قوبلت الأنباء التي تتحدث عن التهدئة بين حركة حماس واسرائيل في قطاع غزة بتنديد واسع رسمي وفصائلي، معتبرين ذلك محاولة تكريس لكيان جديد في غزة.
ووصف الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، ابراهيم ملحم، التهدئة طويلة الأمد بين حماس واسرائيل في غزة، بأنها إجراءات تأتي بالتزامن ما بين عمليات البطش الاسرائيلي ومصادرة الأراضي وقرصنة الأموال وتفرد اسرائيل بالضفة من جهة ومحاولة تكريس كيانية جديدة في غزة من جهة أخرى لتحقيق مصالح سياسية.
من جهته، اعتبر عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، أن التعاون بين إسرائيل وحماس على تهدئة طويلة الامد، وكل الدول المتواطئة معهما، ترسيخاً للانقسام في الساحة الفلسطيني، وفصل غزة جغرافياً وقانونياً عن فلسطين، لقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام1967.
وقال الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ومنسق القوى والفصائل واصل أبو يوسف، إن الحديث عن التهدئة في غزة، هو خطة خبيثة مبيتة من أجل ضرب المشروع الوطني الفلسطيني، موضحاً أن التعاطي مع هكذا مشاريع هو تساوق مع الموقف الأمريكي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية. مضيفاً أن هذه التهدئة التي تناقشها حكومة الاحتلال بموافقة حماس التي قررت وقف مسيرات العودة واعطت الضوء الاخضر لبناء مشفى امريكي هو من أجل تقديم أوراق اعتماد.
كما جدد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض تحذيره من صفقة التفاهمات بين حركة حماس واسرائيل والتي تأتي في اطار مخطط اسرائيلي بدا واضحا في خطة الست نقاط التي أعلنها نتنياهو بما فيها الممر المائي والمطار، الأمر الذي يسارع الخُطى لتمرير المشروع بالتزامن مع تطبيق دولة الاحتلال لصفقة القرن.
وطالب العوض حركة حماس بالتراجع عن تفاهماتها مع اسرائيل لأنها تصب في صفقة القرن، والهدف منها الهجوم على شعبنا.
وعقب عضو المجلس الثوري لحركة فتح، محافظ سلفيت اللواء عبد الله كميل، على مناقشة الكابينت اليوم خطة حول تهدئة طويل الأمد في غزة، طالب بالتخلي عن كل الأفكار التي تؤدي الى ترسيخ لانقسام، مشيراً إلى أن الكل الفلسطيني يدرك أن أمريكا وإسرائيل تعملان مع حماس لإقامة دويلة في غزة. مشددا على أن شعبنا سيجهض هذه المؤامرات من خلال التفافه حول القيادة في إطار الوحدة الوطنية وتحت عنوان "التمسك بالثوابت الفلسطينية".
من جهته، أكد أمين سر هيئة العمل الوطني في قطاع غزة محمود الزق، أن الهيئة ترفض ما تسعى إليه حركة حماس بإقامة كيان سياسي هزيل في غزة مقابل توقيع اتفاق مع اسرائيل، في إطار هدنة طويلة الأمد في القطاع، مشدداً على أهمية الشكل النضالي السلمي لتحقيق حق العودة عبر المسيرات الجماهيرية، مستنكرا في السياق ما تقوم به حكومة حماس من تجيير لهذه المسيرات لمصالحها الحزبية، مشيرا إلى أنها تسعى لضمان استمرارها في حكم قطاع غزة ، وعقد تفاهمات مع اسرائيل.
وكشفت قنوات التلفزة العبرية، الليلة الماضية، عن قضية التهدئة مع حركة حماس في غزة، ما أثار جدالاً طويلاً في تل أبيب، في حين ذكرت إذاعة "كان العبرية"، صباح اليوم، أن حماس ترفض الموافقة على وقف العمليات من الضفة ضمن تهدئة شاملة مع إسرائيل. مشيرةً إلى أن جهات أجنبية طرحت القضية على قيادة الحركة من أجل التوصل لاتفاق، وكان هناك رفض مطلق.