هآرتس تنشر مقابلة مع اثنين من الضباط الإسرائيليين تحدثا عن الهجمات التي يتم شنها في غزة

الأحد 15 ديسمبر 2019 08:05 ص / بتوقيت القدس +2GMT
هآرتس تنشر مقابلة مع اثنين من الضباط الإسرائيليين تحدثا عن الهجمات التي يتم شنها في غزة



القدس المحتلة / سما /

 نشرت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الأحد، تقريرًا مطولًا اشتمل مقابلة مع اثنين من العاملين في سلاح الجو الإسرائيلي، الذين تحدثوا عن الهجمات التي يتم شنها في مناطق مختلفة وخاصةً قطاع غزة.

وخلص التقرير المطول، إلى أن الجيش الإسرائيلي يعتبر مقياس نجاحه في صناعة أهداف جديدة، مشيرًا إلى أنه بهذه الطريقة يتم بناء "بنك الأهداف" لدى الجيش، حتى وإن كانت تلك الأهداف جودتها ردئية أو غير هامة.

وتحدث الجنديين عن ما يحدث داخل الفرق العاملة التي توافق على بنك الأهداف ومهاجمتها. مشيرين إلى أنه ليس بالضرورة في الأهداف التي يتم مهاجمتها وجود نشاط استخباراتي مهم، وأن المهم هو وجود أهداف جديدة، وأهمية مهاجمتها بدون الحاجة لمراكمة الجودة، ما يشير إلى أن هناك أهداف يتم مهاجمتها من اعتبارات غير تشغيلية.

ويتشكل كل فريق ما بين 5 إلى 15 ضابطًا من جهات أمنية وعسكرية مختلفة، ويتم التدقيق من قبلهم في الأهداف بعد اختيارها، ويتم فحص كيفية مهاجمتها.

وقال "أ"، إن من يرأس الفريق عادةً ما يكون طيارًا أو أنه من ضباط الاحتياط، ويشمل بالعادة أفراد من المخابرات، وشخص آخر تتعلق مهمته بتقييم مدى جودة الخطة المتبعة ونتائج الأضرار للحدث، إلى جانب ممثل المدعي العسكري المسؤول عن جوانب القاون الدولي.

ووفقًا للضابط، فإن قائد الفريق في النهاية ينظر إلى عدد الأهداف الجديدة التي يمكن مهاجمتها، وليس الأهداف التي أعاد مهاجمتها والتي تعتبر أقل أهمية.

ويقول الضابط "ب" إنه في حال قال ممثل المخابرات في بداية الحديث أنه لا يوجد أي معلومات استخبارية جديدة عن أي هدف تم مهاجمته سابقًا، فيمكن أن يستغرق استهدافه مجددًا دقيقة واحدة أو ساعة، وذلك اعتمادًا على ذكاء ورغبة الفريق في الخوض بمشكلة أعمق تتمثل في عدم وجود معلومات محدثة.

ويشير إلى أنه خلال النقاشات التي تجري في صفوف الفرق العاملة لتجميع بنك الأهداف وفحصه، يظهر أن تلك الفرق تعمل لإرضاء القيادة العليا، وأن بعضهم يعتبر أن أقدميته وخبرته تعني أنه غير مخطئ، وأنه لا يمكن مناقشته في أي من قراراته التي يعتبرها جميعها صحيحة.

ويوضح أن الفريق الذي ينجح في جلب أهداف جديدة يحصل على مزايا مثل مزيد من الإجازات أو التفاخر بأنه فريق ناجح قبل الجميع.

وقال الضابط "أ"، إنه خلال عملية الجرف الصامد "عدوان 2014" على غزة، والتي استمرت 51 يومًا، كان في بدايتها قوية ويتم ضرب أهداف مهمة للغاية، وبعد 3 أسابيع لم يعد هناك أهداف، لذلك تم ضرب فيما بعد أراضٍ زراعية وخالية وطرق وأنفاق تعرضت لهجمات بداية العملية، وأنه كانت هناك تعليمات بمواصلة تنفيذ هجمات طوال الوقت لخلق حالة من الرعب والتوازن.

