مصادر مصرية: القاهرة أبلغت "حماس" بأن "صفقة القرن" سقطت وهذا هو البديل ..

الأحد 08 ديسمبر 2019 07:49 ص / بتوقيت القدس +2GMT
مصادر مصرية: القاهرة أبلغت "حماس" بأن "صفقة القرن" سقطت وهذا هو البديل ..



غزة / سما /

كشف تقرير صحافي أن مصر أبلغت حركة "حماس"، مؤخرًا، أن "صفقة القرن" الأميركية سقطت بصيغتها السابقة، وتحولت إلى ما يشبه اتفاق هدنة طويلة المدى.

وقالت مصادر مصرية مطلعة لموقع صحيفة "العربي الجديد" إن "حماس" تلقت إشارات مصرية، بأنّ ملف "صفقة القرن"، بشكله الذي روجت له إدارة دونالد ترامب، قد أسقط وتحوّل إلى ما يشبه اتفاق حول هدنة طويلة المدى مع الاحتلال.

وأوضحت المصادر أن "الحديث عن صفقة القرن بشكلها المطروح سابقًا انتهى تمامًا، وأن ما تبقى منها هو تفهمات وخطوط عامة، أقرب لاتفاق محدود، وهو الاتفاق المشار إليه بهدنة طويلة المدى، بخلاف اتفاق آخر بين القاهرة وتل أبيب بشأن تفهمات أمنية واقتصادية في سيناء".

وأكدت المصادر أن حماس في المجمل، أبدت ترحيبا بتصور الهدنة طويلة المدى مع إسرائيل، مشيرة إلى أن مصر بصدد إنهاء مشاورات مع باقي الفصائل في قطاع غزة، التي تعارض ذلك الاتفاق.

وقالت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، لـ"العربي الجديد"، إن رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية/ اللواء عباس كامل، أبلغ هنية ووفد الحركة، الذين التقاهم، السبت، لنحو 4 ساعات، بعدم ممانعة القاهرة لمطلب الجولة الخارجية لرئيس الحركة، إسماعيل هنية، بعد رفض استمر لأكثر من عام ونصف العام. وكشفت المصادر أن هنية سيتوجه إلى إسطنبول في ساعة مبكرة من صباح الأحد، قائلة إن هنية أطلع كامل على كافة التفاصيل الخاصة بالزيارة، والتي من المقرر أن تشمل العاصمة القطرية الدوحة.

وقالت المصادر إن اللقاء شهد مشاورات موسعة حول ملف الأمن المشترك والسياج الحدودي بين سيناء وقطاع غزة، بالإضافة لملف التهدئة بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلي.

وأوضحت أن تقدمًا كبيرًا شهدته المشاورات بشأن ملف التهدئة، إلا أن هنية لم يقدم ردًا حاسمًا بشأن نقاط وصفتها المصادر بالعالقة، لافتة إلى أن هنية أرجأ تقديم رد نهائي بشأن تلك النقاط لحين العودة مجددا للقاهرة عقب الجولة الخارجية، والالتقاء بباقي قيادات الجماعة في الخارج.

وقالت المصادر إن الأيام المقبلة وحتى عودة هنية من الجولة الخارجية، فإن مصر ستوجه الدعوة لعدد من الفصائل الأخرى في قطاع غزة، لإنهاء الخلافات المتعلقة بملف التهدئة مع الاحتلال. وأوضحت أن هنية من المقرر أن يلتقي شخصيات دولية وإقليمية في تركيا، ولفتت إلى أن هنية سيتوجه بعد ذلك إلى ماليزيا للمشاركة في منتدى كوالالمبور الذي سيُعقد على هامش القمة الإسلامية المقرر عقدها في 18-21  كانون الأول/ ديسمبر الجاري، وسيضم قادة ماليزيا وتركيا وباكستان وإندونيسيا وقطر.

وكان مصدر مصري رفيع المستوى قد قال في وقت سابق لـ"العربي الجديد" إن مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة اللواء، أحمد عبد الخالق، أطلع قيادة حركة الجهاد الإسلامي التي تزور مصر حاليا، على أدلة قاطعة بتعهدات سابقة حصلت عليها مصر من إسرائيل، بعدم اغتيال القيادي العسكري، بهاء أبو العطا ، قبل أن تخلف تل أبيب وعودها للقاهرة، وتقدم على تلك الخطوة التي تسببت في تصعيد خطير في القطاع مؤخرا.

وأكد المصدر أن "الموقف الذي اتخذته مصر عقب خطوة اغتيال أبو العطا، وممارستها ضغوطا على إسرائيل بالتلويح بالانسحاب من الوساطة، أوقف خطة إسرائيلية كانت تستهدف قيادات أخرى بارزة أخرى بالمكتب السياسي للحركة وكتائب سرايا القدس الجناح العسكري لها".

وكشف المصدر عن أن القاهرة اتخذت إجراءات تأمينية مشددة تخطت بمراحل كثيرة مثيلاتها خلال زيارات سابقة لوفود "حماس" و"الجهاد"، وذلك خشية تعرض أيّ من القيادات الفلسطينية لعمليات اغتيال قد تنفذها أي جهة خارجية، لوضع مصر في حرج، مشددة أن مصر "لم تستبعد من تلك الجهات إسرائيل نفسها، خاصة في ظل وجود آراء وتوجهات مختلفة داخل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية في الوقت الراهن"، مؤكدة أنه لأول مرة تستخدم الأجهزة الأمنية المعنية بتأمين وفدي الحركتين أجهزة تشويش في محيط مقر إقامتهم تخوفا من أي عمليات تفجيرية.