وقعت هيئة مكافحة الفساد ووزارة الثقافة، اليوم الأحد، مذكرة تفاهم مشتركة، لتعزيز العمل المشترك بين الجانبين.
واتفق الطرفان من خلال المذكرة على تعزيز التعاون المشترك في مجال التدريب ورفع وعي المجتمع الفلسطيني بقضايا النزاهة ومكافحة الفساد، عن طريق الوسائل الثقافية المختلفة، واستهداف المناهج التعليمية في المدارس والكليات والجامعات الفلسطينية، واغناءها بمفاهيم وانشطة ذات علاقة بمبادئ النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد، بالإضافة لإعداد الخطة المشتركة الخاصة بوزارة الثقافة في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد 2020-2022.
وقال رئيس هيئة مكافحة الفساد المستشار احمد براك، إن الهيئة بذلت جهودا كبيرة لإشراك أكبر عدد ممكن من المؤسسات في عملية مكافحة الفساد والوقاية منه، وذلك من خلال تنفيذ المئات من التدخلات التي من شأنها رفع قيمة فلسطين على خارطة الشفافية الدولية، بهدف تحقيق الرؤية الفلسطينية بوجود مجتمع فلسطيني خال من الفساد.
واكد على اهمية تعزيز الجهود المشتركة لبناء وتعزيز الثقافة المجتمعية الرافضة للفساد بأشكاله المختلفة والمساهمة في الابلاغ عن المتورطين بممارسته، مشيرا الى أن إقرار الحكومة لنظام حماية الشهود والمبلغين جاء بهدف طمأنة المبلغين عن شبهات الفساد بأن القانون لا يتركهم دون حماية ورعاية، كما تقدمت الهيئة بنظام للحد من الهدايا وآخر للحد من تضارب المصالح، مشددا على أهمية تكاثف الجهود الوطنية والمجتمعية لتطوير الأداء الرقابي والسياساتي المعزز لمنظومة مكافحة الفساد.
وأشار المستشار براك إلى أن الهيئة نظمت لقاءً وطنيا تشاركيا خلال الاسبوع المنصرم لاعتماد الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية حتى العام 2022، حيث سبق اعتمادها خلال عدة لقاءات تم خلالها بناء هذه الاستراتيجية بتشاركية واسعة، استمرت على مدى الشهور الماضية. ودعا كافة المؤسسات للرجوع الى هذه الاستراتيجية، باعتبارها استراتيجية عبر قطاعية، من اجل المساهمة في تنفيذها بشكل فعلي وحقيقي، موضحا بأن سيادة رئيس دولة فلسطين بنفسه سوف يطلق هذه الاستراتيجية، لما لها من أهمية في العمل العام والأهلي والخاص، وذلك في مستهل افتتاحه للمؤتمر الدولي الذي تعقده هيئة مكافحة الفساد بعنوان "نزاهة وحوكمة من اجل التنمية المستدامة"، حيث سيستمر المؤتمر على مدى ثلاثة أيام، ستقدم خلالها أكثر من ستين ورقة عمل.
وأوضح المستشار براك بأن علاقة التعاون بين هيئة مكافحة الفساد ووزارة الثقافة ليست وليدة اللحظة، وإنما هي علاقة تشاركية مستمرة نتج عنها تنفيذ العديد من الأنشطة الثقافية التي تعمل على محاربة الفساد وتشجيع الناشئين من الفنانين لاستخدام فنونهم المختلفة في قضايا تخدم المجتمع الفلسطيني ونشر ثقافة الوعي في قضايا مكافحة الفساد.
من جانبه أكد وزير الثقافة عاطف أبو سيف، على أن الثقافة هي روح الدولة التي قد لا تظهر للعلن، ولكنها موجودة بكافة تفاصيل الدولة، مشيرا إلى أن الصراع مع الاحتلال ليس فقط على الأرض، وإنما هو صراع حول الرواية التاريخية المتعلقة بدولة فلسطين.
وأشار الى ان هذه الاتفاقية تمثل خطوة باتجاه البحث المشترك عن افضل الطرق لإدارة الوزارة، بما يعزز مفاهيم النزاهة والشفافية والمساءلة بداخلها، مؤكدا أن هذه الاتفاقية تشكل جزءا مهما من خطة الوزارة لإنجاح عملها.
وأكد أبو سيف على ان الوزارة تعتمد على مبدأ الشفافية بعملها، مشددا على أن العلاقة بين الجانبين هي علاقة تكاملية، مشيرا الى ان الحكم الرشيد هو السبيل لتحقيق تطلعات الشعب ورغباته.
وبعد توقيع الاتفاقية نظمت هيئة مكافحة الفساد بالتعاون مع وزارة الثقافة ورشة عمل توعوية لموظفي وزارة الثقافة، حيث ناقش خلالها مدير عام التخطيط والدراسات في هيئة مكافحة الفساد الدكتور حمدي الخواجا مخاطر الفساد في العمل الثقافي، مشيرا إلى عناصر وأركان الحكم الرشيد وأبرزها التوافق والشفافية وحكم القانون والمشاركة والمحاسبة والمساواة، واوضح الاسباب التي قد تؤدي للوقوع في شبهات الفساد وأهمها الجاهزية الشخصية والفرص والضغوطات.
بدورها استعرضت نانسي رفيدي من الإدارة العامة للتخطيط في هيئة مكافحة الفساد، التوجهات المشتركة بين هيئة مكافحة الفساد ووزارة الثقافة ضمن الاستراتيجية الوطنية عبر القطاعية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد 2020-2022 .