وأشار إلى أنه في بعض الأهداف التي يتم ضربها حين يتم التحقق منها بعض أفراد الفريق لا يكون لديهم علم عما هو موجود حقًا بداخل الهدف، فحينما نتحدث عن مستودع أسلحة لا نعرف ما هو موجود بداخله هل قنبلة يدوية واحدة أم 1000 قنبلة، أم حتى ورق تواليت.

وبين أنه خلال جولات القتال، لا يفكر أحد بتسيير طائرة بدون طيار لإجراء فحص فوري للهدف للتأكد من وجود ما بداخله، وما إذا جرى تغييرًا فيه.

وبشأن مجزرة عائلة السواركة خلال جولة القتال الأخيرة بغزة منتصف الشهر الماضي، قال الضابطان أنهما لم يشاركا في الحادث لكن مثل هذا الهجوم قد يكون تم لإرضاء رغبة الفريق خاصةً في حال لم يكن مستوى أمان الهدف غير مرتفع بدرجة كافية، فيتم المجازفة، وبشكل مفاجئ حين يتم الإعلان عن مقتل عائلة بأكملها لا يفهم أحد السبب.

وأشارا إلى أن اشخص الذي يجب أن يلعب دورًا هامًا في هذا النوع من العملية هو ممثل مكتب المدعي العام العسكري، ودائمًا ما يكرر خلال الجلسات أنه يمكن مهاجمة الهدف طالما كان مناسبًا. مشيرين إلى أن قائد الفريق يسعى دائمًا إلى الاهتمام بالأهداف رغم المخاطر التي قد تتسبب بوقوع ضحايا مدنيين.

وقللل الضابط "ب" من ما يسمع في وسائل الإعلام من استهداف المواقع العسكرية. مشيرًا إلى أن غالبية المواقع خالية وليست مواقع تدريبية كاملة مثل التي تملكها الجيوش. لكنه أكد في الوقت ذاته أنه يتم في أحيان مختلفة ضرب أهداف تعتبر استراتيجية ومؤثرة وغالبيتها أهداف للقيادة والسيطرة والتحكم.

وأشار إلى أنه تم مؤخرًا في جولات القتال استخدام مصطلح "أهداف قوية"، مشيرًا إلى أنه كان المقصود بها مبانٍ كان يوجد بها أهداف اتصالات أو قيادة، وهي مكونة من 4 طوابق، لكن في الحقيقة أن فقط شقة أو نصف شقة فقط في ذلك المبنى تكون به معدات اتصالات أو غيره، وباقي المبنى لا علاقة له بالهدف.

وبشأن جولة التصعيد الأخيرة مع الجهاد الإسلامي، أشار الضابط إلى أن جودة الأهداف لم تكن كبيرة لأن العمل كان ضد الحركة لوحدها دون الإضرار بحماس، ولم يكن هناك استعداد للتعامل مع الجهاد باعتباره منظمة أصغر من حماس وهي هزيلة وليس لديها إمكانية بارزة للغاية فوق الأرض كما حماس.

وقال "العملية كانت بائسة، بدون أهداف كبيرة أو معقدة، ولم يكن هناك شيء كبير ومثير".

واعتقد الضابطين أن الدافع وراء الجولة الأخيرة من التصعيد هو سياسي. مشيرًا إلى أنه هناك في بعض الأحيان تدخل من المستوى السياسي في بنك الأهداف وأنه في بعض الأحيان كان هناك مطالبات بضرب أهداف أكثر قوة.

وأضاف أحدهما "نظرًا لوجود أهداف لا تريد أن تضربها بعد كل حدث، فهناك أهداف تحتفظ بها لأيام الحرب، والتي من المفترض أن يغير هجومها وجه أي حملة".

وقال "هناك حالات يمكن أن يؤدي فيها الهجوم المستهدف إلى فضح مخابرات جيش الدفاع الإسرائيلي بطريقة تؤدي بالطرف الآخر إلى إعادة هيكلة نفسه".

وردًا على تلك التصريحات، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه يتم إجراء عملية إنتاج الأهداف والموافقة عليها في الجيش بشكل منهجي ومهني، وتجري العملية بمتابعة بالغة من قبل المخابرات والقوات الجوية والمختصين بالقانون الدولي وغيره من أجهزة الجيش والمؤسسات الأمنية.

وأشار إلى أنه في حال وقوع أي خطأ، يتم فحص المشكلة والتحقيق فيها بتعمق من أجل استخلاص الدورس والعبر.