أزمة تشكيل حكومة اسرائيلية تُفقد إدارة ترامب الأمل بإطلاق "صفقة القرن"

الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 08:23 ص / بتوقيت القدس +2GMT
أزمة تشكيل حكومة اسرائيلية تُفقد إدارة ترامب الأمل بإطلاق "صفقة القرن"



القدس المحتلة / سما /

قال مصدر مطلع لـ "القدس" الاثنين أن إدارة الرئيس ترامب لا ترى احتمالا لإطلاق خطتها للتسوية التي عملت عليها لأكثر من ثلاثين شهراً المعروفة بـ "صفقة القرن" "قبل نهاية العام الجاري أو في المدى المنظور".

و رداً على سؤال "القدس" حول رأيه بتقرير موقع ذي تايمز أوف إسرائيل/ الأحد، 17/11، الذي اشار الى أن "مصادر إسرائيلية رفيعة المستوى أخبرته بأن الرئيس الأميركي ترامب محبط من نتنياهو بسبب الجمود السياسي الإسرائيلي (في تشكيل الحكومة) وإغلاق الباب أمام فتح المجال لخطة السلام" قال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته ان "الرئيس ترامب كان متحمساً منذ إعلانه عن مساعيه لطرح خطة السلام التي اعتبرها الأصعب، وأنها بالتالي ستكون صفقة القرن، وأن (صهره) جاريد كوشنر هو الذي يستطيع تحقيق كل ذلك، ولا أحد غيره، يشعر بخيبة أمل كبيرة خاصة وأنه كان يعتقد بأن فريقه (كوشنر، وسفير واشنطن في إسرائيل فريدمان وغرينبلات الذي استقال الشهر الماضي) قطعوا شوطا طويلا نحو إعلان الخطة، ولكن الإعلان عنها بقي أسيرا لتشكيل حكومة إسرائيلية قوية بعد انتخابات نيسان الماضي، ومن ثم انتخابات أيلول الماضي، والآن يبدو واضحا أن احتمال تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة تنفذ الخطة، يتلاشى، ولا يستغرب أن تذهب إسرائيل لانتخابات ثالثة، مما سيجمد الخطة لأشهر طويلة قادمة".

وادعى المصدر أن "خطة إدارة ترامب اكتملت منذ فترة ؛ قبل استقالة مبعوث الرئيس ترامب للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات (31 تشرين الأول الماضي) ولكن الجمود السياسي الإسرائيلي حال، ويحول دون إطلاقها، وهذا سبب يُحبط الرئيس وفريقه".

ونشر موقع "ذي تايمز أوف إسرائيل" مقالا ادعى فيه أن مسؤولا إسرائيليا رفيعا أخبره بأن هناك "حيرة وغضبا" في واشنطن لأن الانتخابات والخلافات الائتلافية تفشل في تشكيل حكومة، وأن ترامب يشعر "بخيبة أمل كبيرة من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وانه محبط من تأخير الجمود السياسي المستمر الذي يؤخر بدوره الكشف عن خطة واشنطن للسلام التي طال انتظارها".

وتعلق إسرائيل في مأزق سياسي منذ أكثر من سبعة أشهر (9 نيسان 2019)، بعد فشل جولتين متتاليتين من الانتخابات دون فوز احد بشكل واضح، واذا لم يتمكن بني غانتس رئيس حزب أزرق وأبيض تشكيل حكومة خلال الأيام الأربعة المقبلة، ستضطر إسرائيل إلى خوض انتخابات جديدة.

يذكر أن الرئيس الأميركي ترامب عبر عن إحباطه بشأن هذه المسألة يوم الثلاثاء الماضي، 12 تشرين الثاني 2019 ، أمام مجموعة يهودية أميركية متزمتة في مدينة نيويورك بأسلوب ساخر متسائلا "ما هو نوع النظام الموجود هناك (في إسرائيل)، مع بيبي (نتنياهو) ...؟ كلهم يتشاجرون ويتشاجرون" مضيفا "نحن هنا لدينا أنواع مختلفة من المعارك، ولكن على الأقل نحن نعرف من هو الرئيس. أنهم يستمرون في إجراء الانتخابات المتتالية ولم يتم انتخاب أحد".

ويقول المصدر "إن الرئيس ترامب ونتنياهو عبرا مرارا عن علاقتهما وتحالفهما القوي، والتشارك في الأفكار والقيم ، التي خدمتهما مع قواعدهما الانتخابية، وصلبت من تحالفاتهما مع قوى المسيحيين التبشيريين اليمينيين ، كما أنهما تقاسما الدعم المالي من نفس المصدر مثل شيلدون آدلسون الذي وثق العلاقة بينهما أكثر وأكثر، ولكن من الواضح أن الأشهر القليلة الماضية خلقت فجوة بينهما. ، حيث أجاب الرئيس ترامب عندما سئل في أيلول الماضي بعد الانتخابات الإسرائيلية عما إذا تحدث مع نتنياهو ، وقال بأن "علاقتنا هي مع إسرائيل" الأمر الذي فسره الخبراء بفتور العلاقة.

يشار إلى أن ترامب وضع كل ثقله في دعم نتنياهو قبل انتخابات شهر نيسان الماضي، ودعاه إلى البيت الأبيض، حيث اعترف بسيادة إسرائيل في مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وأعلن أيضا عن تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وغض الطرف عن إعلان نتنياهو يوم 7 نيسان، أي يومين قبل الانتخابات، عزمه ضم الضفة الغربية المحتلة أو أجزاء منها، في خطوات يعتقد على نطاق واسع أنها كانت تهدف إلى تعزيز حظوظ نتنياهو، دون فائدة.

وردا على سؤال عما إذا نأى ترامب بنفسه عن نتنياهو لأنه - ترامب- "لا يحب الخاسرين" قال المصدر "الحقيقة أن الزعيمين (ترامب ونتنياهو) مشغولان تماما بقضايا سياسية وشخصية. ترامب يواجه معركة العزل في مجلس النواب وفضيحة أوكرانيا، والحملة الانتخابية (انتخابات 2020 الرئاسية)، ونتنياهو على شفيير السقوط من عرشه السياسي، ويواجه مسائل قضائية جدية قد تقوده إلى السجن، أي أنهما (ترامب ونتنياهو) مشغولان تماما، بما يعرقل قدرتهما على الظهور معا والثناء على بعضهما البعض. هذا لا يعني عدم إعجابهما يبعضهما البعض، فأقرب المقربين من ترامب، صهره جاريد (كوشنر) وسفيره فريدمان ، هما من أشد المعجبين بنتنياهو، ومن اشد أنصاره، وما فتئوا يعملون لدعمه وسيبقون كذلك حتى آخر لحظة".

ولكن الأكيد، بحسب المصدر الذي واكب عن كثب تطورات "صفقة القرن" فانه يعتقد "أن خطة السلام الأميركية مجمدة تماما. ربما إلى ما بعد الانتخابات الأميركية في شهر تشرين الثاني 2020 ، ومن الملاحظ أنه منذ مغادرة (جيسون) غرينبلات، ليس هناك حتى ولا تغريدة واحدة عن خطة السلام ، أو الأمور المتعلقة بها. نعم غرينبلات يروج على موقع تويتر عن تحسن العلاقات بين بعض دول الخليج وإسرائيل، ولكن لا شيء عن عملية السلام: هذا يقول لنا بأنها سقطت من على لائحة أولويات إدارة ترامب".