أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟ السؤال الأكثر شهرة في مقابلات التوظيف، والأكثر رعبا في إجابته، فلا أحد يعلم أين سيكون بعد خمس دقائق.
وللرد على هذا السؤال، تناولت مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الإجابات الهزلية التي لن يكون أي منها طبعا ردا حقيقيا، لكن لاجتياز السؤال الأصعب في اختبار التوظيف والرعب الكائن بين حروفه، عليك أولا أن تعلم أن لا أحد يريد حقيقة أن يعرف أين ستكون بعد خمسة أعوام.
السؤال الذي يحفظه الآلاف من مسؤولي الموارد البشرية حول العالم، لم يضعوه لمعرفة وجهتك تحديدا بعد عدة سنوات، فبحسب دراسة ذكرها دليل "إنديد" (Indeed) للتوظيف، فإن 54% من الناس يبقون كما هم في نفس مكانهم بعد خمس سنوات، لكنه سؤال لقياس مدى طموحك ورغبتك في التطوير والارتقاء بنفسك وبمهنتك.
ما يريد المدير سماعه منك ليس انطباعك عن الأسئلة، بل إجابتك عنها، وواضعو هذا النمط من الأسئلة لديهم أسبابهم الخاصة لوضعها، وأولها أنهم يريدون معرفة كيف يعمل عقل الموظف القادم إليهم، وما مدى طموحه المهني، وكيف يتناسب هذا الطموح مع المؤسسة التي يسعى للعمل فيها، كما تريد الشركات أن تعرف أنك تميل دوما للتطوير فيها، وليس هدفك البحث عن فرصة أفضل خارجها.
صور متعددة للسؤال
الصيغة تُسأل بها عن رؤيتك المستقبلية لنفسك ليست ثابتة كما تتصور، فبحسب "إنديد" يحاول البعض إلهاءك لتعطيل إجابتك التي أعددتها مسبقا في انتظار أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟ فيقوم بتعديل الصيغة وطرح السؤال بأكثر من طريقة مختلفة، مثل:
- ما أهدافك المهنية الطويلة الأجل؟
- ما عملك المثالي في هذه المرحلة من حياتك؟
- عما تبحث؟
- ما مفهوم النجاح بالنسبة لك؟
- ما الأكثر أهمية لك في مسيرتك المهنية؟
- ما خطتك الخمسية؟
- أين ترى مكانك بعد خمس سنوات؟
استعدادات المقابلة
مرحلتان للاستعداد للإجابة عن هذا النوع من الأسئلة، وضعهما خبير التسويق العالمي مارك سميث، في مقاله على موقع "توب رسيوم" (Top resume): قبل موعد التوظيف، وأثناء اللقاء.
عند تحضير إجابتك عن الأسئلة المتوقعة قبل اللقاء، ضع في حسبانك أن مديريك لا يريدون معرفة أين ستكون حقيقة بعد خمس سنوات، إنهم لا يريدون خطة حقيقية بل يودون الاستماع لأحلامك، لكن أحلامك يجب أن تكون واقعية، فلا داعي لأن تتحدث عن كونك ستصبح رئيسا لشركة مايكروسوفت، أو أنك ستغير النظام التعليمي في بلدك، فخمس سنوات لا تكفي لتحقيق كل طموحاتك، وكذلك وقت المسؤول في اللقاء.
قبل اللقاء، مثّل مع صديق دور الموظف وليقم هو بدور المدير. قدم إجاباتك بالطريقة ذاتها التي ستقدمها بها في المقابلة، وحدد بالضبط ما الذي ستقوله وكيف ستقوله: طموحاتك، ومستوى التدريب الذي تطمح إليه، وهل تطمح في مناصب قيادية أم تميل للجوانب الفنية بشكل أكبر، مع تقديم أمثلة قابلة للقياس.
اكتب خطتك الخمسية، فهذا سيسهل الأمر عليك، واضبط خطتك مع تفضيلاتك في الثقافة والحياة والإبداع والترقي الوظيفي والإنجازات التي ترغب في تحقيقها، فهذه الكتابة ستساعدك على تحديد المكان والمكانة التي ستكون فيها بعد خمس سنوات.
أثناء المقابلة
عندما تبدأ الإجابة عن هذا السؤال، فإن نصيحة سميث لك تتلخص في جملة واحدة: "كن نفسك"، ومن يحاورك سيعرف جيدا مدى صدقك من إجابتك، و إذا أسرفت في الأحلام فستكون هذه الأحلام هي عقبة أمامك بعد توظيفك إذا لم تسعَ جاهدا لتحقيقها.
كن محددا، فمديرك لا يريد أن يسمع عن خططك في إنجاب الأطفال أو الانتقال إلى منزل أكبر، لكن ربما عليك أن توضح أن مهام العمل لن تبعدك عن عائلتك وقت حاجتها إليك، فهذا عادل وواقعي.
الإجابة النموذجية
"أرغب في توسيع آفاقي من خلال التعلم قدر استطاعتي وبأسرع ما أستطيع مع المؤسسة، ومن خلالها أبحث عن فرص للتدريب واحدة على الأقل سنويا لدعم وظيفتي، وأرغب في المشاركة في مشروع واحد على الأقل موجه للترقي الإداري، كما أنني أعرف أن المؤسسة لديها فريق تطوعي قوي أريد المشاركة فيه، وفي مرحلة ما أود أن أكون بين الفريق الإداري"؛ تلك هي الإجابة التي طرحها سميث كنموذج مثالي للرد على سؤال: أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟ لكنه لم ينس كذلك أن يشير إلى نماذج أخرى من الإجابات عليك الابتعاد عنها.
1- لا تتحدث عن خطط قصيرة الأمد، فأي شركة لا تريد موظفا لمدة عام، وحتى إن كنت تسعى لتغيير الوظيفة، فلا تبح بسرك لأحد.
2- لا تقل أبدا "لا أعرف"، اقتطع خمس ثوان من وقتك للتفكير، ثم اقترح إجابة، حتى إن كنت لم تعدها مسبقا.
3- آخر ما يود فريق التوظيف سماعه هو أنك تود أن تكون مكانهم، هذا ليس فكاهيا، وأيضا ليس مهنيا خاصة إذا كانت الشركة صغيرة وواعدة.