الرهان على الولايات المتحدة الاميركية لانجاز عملية السلام أثبت منذ فترة طويلة أنه رهان خاسر ، فالبيت الأبيض تحكمه الصهيونية والرهان على البيت الأبيض كالرهان على غولدا مئير وشارون ومئير داغان .
خلال هذا الرهان ضيع المسؤولون عن الاستمرار في مفاوضات الأوهام على الشعب الفلسطيني زمنا ثمينا ، ورسخ أقدام الاحتلال وسلم لاسرائيل باختراق كل القوانين الدولية والأنكى من كل ذلك أن المسؤولين في السلطة ارتكبوا جرائم بحق الشعب الفلسطيني ، وذلك ببذل جهودهم لحماية اسرائيل وملاحقة مقاومي الاحتلال ، وتسليمهم لاسرائيل تحت بند التنسيق الأمني .
وهذا القول ليس مبالغا فيه ، بل هو وثيقة قدمت اسرائيل استنادا لها الشكر مكتوبا لأجهزة السلطة لمساعدتها في القاء القبض على ” الارهابيين ” ، أي مقاومي الاحتلال .
وثبت بالملموس و” بالخازوق ” ، أن البيت الأبيض يقف موقفا لايكفي أن نصفه بأنه مؤيد لاسرائيل تأييدا كاملا ، بل يجب أن نصفه بدقة وذلك كونه موقفا يرمي ويهدف الى تصفية قضية فلسطين من جذورها ، وشطب اسم فلسطين من خريطة التاريخ والجغرافيا .
وكشف ترامب بوضوح عن مخطط الصهيونية والبيت الأبيض الصهيوني ، وأسقط في يد الذين راهنوا على ترامب وقمعوا الشعب المقاوم لقاء وعود الأوهام وسقطت السلطة وسقطت رؤوسها لكن المؤلم هو أن رأس السلطة الذي رفض صفقة القرن ” غير الموجودة ” ، بقي مكانك قف دون أي تحرك لمواجهة الأخطار وازالة ” الخازوق ” ، وكل الوعود حول الغاء الاتفاقات والتنسيق مع العدو ذهبت أدراج الرياح ، والأنكى أن يد الفاسدين مازالت طليقة وكأن شيئا لم يكن .
وكل التقصير الذي مر خلال عشر سنوات ازداد تعمقا وولد فشلا وراء فشل ، وعلينا الآن أن نعيد ونراجع التقييم ، هل هو تقصير فعلا أم املاء من واشنطن خضعت له السلطة ؟
لن نتحدث عن ملاحقة المقاومين ، ونجاح أجهزة أمن السلطة في حماية اسرائيل ، ومنع أي حماية للشعب الفلسطيني وحتى المسؤولين ، بل سنتحدث عن الحاق أكبر الضرر بما جمعته عدالة قضيتنا من تأييد شعبي عالمي ومن ( حصدهم اسلحة نضالنا ) ، هو موقف الرأي العام العالمي فالرأي العام يؤيدنا ويؤيد نضالنا ، ويقف معنا ضد العنصرية الدموية التي تمارسها الصهيونية ، فلماذا يهمل العمل على صعيد الرأي العام العالمي ، ولماذا تهمل دول وقفت في كل زمان الى جانب قضيتنا ونضالنا ؟
كان لنا مع الهند علاقات متينة جدا أهملتها السلطة كنا من أنشط أعضاء مؤتمر القمة الافريقي وأهملت افريقيا من قبل السلطة لتحل اسرائيل مكانناابتعدنا عن الدول المؤيدة لنا : الجزائر …. سوريا … العراق ..ايران … اليمن وفيتنام والصين لحساب من أهملت هذه العلاقات ؟ ولحساب من يوظف سفراء لاكفاءة لهم ؟ ولحساب من وبواسطة من تتحول سفاراتنا الى مكاتب خدمة لرجال أعمال مشبوهين ؟
وصلت الأمور الى حد استخدام سفاراتنا لصالح الموساد ، لماذا رفض سفيرنا في بلغاريا حماية أسير هارب لاحقه الموساد واغتاله أمام سفارتنا التي رفضت فتح أبوابها له .
شاهت الوجوه …. اذا كانت رؤوس السلطة تريد الهرب من بوابة الانتخابات يهمنا أن نقول لها أن يد الشعب قادرة على الوصول لأعناقهم ومحاسبتهم ، وسوف يسترجع الشعب أمواله المنهوبة منهم ومن أبنائهم .
مسؤولو السلطة من ” فتح ” ، دمروا فتح التي بناها ياسر عرفات وابو جهاد وابو اياد وخالد الحسن وكمال عدوان وابو يوسف النجار وابو صبري وابو الوليد ” سعد صايل ” ، وابو علي اياد وابو الهول وغيرهم …. دمروها لأنها كانت معينا وطنيا تحولت الى مجموعة اقطاعيات لخدمة أغراض في نفوس اليعاقبة ، لكن شباب فتح هم شباب فتح ، وسيكونون طليعة المحاسبين والناهضين ، وسيعيدون النفخ في نفير يوقظ الشعب ويقاتل العدو الغاصب .
كلا الانتخابات لن تكون طريقا للهرب … فالحساب آت .
كاتب وسياسي فلسطيني