكن لم يتم بعد نشر بيان رسمي بخصوص العدد الدقيق. إسرائيل وحماس لا يتطرقون بشكل رسمي للاتفاق ويحافظون على التعتيم، وذلك خوفًا من ألا يتحقق الاتفاق في حال تم الحديث عنه.